أميركا من فشل الى آخر
أميركا التي اختارت الطريق والاسلوب الخطأ في فرض هيمنتها على شعوب المنطقة لازالت تواجه العثرات والفشل في الوصول الى تنفيذ مخططاتها، وفي نظرة سريعة للاحداث التي تعاقبت وعلى مدى قرابة العقدين من الزمن، وعندما انتهج بوش الصغير سياسة فرض الامر الواقع من خلال استخدام القوة والتي ابتدأت بغزو العراق وافغانستان وضمن حسابات خاطئة وبعيدة عن الواقع كما كشفته الايام والسنون التي مضت. لانه وكما افصحت عنه بعض مصادر القرار الاميركي ان احتلال العراق من قبل واشنطن سيضمن لها امرين مهمين اولاهما ان يكون هذا البلد قاعدة اميركية يضمن بقاء القوات الى مائة عام كما اعلن ذلك السناتور ماكين، وثانيهما لكي يكون مركزا استراتيجيا لتنفيذ المخطط بتقسيم المنطقة للوصول الى تحقيق فكرة انشاء الشرق الاوسط الكبير كما اعلنت عنه آنذاك رايس.
الا انه غاب عن اذهان الاميركيين انه ليس "كل ما يتمنى يدركه" بحيث وصلت وبعد حين الى قناعة الى ان "الرياح تجري بما لا تشتهي السفن"، بسبب ردة فعل الشعب العراقي في رفضه للتواجد الاميركي من خلال المواجهات المستمرة مع القوات الاميركية مما فرضت على الادارة الاميركية بقيادة اوباما ان يترك الجيش الاميركي الارض العراقية والى آخر جندي والذي اعتبر سابقة فريدة كما تساءلت عن ذلك ميركل عند لقائها المالكي مستفسرة منه كيف تمكنتم ان تخرجوا الجنود الاميركان من ارضكم وبهذه السهولة؟.
ولم يقتصر الموقف على العراق وحده، بل ان استهداف الجنود الاميركان في افغانستان والذي فرض على الجنود ان يبقوا مسجونين في معسكراتهم بحيث لايمكنهم الخروج الى الشوارع العامة خوفا من الاستهداف، ولكن واشنطن ورغم كل هذه الهزائم لازالت تطمع ان تكون لها قدم في هذه المنطقة، ولذلك اقدمت على تشكيل التنظيمات الارهابية المسلحة لتكون اداة تخويف للشعوب من جانب، وفرصة ثانية لتأكيد تواجدها من خلال فذلكة محاربة الارهاب الكاذبة، ولكن حتى هذا الموضوع لم يفتح الطريق لواشنطن ان تدخل منه لاستعباد شعوب المنطقة، لانها وبوعيها ادركت مغزى المخطط الاميركي جيدا وهبت هبة رجل واحد في محاربة الارهاب واستطاعت بفضل وحدتها وقدرتها وتعاون ودعم من اصدقائها من الدول الاخرى ان تدحر الارهاب وبصورة غير متوقعة بحيث أسقط مافي أيدي صانعي الارهاب الذين أذهلهم الانتصار على الارهاب وأفقد صوابهم.
واخيرا فانه ومن خلال قراءة للواقع اليوم نجد ان واشنطن وفي ظل رئاسة ترامب الاحمق اخذت تفقد كل مواقعها، بل وحتى دعم بعض الدول لها. لان اسلوب التهديد واعلان الحرب على الشعوب اصبح باليا ولم يعد له ذلك التأثير لان هذه الشعوب ادركت ان اميركا تمر من ورق ولم يتبق لها سوى اسلوب فرض العقوبات وهو الذي تمكنت فيه الشعوب من التعايش معه وبصورة افشلت الهدف الاميركي.
وما اعلان مجلس الشورى الاسلامي في توفير الاجواء لاعداد برنامج شامل لمواجهة التحديات الاميركية هو الخطوة الاولى والاساسية التي ستضع الاميركيين في الزاوية الضيقة، خاصة وان هذا المشروع سيلقى التأييد ليس فقط من كل شعوب المنطقة،بل كل الشعوب الحرة في العالم ليكون مشروعا اقليميا ودوليا يملك القدرة على احباط كل المحاولات والخطط الاميركية ضد المنطقة.