الصحف الأجنبية: وكلاء واشنطن سيعجزون عن السيطرة على المناطق الاستراتيجية في شرق سوريا
أشار باحثون غربيون إلى أن الجيش السوري سيعمل خلال الأسابيع المقبلة على فك حصار تنظيم "داعش" عن دير الزور والسيطرة على المناطق السورية المحاذية للعراق، واعتبروا أن وكلاء واشنطن في سوريا سيعجزون عن هزيمة "داعش"وبالتالي لن يستطيعوا اعتراض الجيش السوري وحلفائه.
وفيما يتعلق بالازمة القطرية، رأى الباحثون ان المعسكر المعارض للدوحة بقيادة الامارات والسعودية فشل باخضاع قطر، إذ لا تزال مقتدرة على الصعيدين المالي والدفاعي.
وكشفت صحف اميركية بارزة ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب سيعلن اليوم عن استراتيجية اميركية جديدة في افغانستان ومنطقة جنوب آسيا، وستتضمن على الارجح إرسال آلاف القوات الاميركية الإضافية إلى افغانستان.
وفي التفاضيل، كتب الباحث "Fabrice Balanche" مقالة نشرت على موقع معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى، اشار فيها إلى ان الانظار ستتحول خلال الايام المقبلة إلى محافظة دير الزور السورية بعد هزيمة "داعش" في الرقة.
واشار الكاتب الى ان "الجيش السوري احرز تقدما ميدانيا في تدمر وجنوب الرقة خلال الأشهر الأخيرة، وسيركز اهتمامه خلال الاسابيع القادمة على فك الحصار الذي يفرضه تنظيم "داعش" الارهابي على دير الزور.
وتوقع الكاتب ان يتقدم الجيش باتجاه الحدود العراقية بعد فك الحصار عن دير الزور وتنضم الى القوات المرابطة قرب جبال سينجار. وأشار إلى أن ما وصفهم "العرب الذين تدعمهم الولايات المتحدة" سيعجزون عن الوصول إلى وادي الفرات بين دير الزور والبوكمال، تماماً كما حصل خلال شهر حزيران/يونيو الماضي بالتنف عندما وصل الجيش السوري وحلفاؤه الى الحدود العراقية عبر تدمر.
ولفت الى امكانية شن "قوات سوريا الديمقراطية" هجوما في شمال محافظة دير الزور، واكد ان الجيش السوري وحلفاءه سيبذلون جهودا مكثفة من اجل منع "القوات" من الوصول الى حقول العمر النفطية، اذ ان وصولهم سيقطع الطريق الواصل بين مدينة دير الزور والحدود العراقية.
وتطرق الكاتب الى "ما يشاع في واشنطن حول هجوم متوقع ينفذه "المتمردون العرب" و"قوات سوريا الديمقراطية" باتجاه الشواطئ الشمالية لنهر الفرات وصولاً الى الميادين، والانتقال بعد ذلك الى البوكمال قبل الامساك بالمناطق الحدودية مع العراق.
وتابع انه "وبحسب هذا السيناريو، فان الجيش السوري لن يستطيع سوى الامساك بدير الزور المدينة والمناطق القريبة منها، وبالتالي ستكون الولايات المتحدة قد منعت ما يسمى "الممر البري الذي تخطط له ايران" وستواصل الضغط على نظام الرئيس الأسد.
واضاف الكاتب ان "العشائر السنية العربية على ضفتي الحدود بين سوريا العراق ستصبح تحت محمية اميركية"، على حد تعبيره.
الكاتب شدد على ان حصول هذا السيناريو أمر مستبعد، مشيرا إلى ان عديد "العرب الذين تدعمهم الولايات المتحدة" هو فقط 2000 عنصر، وبالتالي فإن هذه القوات لن تستطيع هزيمة "داعش"، متوقعا ان يلتحق بعض عناصر "المتمردين العرب" الى صفوف الجيش السوري، وفق مزاعمه.
