kayhan.ir

رمز الخبر: 61368
تأريخ النشر : 2017August09 - 21:28

الصحف الأجنبية: ’القاعدة’ تعود الى نشاطها بفعل السياسات الأمريكية في المنطقة


جدّدت السعودية على لسان سفيرها السعودي في واشنطن خالد بن سلمان مهاجمة قطر، قائلة إن "سياسات قطر تشكل تهديدا للامن القومي السعودي"، متهمة الدوحة بـ"التدخل بالشؤون الداخلية السعودية".

كما اتهم خالد بن سلمان في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست"، قطر بدعم المجموعات التابعة لتنظيم "القاعدة" في سوريا، وقال ان "حكومة قطر تمول الارهاب".

وفي سياق متصل، شدد باحث سعودي على ان قطر تواصل دعمها لـ "جماعة الاخوان المسلمين"، مشيرا إلى ان هذا الدعم هو احد الاسباب الاساسية في الحملة التي تقودها السعودية والامارات على قطر.

من جهة اخرى، رأى باحثون ان عودة تنظيم "القاعدة" الى الاضواء يعتمد على عدد من العوامل المرتبطة بالتطورات داخل بلدان العالم الاسلامي والسياسات الاميركية المتبعة في هذه البلدان.

سفير الرياض في واشنطن يتهم قطر بتمويل الارهاب على مستوى الحكومة

وفي التفاصيل، اجرت صحيفة "واشنطن بوست" مقابلة مع السفير السعودي لدى الولايات المتحدة خالد بن سلمان، اشار فيها إلى ان "مجرى الامور بدأ يتحول ضد ايران"، لافتا إلى "تحسن كبير بالعلاقات الاميركية السعودية في حقبة ترامب"، على حد تعبيره.

ورأى خالد ان ترامب عازم على تعزيز التعاون مع حلفاء واشنطن في المنطقة للتصدي لما اسماه "التوسع و الارهاب الايراني"، وقال ان "الرياض سعيدة بالسياسات الراهنة في المنطقة".

وحول الحملة التي تقودها السعودية والامارات على قطر، قال خالد بن سلمان ان سياسات قطر شكلت "تهديدا لامننا القومي، لتدخلها بسياساتنا الداخلية ودعمها للمتطرفين". واتهم الدوحة بدعم الجماعات التابعة لـ"القاعدة" في سوريا ودعم من وصفهم "بعض الميليشيات الارهابية في العراق" (في إشارة الى وحدات "الحشد الشعبي".، معربا عن امله في ان "توقف قطر تمويل الارهاب".

ورداً على سؤال حول الدعم السعودي للإرهاب، زعم خالد بن سلمان ان الحكومة السعودية تعد السبَّاقة في مواجهة الارهاب، وقال : "قد يكون هناك جهات من بلدان مختلفة يدعمون الارهاب، إلا ان المشكلة مع قطر ان حكومتها تمول الإرهاب بشكل رسمي".

وفيما يتعلق بالملف السوري، قال خالد ان "بلاده تعمل مع حلفائها من اجل استقرار الوضع هناك".، مشيدا بالتقدم الذي احرزه العراق بمحاربة "داعش"، وقال ان "إيران تريد من العراق الاستجابة لاملاءاتها"، على حد مزاعمه.

قطر تواصل دعمها لـ "الاخوان المسلمين"

بدوره، كتب الباحث السعودي نواف عبيد مقالة نشرت على موقع "National Interest"، قال فيها ان قطر لا تزال تدعم "الاخوان المسلمين"، وان هذا الدعم يتعبر النقطة الخلافية الاهم بين قطر والدول الاخرى التي تصعد ضدها بقيادة السعودية والامارات.

واضاف الكاتب ان "قطر لطالما وفرت ملاذا آمنًا لقادة "الاخوان المسلمين" ودعمت مساعيها للاستيلاء على السلطة في دول عربية"، وتابع ان "حماس هي جماعة تابعة لـ"الاخوان المسلمين" و اخفقت "ككيان سيادي" وارتكبت الكثير من اعمال العنف"، على حد تعبير الكاتب.

واردف الكاتب ان "السعودية وحلفاءها يرون ان قطر تلعب لعبة ذات وجهين، اذ تدعم مساعي "الاخوان" للاستيلاء على السلطة من خلال العملية الديمقراطية وتتحدث دائماً عن الديمقراطية كمستقبل العالم العربي، وفي الوقت نفسه لم تعزز الدوحة الديمقراطية داخل قطر. واعتبر ان التكتل المعادي لقطر يرى ان الدوحة تحاول كسب النفوذ في العالم العربي من خلال استيلاء "الاخوان المسلمين" على الحكم في دول المنطقة.

