kayhan.ir

رمز الخبر: 61380
تأريخ النشر : 2017August09 - 21:31

لتجرب "اسرائيل" حظها العاثر


مهدي منصوري

استمرار انتفاضة القدس وبهذا الزخم الكبير بحيث ان المواجهات مع قوات الاحتلال اصبحت مسلسلا يوميا، وماتركته احداث القدس الاخيرة من آثار سلبية على الداخل الاسرائيلي بحيث شكلتا ضغطا كبيرا على نتنياهو وحكومته التي واجهت الانتقادات من المعارضة واتهامها بالضعف وعدم القدرة على توفير الامن للشعب وقطعان المستوطنين، وفي الطرف المقابل نجد ان الكيان الغاصب ادرك جيدا ضعفه في مواجهة انتفاضة القدس رغم كل الاساليب القمعية التي مارسها ضد ابناء هذه الانتفاضة، وبنفس الوقت عكست صورة فشل التنسيق الامني بين سلطة عباس والقوات الصهيونية في هذا المجال.

ولذلك فان حكومة نتنياهو ومن اجل ان لاتبقى الانظار متجهة نحو الانتصارات التي تحققها انتفاضة القدس ولكي ترسل رسائل تطمينية لشعبها من انها لازالت القادرة على توفير الامن له بادرت بالامس الى ارتكاب عمل اجرامي كبير وهو قصف بعض مواقع المقاومة الباسلة في غزة بالطائرات مستخدمة اسلحة فتاكة جديدة مبررة هذا العدوان بانه رد على صواريخ ضربت مدينة عسقلان.

الا ان المقاومة الفلسطينية وفي كل ادبياتها وخطاباتها قد اكدت انها لن تذهب الى مايؤدي الى البدء باشعال الحرب مع الكيان الغاصب لا خوفا وانما لكي لا تعطي الذريعة للمجرمين الصهاينة من العبث بأمن المدن الفلسطينية، لكنها اكدت انها ستبقى تمارس حقها الطبيعي في مواجهة القوات الصهيونية وبالاسلوب الذي تعهده من اجل قطع يدها لان لاتتعرض لابناء الشعب الفلسطيني على الارض الفلسطينية بالاعتقال وغيرها من الممارسات الاجرامية التي وصلت الى حد تهجير المقدسيين من اراضيهم وبالقوة والذي واجه انتقادا وتنديدا كبيرا من قبل المنظمات الدولية الحقوقية والانسانية.

ومن نافلة القول ان الكيان الغاصب يدرك جيدا وحسب التقارير التي نشرتها وسائل الاعلام الصهيونية ونقلا عن خبراء عسكريين وغيرهم من ان اختيار المواجهة المباشرة مع المقاومة لم يكن امرا يسيرا وسهلا خاصة وان الجيش الصهيوني لازال يلعق جراح عدوانين سابقين تلقى فيهما أقسى انواع الضربات الموجعة، ولذلك حذرت الاوساط العسكرية الصهيونية نتنياهو ان لا يختار هذا الطريق لان وضع المقاومة اليوم ليس كسابق عهده، بل ان تجهيزاتها واستعداداتها يفوق التوقعات، ولذا فان ارتكاب حماقة جديدة ستكون "اسرائيل" هي الخاسر الوحيد فيها.

اذن نخلص الى القول ان الكيان الصهيوني لا يريد ان يتعلم من الدروس السابقة وان عدوانه بالامس والذي واجه غضبا شعبيا في الارض الفلسطينية سوف لن يمر دون عقاب كما اكدت ذلك المقاومة الباسلة، ولذا فانها وبهذا الاسلوب الاهوج تريد ان تجرب حظها العاثر من جديد في وقت تعيش فيه حالة من الانهيار السياسي والاقتصادي الداخلي الذي لن يسمح لها بالاستمرار في العدوان.