هنا العوامية.. السلطات السعودية تقوم بتدميرها وتهجير قسري لاهلها في تغيير ديموغرافيا مكشوف
* رابطة علماء الدين في الجزيرة العربية: الرياض تنقل المملكة الى مرحلة الدولة الفاشلة وتُساق الى نفس المصير الذي سيق له "صدام" بعد استنفاد الأنظمة الغربية مصالحها معه
* منظمات ووسائل اعلام غربية تبدي مخاوفها من تبديل العوامية لساحة حرب وقذائف المدفعية تنهال على المواطنين
*نشطاء: آل سعود يدمرون العوامية وأي منطقة معارضة وهم يريدون تفريغ البلدة من سكانها وإنهاء الاحتجاجات
* النقيب: لن يثنينا كل هذا القتل والحصار والتدمير.. نحن أصحاب هذه الأرض ولن نتركها لآل سعود
* الناس يخشون من أن هناك العديد من الجثث تركت في الشوارع لعدة أيام، كما هرب مئات الأشخاص من البلدة
* الرياض تحكم بالسجن ١٣ سنة على الشيخ حسين الراضي لانتقاداته السلمية لسياسات السلطة وممارساتها بحق الشيعة
كيهان العربي - خاص:- تواصل جرافات السلطات السعودية المدعومة بقوات الأمن الخاصة عمليات هدمٍ لأبنية في "حي المسورة" التاريخي والكثير من منازل وأبنية بلدة العوامية والأحياء المحيطة بها تحت طائلة السلاح وتحت حراسة المدرعات العسكرية، وغطاءٍ من القذائف الصاروخية والرشقات النارية، في وقت أفيد فيه عن ظهور الطائرات الحربية فوق سماء البلدة، وهو ما تعيشه المدينة منذ حوالى ثلاثة أشهر وسط صمت عربي واسلامي ودولي مطبق خاصة من قبل الدول والمنظمات الداعية لحقوق الانسان .
ويؤكد شهود عيان استهداف القوات السعودية لحيِّ الديرة بالقذائف الصاروخية والأعيرة الناريةِ الثقيلة، كما عمدت القوات الى إلقاء القنابلِ الحارقة على المنازل. وأوضحت المعلومات أنَّ القوات الأمنيةَ لآل سعود أضرمت النار في العديد من منازل العوامية، فيما تولَّت فرقٌ أخرى فتحَ نيرانِ أسلحتها الرشاشة في شوارعِ بلدة البحاري.
وأرسلت تعزيزات عسكرية غير مسبوقة الى العوامية وأقدمت على عزلها عن المدن المجاورة، فيما تقوم قوات النظام السعودي، باقتحام المنازل التي أجبر أهلها على إخلائها، وسرقت محتوياتها، ومن ثم إضرام النار فيها وإحراقها.
وأفادت مصادر أهلية عن تحليق كثيف للطائرات الحربية النفاثة على علوٍّ منخفض فوق سماء العوامية، مخترقةً جدار الصوت لأكثر من مرة. ولا تزال دعوات التهجير مستمرة من قبل السلطات السعودية، من خلال إخافة السكان والضغط عليهم لترك البلدة.
في الاطار ذاته قال مصدر ميداني (النقيب) من بلدة العوامية بأن عمليات الهدم والقصف لا تزال متواصلة باتجاه حي المسورة التاريخي في البلدة، الذي زعمت السلطات السعودية بأنها استطاعت السيطرة عليه يوم الثلاثاء الماضي .
وأفاد، هناك أنباء عن استشهاد بعض المقاومين المتحصنين داخل حي المسورة، كما أن هناك عددا من الجرحى، مشيراً الى أن كمينا غادراً تمّ نصبه "داخل حي المسورة وأسفر عن استشهاد بعض المقاومين وجرح آخرين، ولم يستبعد وقوع أسرى في أيدي القوات السعودية، إلا أنه لم يستطع تأكيد ذلك بسبب انقطاع الاتصال وفقدان التواصل معهم.
واكد المصدر الميداني بأن المقاومة لا زالت باقية ومستمرة ولن تقف عند حدود معينة، وأضاف: لن يثنينا كل هذا القتل والحصار والتدمير. نحن أصحاب هذه الأرض ولن نتركها لهم، في إشارة إلى دخول آلاف من القوات السعودية المدججة بالسلاح إلى أحياء البلدة.
ووجّه المصدر في رسالةً إلى العوامية وعموم أهالي القطيف وقال فيها "إننا رجال الله في الميدان متراصّون كالبنيان، لن نترك هذا العدو ليعتدي على كرامتكم وعزّتكم مادامت لنا عين ترمش وقلب ينبض”. ودعا الأهالي إلى التحلي بالصبر وألا يفقدوا الأمل، وأضاف "إن بعد العسر يسرا. نحن نستمد صمودنا منكم، ومن أجلكم نخوض المصاعب، واجعلوا أهل البيت قدوة لكم، لما ذاقوه من ظلم وظليمة، فلا تيأسوا، فالفرج قريب”.
