kayhan.ir

رمز الخبر: 61709
تأريخ النشر : 2017August15 - 21:02

هل أغلقت غرفة “الموك” أبوابها؟ وهل سيَعود السفير السّوري إلى عمّان قريبًا؟


تتوالى المُفاجآت في الملف السوري، الواحدة تلو الأُخرى، في ظِل تغييرات جذرية فريدة من نوعها، فبَعد استيلاء الجيش العربي السوري على مدينة السخنة في مُحافظة حمص، ها هو يُسيطر على منطقة نصيب الحدودية مع الأردن لأول مرّة منذ خمس سنوات، وكانت الحُدود مُغلقةً كُليًّا بين البلدين.

السلطات الأردنية أسّست جيش العشائر وسلّحته ودرّبته، ليَملأ الفراغ النّاجم عن انسحاب الجيش السوري من المنطقة، وقالت أن هذا الجيش تأسّس لقِتال "داعش”، وأنه انسحب من مَواقعه بقرارٍ رسمي، تاركًا المجال للجيش السوري لاستعادة مواقعه.

بغض النّظر عن حقيقة الأسباب، ومن يَقف خلف قرار الانسحاب، فإن استعادة الجيش السوري السيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن هو إنجازٌ استراتيجي يُؤكّد أن الدولة السورية بدأت تُسيطر على مُعظم منافذها الرئيسية.

لا نستبعد أن تكون هذه الخُطوة جاءت لعدّة أسباب، أبرزها تخفيف التوتّر في الجنوب السوري تطبيقًا لتفاهمات مؤتمر الآستانة، وتوصّل الأردن إلى قناعةٍ بأن الولايات المُتّحدة، وبعد قرارها بوقف برنامج دَعم المُعارضة السورية وتسليحها، غَسلت يَديها من الأزمة السورية، وسلّمت الملف السوري بالكامل لروسيا تقليصًا للخسائر، واعترافًا غير مُباشرٍ بالهزيمة.

يَظل باب الهوى، المَعبر السوري إلى تركيا، في مُحافظة إدلب الذي تُسيطر عليه قوّاتٌ تابعةٌ لـ”هيئة تحرير الشام” (النصرة) بعد الاستيلاء عليه من قوّات "حركة أحرار الشام” بعد معارك دمويّة، وهو المَعبر الرئيسي الأهم في الشّمال الغربي الذي بات خارج نُفوذ الدولة السورية وجيشها، ومن المُعتقد أن معركة استعادته، ومُحافظة إدلب برُمّتها باتت وشيكةً، لأن جبهة "النصرة” المَوضوعة على قوائم الإرهاب الأمريكية والروسية، خارج اتفاقات مناطق تخفيف التوتر، جنبًا إلى جنب مع "داعش”.

الأمر المُؤكّد أن غرفة "الموك” التي أقامتها الولايات المُتّحدة بمُشاركة حُلفائها في الأردن للإشراف على مُخطّطات تسليح قوّات المُعارضة وتدريبها، وإدارة المعركة في سورية، قد أغلقت أبوابها، ونفّضت يديها من هذه المُعارضة وتركتها تُواجه مصيرها لوحدها، وهو مصيرٌ مُؤلمٌ في جميع الأحوال.

عَودة الجيش العربي السوري إلى الجنوب قد يكون فألاً سيّئًا بالنسبة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وخبرًا طيّبًا للاجئين السوريين في الأردن، فأل سيء لـ"إسرائيل" لأنه يعني أنها ستُصبح وجهًا لوجه أمام قوّات الجيش السوري في القنيطرة والجولان، وخبر طيّب للاجئين السوريين لأن طريق العَودة إلى سورية ستكون مَفتوحةً على مِصراعيها أمامهم، للتخلّص من أوضاعهم المُزرية في مُخيّمات اللّجوء.

الدّولة السورية تَعود بخَطواتٍ مُتسارعة بفَضل صُمود جيشها، ودَعم الحُلفاء طِوال السنوات العِجاف من عُمر الأزمة، وهذا تطوّرٌ يَستحق التوقّف عنده باهتمامٍ كبيرٍ، لأنه يَعني نهاية مَرحلةٍ وبداية أُخرى.

نتوقّع أن تكون المُفاجأة المُقبلة تطبيع أوسع للعلاقات الأردنية السورية، في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية، وعَودة السفير السّوري إلى عمّان، ورؤية المسؤولين الأردنيين في دمشق، والَمسألة باتت مسألة أسابيعٍ، إن لم تكن مسألة أيّام.

/ رأي اليوم