كوبيتش للجعفري: نظرة العالم إلى العراق تغيرت وبدأ يعي قوته
*الحشد الشعبي يحسم الجدل ويؤكد مشاركته الفاعلة في معارك تحرير تلعفر
*ممثل المرجعية الدينية : مشاكل أمنية ستتولد إذا لم يحصل تحسننا في التعايش الاجتماعي
*الشرق الاوسط : الصدر لا يستبعد التحالف مع العبادي والحكيم وتشكيل كتلة "عابرة للمحاصصة"
*رئيس الوقف السني من جامع النوري بالموصل: ننحني للشهداء من الجيش العراقي والحشد الشعبي
بغداد – وكالات : اكد ممثل الامين العام للامم المتحدة "يان كوبيتش” خلال لقائه وزير الخارجية "ابراهيم الجعفري”، امس الجمعة، ان نظرة العالم إلى العراق تغيرت وبدأ يعي قوته، مبينا ان هناك مؤتمرات قادمة بشأن دعم العراق لإعادة الإعمار والاستقرار، فيما دعا الجعفري الأمم المتحدة إلى "دور أكبر” في حشد المجتمع الدولي لتقديم المزيد من العون والمساعدة للعراق.
وقال مكتب وزير الخارجية في بيان تلقت "الموقف العراقي”، نسخة منه، إن "الجعفري استقبل، امس يان كوبيتش ممثـل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق”، مبينا ان "الجانبين بحثا آخر التطورات السياسية، والأمنية في العراق، وأشاد الجعفري بدور الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية في إغاثة النازحين، وتقديم العون والمساندة لهم على الرغم من المخاطر، كما بحثا دور المجتمع الدولي في عملـية إعادة إعمار المناطق المحررة”.
ونقل المكتب عن "الجعفري” قوله، إن "العراق اجتاز بنجاح مرحلة داعش بعد أن حرر المدن التي كانت في قبضته، لكن داعش لم ينته، لأنه مزيج من أفكار شاذة، وأحقاد، ووحشية لا نظير لها في التاريخ”، مضيفا ان "داعش يستهدف قتل الإنسان بغض النظر عن دينه، وعرقه، وجنسه”.
ودعا "الجعفري”، الأمم المتحدة إلى "دور أكبر في حشد المجتمع الدولي، لتقديم المزيد من العون والمساعدة للعراق، لتمكينه من مواجهة التحديات الناجمة عن محاربة الإرهاب”، مضيفا "نتطلـع أن تتخذوا قرارات شجاعة في مساعدة العراق كما اتخذتم قرارات شجاعة في دعم العراق أمنيا، وعسكريا”.
من جهته، اوضح "كوبيتش” أن "نظرة العالم إلى العراق تغيرت، وبدأ يعي قوة العراق، ولاسيما بعد انتصاره الكبير”، مضيفا ان "دول الجوار تحاول مساعدة العراق، وهناك مؤتمرات قادمة بشأن دعم العراق، لإعادة الإعمار، والاستقرار”.
بدوره أعلن المتحدث باسم هيئة الحشد الشعبي احمد الاسدي، الموقف الرسمي لقوات الحشد الشعبي بالمشاركة في معارك تحرير قضاء تلعفر من عدمها.
,قال الاسدي في بيان تلقت بغداد امس نسخة منه، إن "الحشد الشعبي بناءا على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة، سيشارك بفاعلية في معركة تحرير تلعفر جنبا الى جنب مع القوات المسلحة والامنية، ولا صحة لما نشر خلاف ذلك".
وأضاف، "نؤكد مرة اخرى ان الموقف الرسمي للحشد الشعبي يصدر من رئيس الهيئة او نائبه او الناطق الرسمي حصرا".
من جانبه حذر ممثل المرجع الديني الاعلى سماحة السيد السيستاني، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة الجمعة بالصحن الحسيني الشريف امس من بروز "مشاكل أمنية" إذا لم يحسن التعايش الاجتماعي والثقافي ، والذي حدده بثلاثة أسس .
أن الاختلاف قدر نعيشه الى يوم القيامة، فيما أوضح أن "الإجبار والقسر والإكراه" للآخرين لا يقود إلا الى العنف.
وقال الكربلائي :"إن مسألة الاختلاف في الأديان تفرز مجموعة تحديات ومخاطر ومشاكل، خصوصا إذا كان أتباع هذه الديانات يعيشون في وطن واحد أو شعوب متجاورة أو بينها علاقات متعددة ، مؤكدا أن الاختلاف قدر نعيشه الى يوم القيامة، وأن الإجبار والقسر والإكراه للآخرين لا يقود إلا الى العنف".
مضيفا "أن الاختلاف قدر نعيشه الى يوم القيامة والله يحكم بين العباد يوم القيامة، أما الإجبار والقسر والإكراه للآخرين فلا يقود إلا الى العنف ، مشددا على ضرورة التعايش السلمي الاجتماعي المبني على إرادة الشرع والتعامل العادل بين الجميع وفق قاعدة لا (تَظلِمون ولا تُظلَمون)".
من جانبه أشار زعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر، الى أنه بصدد تشكيل كتلة عابرة للمحاصصة، ولم يستبعد التحالف مع العبادي والحكيم.
جاء ذلك خلال حوار أجرته معه صحيفة "الشرق الأوسط" اثناء زيارته الرياض ونشرت امس الجمعة.
ولم يستبعد الصدر، بحسب الصحيفة، "التحالف مع كتلتي رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس التحالف الوطني عمار الحكيم في الانتخابات المقبلة"، مشيرا الى ان "أننا بصدد تشكيل كتلة عابرة للمحاصصة، من أشخاص تكنوقراط مستقلين كي نأخذ العراق إلى بر الأمان مع توفير الخدمات للمواطنين".
