ما سبب قدوم قوات سعودية لـ"عدن" الواقعة عمليا تحت سيطرة الإمارات
أثارت الأنباء عن وصول قوات سعودية إلى مدينة عدن، جنوبي اليمن، في الآونة الأخيرة، جدلاً واسعاً، في ظل التوتر وصراع النفوذ الذي تشهده المدينة الواقعة عمليّاً تحت سيطرة الإمارات، وما إذا كانت القوات السعودية ستحل مكان الإماراتية.
وكشف مصدر عسكري يمني عن المهمة التي ستقوم بها القوات السعودية التي وصلت إلى ميناء عدن، جنوبي البلاد.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب خاصة، في تصريح للأناضول الجمعة، إن القوة العسكرية السعودية التي وصلت (الخميس) إلى عدن، ستتولى تأمين عدد من المواقع الهامة بينها المطار وميناء عدن وميناء الزيت وقصر معاشيق.
وأضاف، ستتولى القوة العسكرية حراسة قصر معاشيق، وتهيئة الأجواء أمام عودة الرئيس اليمني المستقيل "عبد ربه منصور هادي” عودة نهائية إلى البلاد بعد أن ظل خلال العامين الماضيين يتنقل بين العاصمة السعودية الرياض، والعاصمة المؤقتة لليمن "عدن”.
وأشار إلى ان قوة تابعة للحكومة المستقيلة تتلقى تدريبا في المملكة السعودية، ستصل لاحقا إلى عدن، لمساعدة القوات السعودية في تأدية مهامها.
، أنهى فريق بريطاني يضم خبراء عسكريين، زيارة إلى عدن، يبدو أن لها علاقة بقدوم القوات السعودية، بحسب المصدر العسكري ذاته.
وهذه هي المرة الأولى التي تصل فيها قوات عسكرية برية تابعة للجيش السعودي إلى عدن، منذ بدء المعارك في اليمن، في مارس/ أذار 2015.
وفي الوقت الذي لم يصدر فيه عن التحالف تصريح رسمي حول هذا التطور، فقد كان لافتاً أنه جاء بالتزامن مع زيارة أجراها الهارب منصور هادي، الذي يقيم في السعودية، إلى المغرب، للقاء الملك سلمان بن عبد العزيز، وسط أنباء عن عودة مرتقبة لهادي إلى عدن.
وأثار التطور جدلاً، إذ نظر إليه معلقون بوصفه خطوة يمكن أن تكون مؤشراً على تباينات بين الرياض وأبوظبي، مع كون الأخيرة هي التي تتولى قيادة واجهة التحالف وحضوره العسكري في عدن ومحيطها من المحافظات الجنوبية.
واعتبر الناشط السياسي اليمني، أزال الجاوي، أن وصول القوات السعودية يعني عدم الرضى السعودي عن الإمارات، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الاحتلال سيتحول من إماراتي إلى سعودي.
وأوضح في تدوينة له عبر حسابه بموقع "فيسبوك” أن هذا الحضور للقوات السعودية يعني ” تحويل عدن الى ساحة صراع مصالح مباشرة وليس عبر الوكلاء بين الحلفاء في التحالف الخليجي ذاتهم وبينهم وبين خصومهم الاخرين المفترضين”.
وأضاف أن ارسال القوات يعطي مؤشرا اضافيا ان امد التدخل الخليجي سيكون طويلا وبالتالي ايقاف الحرب مازال بعيد المنال ليس لعدم وجود حلول يمكن التوصل لها مع جماعة أنصار الله وكذلك ليس لانهم يريدون ان يذهبوا الى صنعاء ولكن بسبب صراع النفوذ بين تحالف العدوان نفسه على اقتسام الارض والموارد فيما يسمئ الاراضي المحررة.
وأكد على أن ”الاحتلال يعني بالضرورة النهب فارسال قوات سعودية منافسة للامارات تعني ان للسعودية ايضاً اطماعا في عدن بالذات يفرض عليها الوجود المباشر وعدم الاعتماد على الحلفاء الاخرين في ذلك” .
يشار إلى انه منذ إعلان تحالف العدوان السعودي عن خروج أنصار الله وحلفائهم من عدن، والسيطرة عليها من قوات منصور وتحالف العدوان، تتولى الإمارات واجهة حضور التحالف ونفوذه العسكري والسياسي في المحافظات الجنوبية.
وتشهد محافظة عدن توتراً ترتفع وتيرته من حين لآخر، بين شخصيات وقوى محلية بعضها من المحسوبين على أبوظبي، وأخرى على الهارب منصور هادي.
وطن يغرد