kayhan.ir

رمز الخبر: 61395
تأريخ النشر : 2017August09 - 21:33

الشارع العراقي يطالب بانهاء السطوة الاميركية


ان تأتي دولة من بعد آلاف الكيلومترات لتفرض املاءاتها على دول المنطقة فتلك غطرسة وعنجهية وقحة وانتهاك صارخ للقوانين الدولية وسيادة الشعوب الحرة المستقلة ولايمكن القبول بها بالمطلق وبالتالي هي مرفوضة جملة وتفصيلا ولانقاش عليها. فالادارات الاميركية المتعاقبة تتعامل مع دول العالم وشعوبها بهذه النظرة الفوقية الاستعلائية التي تمقتها الشعوب لكن الادارة الحالية هي اشد هذه الادارات تطرفا لان الجنون والتهور يغلب عليها لذلك لابد من ان تتكاتف الجهود للوقوف امام اطماعها وسياساتها اللامشروعة.

فالراي العام الاقليمي والعالمي يتساءل باي مسوغ قانوني او شرعي تعلن الادارة الاميركية الحالية بان "الحدود العراقية السورية خط احمر" ويعني ذلك منع قوات الطرفين من حماية حدودهما، اليس ذلك هو بمثابة اعلان الحرب على البلدين من التواصل بينهما وبالفعل وبدون اي مبرر او مسوغ نفذت واشنطن تهديداتها الاجرامية وقصفت موقع كتائب سيد الشهداء في منطقة عكاشات بالذخيرة الذكية حيث استشهد وجرح على اثرها العشرات من الابطال الاشاوس من ابناء العراق غدرا واجراما بهدف اطالة امد حياة الدواعش في المنطقة الذي تستثمرهم لمآربها الدنيئة لحصد المزيد من المكاسب والامتيازات. وعقب هذا الضربة الغادرة والجبانة اصاب الادارة الاميركية الارباك والاحراج حيث نفت دورها في الموضوع ومن ثم انها اعترفت انه حصل عن طريق الخطأ حيث كان المستهدف في هذه الضربة هم الدواعش لكن الواقع على الارض اثبت هذه الاكاذيب واليوم فان واشنطن تواجه ضغوطا داخلية وخارجية لانها فتحت معركة خطيرة لا حدود لها مع الشعب العراقي لانها ليست الضربة الغادرة الاولى التي تستهدف فيها الحشد الشعبي او الجيش العراقي او المناطق السكنية الامنة في العراق وهكذا في سوريا. لقد سبق وان قامت القوات الاميركية بعشرات العمليات الجوية الغادرة ثم سارعت الى تبرير قصفها الوحشي واجرامها الغادر على انه قد حصل عن طريق الخطأ رغم تبجحها بانها تملك احدث الاجهزة لاكتشاف المواقع ورصد تحركات العدو.

لكن ما حدث من مجزرة مروعة لابناء العراق الذين يحاربون داعش بالنيابة عن العالم يؤكد بما لا يقبل الشك ان اميركا المجرمة تقف اليوم في خانة واحدة مع داعش خاصة وان هذه الضربة وقعت في المناطق الحدودية التي ينشط فيها الدواعش لاسيما في صحراء البعاج شمال غرب الموصل.

ان هذا الاعتداء الغادر والجبان فتح جرحا كبيرا في العمق العراقي ومن الصعب ان يندمل بهذه السهولة لذلك جاءت ردود الفعل متناسبة وقوية مع الحدث حيث طالب مجلس النواب العراقي استدعاء السفير الاميركي وتقديم مذكرة شديدة اللهجة كما طالب "دولة القانون" باغلاق السفارة الاميركية وطرد سفيرها من بغداد وكذلك نزول ابناء العراق الى الشوارع ليعبروا عن سخطهم وغضبهم ضد الاميركان الذين يستبيحون العراق وسيادته وابنائه وقد كان اول المتصدين لهذا الخرق الكبير حيدر العبادي رئيس الوزراء حيث اعلن بالفم الملأن بان قوات التحالف لا تملك الصلاحيات لتنفيذ ضربات جوية من دون موافقة الحكومة العراقية وانه لا خطوط حمراء امام تحرك قوات العراقية داخل حدود البلاد.

ان هدف العملية الاميركية الجبانة التي لم تمر دون رد قاس ومؤلم تنهي الوجود الاميركي في العراق والى الابد، ارباك الساحة العراقية وخلط الاوراق وهي مقدمة على الانتخابات البرلمانية التي هي بالتاكيد ستزيح ساسة الدواعش والمتساوقين مع المشروع الاميركي والاقليمي في العراق عن الساحة السياسية وترسلهم الى مزابل التاريخ، فالشعب العراقي يعي دقة المرحلة وظروفها الحالية لذلك سيقطع الطريق على اعداء العراق وفي مقدمتهم اميركا الخبيثة التي تتربص الدوائر بالعراق شرا مستطيرا وعلى القيادة العراقية خاصة في الوسط الشيعي ونحن نبغض استخدام اللغة الطائفية، ان يدركوا خطورة المرحلة ويوازنوا تحركاتهم وفقا لتطورات الظروف الراهنة بدقة لئلا يتصور الاعداء بان هناك من يتناغم معهم في العراق لحل الحشد الشعبي الذي هو حصن العراق الحصين واقتداره وان اي خطوة في هذا المجال هو اضعاف للعراق ولقواه المخلصة وفتح شهية الاعداء عليه ولايمكننا ان نعتبر ان القصف الاميركي الاجرامي لابناء الحشد جاء مصادفة بل جاء بعد زيارة احدى الشخصيات العراقية للسعودية وابداء رأية في حل الحشد الشعبي وهذا ما اثر على الداخل العراقي وربما تصور الاميركان انها ثغرة في الجسد العراقي فعليهم استغلالها فورا وهذا ما شجعهم على توجيه هذه الضربة الآثمة التي سيندمون عليها كثيرا ولكن بعد فوات الاوان.