ولفت الى أن المكون الكردي المنتمي إلى "قوات سوريا الديمقراطية" يرفض دعم هجوم تقوده "كتيبة تحرير دير الزور"، موضحا ان اي قوة "عربية" مدعومة أميركياً ستجد صعوبة بمواجهة "داعش" من دون المكون الكردي.
وأشار الكاتب الى ان "حزب الاتحاد الديمقراطي" الذي يمثل المكون الكردي في "قوات سوريا الديمقراطية" يشعر ان الوجود الروسي في سوريا "متين" اكثر من الوجود الاميركي. ولفت الى ان الاكراد يعتبرون انه في حال خُير الغرب بين الاكراد و تركيا، فسيتم اختيار الاخيرة. واضاف ان ذلك يفسر اعتبار اكراد سوريا ان الشراكة مع روسيا تمثل السبيل الافضل للحفاظ على المكاسب الميدانية على المدى الطويل.
وشدد الكاتب على ان ولاء حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) للتحالف مع الغرب هو موضع شك، مشيرا إلى وجود سيناريو يتمثل بعقد اتفاق سري بين الاكراد من جهة والدولة السورية وروسيا وإيران من جهة اخرى. وقال إن "ذلك يعني ان "قوات سوريا الديمقراطية" سترفض مساعدة "المتمردين العرب" على الامساك بمحافظة دير الزور".
واعتبر الكاتب ان الاكراد ومن اسماهم "الوكلاء العرب" لن يدعموا بالكامل استراتيجية اميركا في شرق سوريا من دون الحصول على ضمانات طويلة الامد، مثل بنا قاعدة عسكرية اميركية دائمة وتمركز عشرات آلاف الجنود الاميركيين على الارض، مشدداً على صعوبة حصول ذلك.
تطورات الازمة القطرية
من جهة اخرى، كتب الباحث "David Roberts" مقالة نشرت على موقع معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى، رأى فيها ان المؤشرات تفيد ان حكومة قطر صامدة امام الحملة التي تقودها الامارات و السعودية.
وأكد الكاتبان أن التقارير الاخبارية التي تتحدث عن "رموز المعارضة القطرية" لا تعكس حقيقة الوضع السياسي لدى الدوحة، لافتا الى ان الرد القطري على الازمة الحالية يتميز بوحدة الموقف، مشيراً الى رسائل الدعم من قبل القطريين على وسائل التواصل الاجتماعي للقيادة القطرية.
وقال الكاتب إن "الدولة القطرية لا تزال مقتدرة مالياً ودفاعياً، مشيراً الى ان صادرات الطاقة لم تمس والى توسيع انتاج الغاز الطبيعي، علاوة على صندوق الثروة التي تقدر قيمتها بـ 350 مليار دولار.اما على الصعيد الدفاعي، فاشار الكاتب الى ان احدى اهم القواعد الجوية الاميركية موجودة على بعد بضعة كيلومترات فقط عن قصر الامير.
هذا ونشر موقع "Bloomberg" تقريرا، اشار الى لقاء المسؤول القطري عبدالله بن علي آل ثاني بالملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز ونجله ولي العهد محمد بن سلمان.
ورجح التقرير ان يكون هذا التطور جزءا من خطة لتكثيف الضغوط على امير قطر الشيخ تميم، ونقل عن محللين اماراتيين ان السعودية تلجأ الى ورقة ضغط، وان السعودية في حال رأت ان هناك حاجة، فانها ستحشد شبكة دعم داخل المجتمع القطري والعائلة الحاكمة من اجل القيام بعملية انقلاب، على حد قول المحللين هؤلاء.
و اشار التقرير إلى ما بثته قناة "العربية" ان الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني ينتمي إلى سلالة كانت تحكم قطر لعقود حتى عام 1972، قبل ان يتم الانقلاب على شقيقه احمد من قبل جد الشيخ تميم.
ونقل التقرير عن الباحث "Andreas Krieg”، ان الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني يفتقد إلى الدعم الشعبي في قطر الذي قد يساعده على كسب السلطة، واعتبر ان ظهور هذا الشخص هو بمثابة رسالة إلى القادة القطريين والقوى العالمية بان الازمة مستمرة.