دمشق في طريقها لاعلان النصر
خيام الخزاعي
تدور المعارك الشرسة على كل المحاور والجبهات في سورية، والتي تشير المعطيات والمعلومات الدقيقة، بأن العد العكسي بدأ نحو الإندحار والهزيمة لعصابات "داعش" وأخواتها، وطردهم من كل المدن السورية، ولاسيما وأن الجيش المؤمن بوحدة سورية وضع كل ثقله وإمكانياته في هذه المعركة المصيرية، بعد أن أثبت للعالم أنه قادر على حماية الوطن، فقد رفع علم الجمهورية العربية السورية على معبر أبو شرشوح عند الحدود السورية الأردنية وانتشى السوريون بنصر انتظروه من سنوات عديدة.
في الوقت ذاته شهدت عدد من المناطق وساحات المواجهة معارك عنيفة وإشتباكات شرسة خلال الأيام الماضية بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة، وكان الجيش السوري وبدعم من سلاح الجو الروسي، قد كثّف ضرباته في مختلف مواقع العمليات، وواصل تقدّمه في ريف دمشق وحمص وحماة والرقة وسط إنهيارات متلاحقة في صفوف المسلحين وفرار جماعي للمئات منهم، فباتت "داعش" والمجموعات المتطرفة الأخرى تتجرع مرارة الهزيمة وتشعر بالموت البطيء لأن حسم المعركة في سورية هي بداية النهاية لهم.
في هذا السياق كانت المفاجأة كبيرة من قبل الجيش السوري بعد الضربات القوية التي أحدثت شرخاً كبيراً في صفوف "داعش" وإنهاك معنوياتها مما جعلها في حالة خوف وفزع من مصيرها الأسود الذي ينتظرها أكثر من أي وقت مضى في الهزيمة والإندحار، بعد أن أحكم الجيش السوري وحلفاؤه سيطرتهم على كامل بادية السويداء، وفرضوا سيطرتهم على مساحة 1300 كم مربع وعدة مرتفعات حاكمة من أهمها تلال الطبقة والرياحي وأسدة والعظامي وبير الصوت ومعبر أبو شرشوح وجميع المخافر المنتشرة على الحدود مع الأردن بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي "داعش" في ريف السويداء الشرقي، بهذا الإنجاز قطع الجيش خطوط إمداد الإرهابيين من الحدود الأردنية حتى ريف دمشق والغوطة وما بين البادية شرقاً واللجاة غرباً وصولاً إلى ريف درعا الشرقي.
في السياق ذاته يواصل الجيش السوري العمل على تعزيز نجاحاته في ريف حمص، حيث صد هجوماً عنيفاً شنه التنظيم على نقاطه بمحيط مدينة السخنة وتمكن من تدمير عربة مفخخة قبل وصولها إلى إحدى نقاطه. ويعتبر محور العملية العسكرية التي إنطلقت من ريف حمص باتجاه تدمر ومن ثم السخنة من أهم محاور تحرك الجيش لفك الحصار عن مدينة دير الزور ومطارها العسكري. في هذا الإطار طوق الجيش مدينة السخنة من ثلاث اتجاهات بعد إحكامه السيطرة على جبل طنطور وعلى مغارة الضويحكي وقرية الصالحية في محور أبو العلايا شرق المخرم، حيث لقي أكثر من 80 مسلحاً من "داعش" مصرعهم خلال هجوم فاشل شنه التنظيم على إحدى نقاط الجيش السوري والحلفاء في حميمة بريف حمص، وذلك بهدف العودة إلى السخنة والتي كان قد خسرها التنظيم منذ أيام، كما أحبط الجيش هجوماً على محوري البغيلية وتلّة أم عبود في دير الزور، وسيطر على المفرزة الأمنية على طريق السخنة – دير الزور، كما يتابع تقدّمه بعد أن سيطر على مساحة كيلومتر تقريباً في منطقة المقابر.
مجملاً … إن تطهير الأرض السورية تقترب من نهايتها المحتومة بعلامات بالنصر المؤكد، لذلك كل العيون السورية تنتظر بفارغ الصبر وتترقب الى إعلان رايات النصر بعد أن اصطدم التنظيم وأخواته بصخرة سورية التي قدّم فيها الجيش السوري أروع البطولات والتضحيات دفاعاً عن ثرى سورية، ولقن عصابات "داعش" ومن وراءهم دروساً لا تنسى، وتحولت أحلامهم الى كوابيس مرعبة، ورغم أنها عاثت خراباً ودماراً، لكنها في هذه اللحظات وهم يجابهون أبطال الجيش السوري تحولوا الى فئران مذعورة ، تفتش عن جحور وحفر تحميها من الإنتقام والغضب السوري، وما يؤكد إستطاعة الجيش على الصمود بوجههم، لذلك كلنا أمل أن يكون هذا العام عام الإنتصار والإزدهار، ونهاية الإرهاب في وطننا الكبير "سورية”.
بإختصار شديد …… قلتها كثيراً وسأبقى أكررها، لقد أخطأوا في الزمان والمكان، حيث أن سورية مقبرة للغزاة على مرّ التاريخ، وإنهم دخلوا في مغامرة مصيرها الفشل والخزي والعار لهم ولأسيادهم الذين غرروا بهم، ومصيرهم الهزيمة والقتل على أيدي رجال الجيش السوري، فسورية عصية على السقوط ولن تكون موطناً وبيئة حاضنة للإرهاب، وعليهم مراجعة حساباتهم لأن أرض سورية ستكون بوابة العبور لهم إلى جهنم، ورجالها هم من سيتصدون لقوى الإرهاب التي تستهدف تفتيت سورية واضعاف قوتها، ولكن هيهات لهم ذلك ما دام فيها من يعشق سورية ويعشق أرضها ويقدم الغالي والنفيس لأجلها…. لذلك نحن على ثقة تامة أن الشعب السوري قادر على تجاوز وتخطي أزمته ومحنته الراهنة بفضل تماسكه ووحدته الوطنية، لأنه يدرك جيداً دوره في المنطقة لمواجهة كل المشاريع الإمبريالية الرامية الى تجزئة وتقسيم سورية.