هذا وذكرت مصادر ناشطة في العوامية عن سقوط عشرات الشهداء والمصابين بين الأهالي جراء القصف المدفعي العشوائي لقوات بن سلمان أو خلال عمليات قنص المارة في شوارع المدينة خاصة حي المسورة وكذلك بين المقاومين.
ونشر نشطاء محليون صورا لشوارع العوامية وهي تغطيها الأنقاض ومياه الصرف الصحي، التي تبدو وكأنها ساحة معركة في سوريا لا مدينة لدولة خليجية متخمة بالنفط، ما يثير شكوكا حول مصداقيتها.
وقال علي أدوباسي، مدير مجموعة الناشطين الأوروبيين السعوديين لحقوق الإنسان، الذي هرب من المملكة عام 2013: إن المواجهة الحالية في بلدة العوامية الشيعية لا يمكن أن تختزل في أنها مجرد قضية طائفية. مضيفاً: أعتقد أنهم سيدمرون بنفس الطريق أي منطقة معارضة، فهم يريدون تفريغ البلدة من سكانها وإنهاء الاحتجاجات.
وقال ناشط آخر من العوامية: ان الناس يخشون من أن هناك العديد من الجثث تركت في الشوارع لعدة أيام، كما هرب مئات الأشخاص من البلدة، ولا يزال عالقا ما يقرب من 3 آلاف أو 5 آلاف شخص.
في هذا الاطار أبدت رابطة علماء الدين في الجزيرة العربية "رعد” عن مدى قلقها على مصير الدولة السعودية إذا ما تابعت الرياض سياساتها الدموية التي "لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث من إعدامات بالجملة وقتل بلا رحمة للأبرياء في مدن العوامية وسيهات والقطيف” حسب تعبير الرابطة.
وأشار البيان إلى أن الرياض تتعرض لمؤامرة غربية تهدف الى نقل المملكة الى مرحلة الدولة الفاشلة وأكد أنها تُساق الى نفس المصير الذي سيق له "صدام حسين" حتى وقت سقوطه بعد استنفاذ الأنظمة الغربية مصالحها معه.
وأوضح البيان بعض الخطط والمؤامرات التي سقطت فيها السعودية بتجاوبها لمصالح الأنظمة الغربية في ما يُعد عملاً على خلاف مصلحتها السياسية المحلية والإقليمية كاستنزاف ميزانيتها عن طريق دفعها لشراء الأسلحة واشعال حرب استنزاف عبثية "حصدت ولا تزال الأرواح البريئة ودمرت مدن وقرى” الجار اليمني.
وألمح البيان الى وضوح المؤامرة التي تهدف لزعزعة الحكم في الرياض عن طريق خلق فتن خلافات بين الأنظمة السياسية في المنطقة كما حدث مؤخراً مع الدوحة رُغم خضوع كلا النظامين السياسيين للتوجهات والرغبات الغربية.
هذا واعربت الكثير من منظمات ووسائل اعلام غربية عن مخاوفها من تبديل مدينة العوامية الى ساحة حرب وقذائف المدفعية تنهال على المواطنين، حيث تتواصل تجاوزت السلطة الحاكمة حجة تطوير حي المسورة الى دعوة البلدات المجاورة لمغادرة منازلها وصولا الى أحياء في وسط القطيف.
على الصعيد ذاته أعربت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان عن زيادة المخاوف على أرواح المدنيين وتدمير الممتلكات بعد تصعيد السلطات السعودية من الهجوم العسكري على بلدة العوامية بالقطيف شرق البلاد.
وشنت القوات السعودية اقتحامات على منازل أهالي الشهداء والمعتقلين في بلدة العوامية شرق المملكة حيث اعتقلت العديد من أعضاء الأسر كما قامت بأخذ مقتنياتهم الشخصية.
من جهة اخرى أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، حكماً يقضي بالسجن ١٣ سنة على آية الله الشيخ حسين الراضي على خلفية انتقاداته السلمية لسياسات السلطة السعودية وممارساتها بحق الشيعة.
ومن التهم التي واجهها الشيخ الراضي انتقاده إعدام آية الله الشهيد الشيخ نمر النمر بتهم غامضة، كما انتقد السياسات السعودية على المستوى الإقليمي وبالخصوص حرب الرياض على اليمن، مندداً باستخدام القوة العسكرية المفرطة التي أدت إلى مقتل الآلاف.
وكان "الراضي" قد طالب بسحب القوات السعودية من البحرين ووقف التدخلات في شؤون دول الجوار والتجاوب مع مطالب الإصلاح في الداخل وأشاد بحزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله في سياق انتقاده انحياز السلطة السعودية للمعسكر الغربي رافضاً وضع أحزاب ومنظمات المقاومة على لائحة الإرهاب.
وأشار مقربون من "الراضي" الى أن حالته الصحية لا تتحمل الظروف القاسية في السجن، واعتبرت الحكم عليه بهذه المدة الطويلة هو حكم بالإعدام بشكل غير مباشر، حيث أنه يعاني من مرض عضال في القلب ويحتاج للمتابعة والعناية الطبية المستمرة، وهو ما لا يتوفر في ظروف الاعتقال التي يمر بها أو سيواجهها في حال تثبيت الحكم ما قد يؤدي لتدهور حالته الصحية في أي لحظة.