وقال الكاتب إن "الولايات المتحدة محقة في ممارسة الضغوط على الدول لقطع الدعم عن "داعش" و"القاعدة"، كما ان السعودية وحلفاءها يملكون الحق في الضغط على قطر لتوقف دعمها لـ"الاخوان المسلمين". واضاف ان سجل الاخوان ليس حافلاً بالعنف فقط، بل بانها حاولت تقديم نفسها كحزب سياسي، ما يتناقض مع فشلها المدني واهدافها المعلنة بالاطاحة بحكومات عربية، على حد تعبير الكاتب.

آفاق عودة تنظيم "القاعدة" الى الأضواء

من جهة اخرى، كتب الباحث الاميركي المختص بالجماعات الارهابية "Seth Jones" مقالة نشرتها مجلة "Foreign Affairs"، اشار فيها الى ان تنظيم "القاعدة" يحاول ان يستعيد مجده على الرغم من ان الولايات المتحدة تركز جهودها على محاربة داعش"، على حد قوله.

ورأى الكاتب ان "قدرة "القاعدة "على العودة تستند إلى قدرتها على اغتنام الفرص المستقبلية، مثل انسحاب اعداد قليلة من قوات مكافحة الارهاب الاميركية او تلك التابعة لدول غربية اخرى من ساحات قتال اساسية كافغانستان و العراق و سوريا، وافتعال المزيد من التمرد في الشرق الاوسط".

واضاف الكاتب ان "السياسات الاميركية والاوروبية التي تعتبر سياسات معادية للمسلمين" ساهمت في عودة القاعدة، بالإضافة إلى صعود شخصية كارزمية في تنظيم "القاعدة"، فضلا عن انتشار اعداد كبيرة من القوات الاميركية في الشرق الاوسط او جنوب آسيا"، معتبرا ان انهيار "داعش" قد ادى الى عودة القاعدة بقوة".

و فيما يتعلق بانسحاب القوات الاميركية خاصة قوات العمليات الخاصة و القوات الجوية في عملياتها ضد الإرهاب، قال الكاتب ان هذه القوات تلعب دورا في ضبط الارهابيين في دول مثل افغانستان والعراق والصومال وسوريا. واضاف ان "خروج القوات الاميركية والقوات التابعة للاتحاد السوفييتي من افغانستان في اواخر الثمانينات واوائل التسعينيات ساهم بتدهور الوضع وصعود "طالبان" و "القاعدة". وزعم بان الانسحاب الاميركي من العراق عام 2011 ساهم بعودة "القاعدة" وصعود "داعش" ونشر الفكر المتطرف حول المنطقة.

و فيما يتعلق بما يسمى الربيع العربي او انهيار الحكومات في العالم العربي وامكانية ان يؤدي ذلك إلى تقوية القاعدة، رأى الكاتب ان الفوضى في بعض الدول مثل مصر والاردن والسعودية وتونس، واستمرار الحروب في دول مثل افغانستان والعراق والصومال او سوريا، يوفر ملاذا آمنا للقاعدة او غيرها من الجماعات الإرهابية" .

واشار الكاتب الى انه في عام 2016 بدأ تنظيم "القاعدة" بالترويج للمدعو حمزة بن لادن، وهو احد ابناء زعيم "القاعدة" السابق اسامة بن لادن، مضيفا ان تسلم حمزة بن لادن لقيادة التنظيم قد يساعد في كسب المزيد الدعم.

ولفت الكاتب إلى ان "نشر اعداد كبيرة من القوات الاميركية او الغربية في دول اسلامية، ساهم في عودة القاعدة وجماعات إرهابية اخرى". وقال ان نشر قوات اميركية "تقليدية" لمحاربة الارهابيين في الخارج فشل عموماً في تحقيق استقرار الوضع في الدول المعنية. ولفت إلى ان الوجود العسكري الاميركي في العراق في اعداد ضخمة ساهم بخلق حالة من الراديكالية، محذرا من ان اعداد كبيرة من القوات الاميركية في دول اسلامية قد يسهل عملية تجنيد الارهابيين.

الكاتب شدد في الختام على انه ليس مؤكدا بان القاعدة ستستعيد "مجدها"، وان التطرف الذي تمثله لن يزول والفكر سيبقى موجوداً في ظل استمرار الحروب في افريقيا وآسيا والشرق الاوسط.