وبالنسبة لمسألة انفصال منطقة كردستان قال الصدر بانه اتصل بقادة كردستان و"تمنيت أن يؤجلوا الاستفتاء المرتقب على الانفصال"، وأوضح ان "الكرد هم جزء من النسيج العراقي، ونريدهم أن يكونوا منا وفينا".
ورأى أنه "في حال تقرر انفصال كردستان فإن ذلك سيجلب مشاكل من الداخل والخارج".
من جانب اخر هدد رئيس البرلمان سليم الجبوري، المراجع الدينية في النجف باللجوء للامم المتحدة في حال استمرت في تدخلاتها بالعملية الانتخابية والضغط على الناخبين، فيما حمل مراجع الدين واصحاب المنابر كامل المسؤولية في الدمار الذي يعيشه البلاد.
وذكرت وكالة ابواب المرجعية المقربة من مرجعية النجف الاشرف ، انه بعد ان عملت المرجعية الدينية في العراق طوال الاربعة عشرعام الماضية وسعت جاهدة في الحفاظ على وحدة العراق وسلامة ابناءه, لم تسلم للأسف من الاتهامات والتطاول من جهات عديدة متضررة من الدور الكبير الذي لعبته فتاوى المرجعية وتوجيهاتها, ولكن الأمر مختلف عندما تصدر هكذا اتهامات من شخص يفترض به أن يكون ممثلا لصوت الشعب، وهو أحد القيادات الثلاث التي تدير دفة الحكم في البلاد.
واضافت ان "حديث رئيس مجلس النواب الدكتورسليم الجبوري أمام قيادات حزبه الجديد "وطن" وتجاوزه على رجال الدين بشكل عام في العراق ومراجع النجف بشكل خاص ما هو الا نكران للجميل وتجاوز على مقدسات الشعب ومعتقداته, وهو أمر مستنكر ومدان ويجب على الجبوري مراجعة موقفه والشعور الحقيقي بالمسؤولية الملقاة على عاتقه في رص الصف الوطني ومواجهة النزعات الطائفية بدلا من زرعها لغرض التنافس الانتخابي.
ونقلت وكالة ابواب المرجعية ،عن مصادر مقربة من الجبوري، انه خلال لقاءه بقيادات حزبه الجديد, حمل مراجع الدين واصحاب المنابر كامل المسؤولية في الدمار الذي يعيشه العراق اليوم من خلال التحريض على الطائفية والخطاب المتشدد والتوجيه بممارسة الحق الانتخابي على أساس طائفي مشيرا الى ما حصل خلال انتخابات 2005 و2010 وقوائم 169 و555 حيث اعتبرها السبب الرئيسي وراء التكتلات السياسية المبنية على أساس طائفي وفرض نظام المحاصصة في العراق.
ونقلت المصادر عن رئيس البرلمان ادعاءه بان زملاءه في العملية السياسية وبالخصوص ممثلي محافظات كربلاء والنجف كانوا قد اشتكوا له مرارا وتكرارا من تدخلات ما أسماه "حاشية المرجعية الدينية" في تلك المحافظات والابتزازات التي يتعرضون لها من أجل الحصول على مشاريع وامتيازات والاستيلاء على بعض المباني وكراجات السيارات, حيث تطرق الى المشاريع التي تنفذها العتبة الحسينية والعباسية ومؤسسة الكفيل مؤكدا انها انجزت بعد التنسيق مع الجهات السياسية المسؤولة باتباع سياسة الترغيب والترهيب.
الجبوري وبحسب المصادر, هدد باللجوء للامم المتحدة في حال استمر الحال على ماهو عليه في الانتخابات القادمة لوضع حد للدور السلبي لرجال الدين في العراق حسب وصفه, وفصل الدين عن السياسة, مشددا على أن هذا الأمر يشمل جميع المحافظات العراقية بضمنها المحافظات الغربية التي عانت كثيرا من الخطاب الديني المتشدد والطائفي.
يذكر ان الجبوري عمل بنفسه على تكريس الدور الطائفي في العراق من خلال دعوته لعقد مؤتمر يضم جميع القوى السنية وحدده بطائفة واحدة بدلا من الدعوة والتشجيع على المؤتمرات التي تجمع كافة أبناء الشعب العراقي خصوصا وهو في صدارة ممثلي الشعب.
ومن جهة اخرى وبعد أن تحررت الموصل بالكامل من تنظيم داعش الارهابي التكفيري على يد القوات العراقية المشتركة وبعد أن أصبحت المدينة خالية من كل الإرهابيين اقام رئيس ديوان الوقف السنّي في العراق الشيخ عبد اللطيف الهميم خطبة صلاة الجمعة في جامع النوري احتفاء بتحرير المدينة.
وأشاد الهميم بالجيش العراقي والحشد الشعبي و"بكل الاحرار الذين ضحوا بانفسهم في سبيل تحرير الموصل."
وقال الشيخ الهميم: نعلن سقوط "دولة" القتل والتهجير من المكان الذي أعلنَت فيه قيامهاً.
وأشار إلى تضحية النفس التي قدمها الجيش العراقي في تحرير المدينة قائلا: في يوم النصر ننحني للشهداء الذين أحيونا بمماتهم.
وقال أيضا: لقد كان انتصارنا في الموصل هو الفرح الحقيقي في تاريخنا المضرج بالدماء.
وشدد على أن الموصل ستعود على قاعدة التوازن والمسؤولية الوطنية والاعتراف بجميع المكونات، موضحاً أن "المدن العظيمة تقاس في قدرتها على الإنجاز والتحرير."
وخلص الشيخ الهميم بالقول: سيكون العراق السيد الحر المستقل حيث يُصنع القرار بداخله لا في دول الفتنة.