صحيفة لندنية: واشنطن هي من قصف الحشد على الحدود العراقية السورية .. وهذه هي الاسباب
نشرت صحيفة العرب اللندنية، تقريراـ اشارت فيه الى ان "واشنطن عاقبت الحشد الشعبي على دوره في سياسة التوسع الإيرانية"، وذلك من خلال قصفها لمقاتلي فصيل في الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية.
وقالت الصحيفة، ان "قوات أميركية تتمركز في منطقة البادية السورية وجهت ضربة مدفعية لفصائل تابعة لحشد الشعبي العراقي التي قالت إنها تمكنت من عبور الحدود بين سوريا والعراق رغم التحذيرات الأميركية".
ووفقا لمسؤول عراقي، رفض ذكر اسمه، أسفر "القصف الأميركي عن مقتل 36 مقاتلا وإصابة 80 آخرين، بعدما استهدفت قافلتهم في الجهة المقابلة لمنطقة عكاشات التابعة لقضاء الرطبة، أقصى غربي العراق. لكن تقارير أخرى أشارت إلى أن عدد القتلى يفوق ذلك بكثير"، على حد قول الصحيفة.
وقال المصدر إن "جثث القتلى وصلت في وقت متأخر من مساء الاثنين إلى مطار بغداد الدولي"، مشيرا إلى أن "من بين القتلى ابن شقيق الحاج أبوآلاء الولائي، الأمين العام لكتائب سيد الشهداء".
وأعلنت كتائب (سيد الشهداء)، وقوع قتلى وجرحى في صفوف مقاتليها جراء القصف الأميركي، متوعدة بأن "هذا العمل لن يمرّ دون عقاب".
وقالت في بيان إن "قوات الطاغوت الأميركية قامت بقصف شديد لمواقع مجاهدي كتائب سيد الشهداء في خط هذه الحدود وفي الجهة المقابلة لعكاشات (غرب الأنبار)، الأمر الذي أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، وذلك لاستعمالهم الذخيرة الذكية”".
وأوضحت أن الهجوم جاء بعد إعلان القوات الأميركية أن "الحدود العراقية السورية خط أحمر لا يجب لقوات الحشد الشعبي أو غيره الاقتراب منها".
وسبق للقوات الأميركية أن هاجمت في ثلاثة مواقع قوات عراقية حليفة للحكومة السورية، قرب الحدود السورية العراقية.
وأشارت قيادة الكتائب "أننا في سيد الشهداء نحمّل الجيش الأميركي عواقب هذا العمل الذي لن نسكت عنه”، داعية "الجهات المختصة ولا سيما الحكومة العراقية إلى فتح تحقيق كبير في هذا العمل الدنيء".
وأضافت "إننا إذ نعلن أن هذا العمل لن يمرّ دون عقاب، فإننا ندعو إلى حماية الحدود العراقية السورية، وحرمان الأميركان من استثمار هذه الحدود لتمرير أجنداتهم الخبيثة”.
ودعت الحركة إلى "عقد اجتماع عاجل لقادة فصائل المقاومة الإسلامية في العراق لتدارس الردّ المناسب ولتبادل وجهات النظر بخصوص هذا العمل الإجرامي الغادر”.
ومن المستبعد أن يقدم الحشد الشعبي على استهداف القوات الأميركية، إذ لا ترغب إيران، في مواجهة عواقب سياسية وخيمة أو تصعيد المواجهة المفتوحة مع الولايات المتحدة وفقاً للعرب اللندنية.
وتضيف " يعد القصف الأميركي إعلانا صريحا عن إصرار المسؤولين الأميركيين على تنفيذ استراتيجيتهم بقطع الطريق على الممرّ الإيراني الممتد من الحدود العراقية عبر صحراء البادية السورية، التي تشرف على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، إلى دمشق.على حد قول صحيفة العرب اللندنية".
ونقلت الصحيفة عن مراقب عراقي، قوله إنه "من الثابت أن الاستراتيجية الأميركية الجديدة في سوريا تضع اعتبارا لنهج روسيا في خفض التصعيد. لكن التركيز على قتال داعش لا يقف حائلا أمام واشنطن لمنع الحشد الشعبي من التمدّد في مناطق سبق لها وأن أعلنتها مناطق محظورة على الإيرانيين ومن يمثّلهم من الميليشيات العراقية التابعة، كون تلك المناطق تقع ضمن مشروع الطريق المفتوحة في اتجاه دمشق التي تخطط إيران لضمان السيطرة عليها".
وأبلغ مسؤولون كبار في بغداد الصحيفة في وقت سابق بأن "رئيس الوزراء حيدر العبادي، وقادة في القوات الأميركية، لن يمانعوا في توغل قوات الحشد الشعبي في المناطق الحدودية الصحراوية بين العراق وسوريا التي ينشط فيها تنظيم داعش، ولا سيما في صحراء البعاج، شمال غرب الموصل”".
وفي بغداد، خرج نواب من ائتلاف دولة القانون الذي يرأسه نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي إلى اعتصام في ساحة التحرير، وسط العاصمة، للتنديد بالهجوم الأميركي.
وطالب النائب كاظم الصيادي، رئيس الوزراء حيدر العبادي بـ”إغلاق السفارة الأميركية في بغداد، وطرد سفير الإرهاب والقتل”، في إشارة إلى السفير الأميركي، متّهما "محور الشر والقتل (أميركا) بتنفيذ جريمة كبرى”، ضد الحشد الشعبي.
ويقول المراقب العراقي إن "الوضع السياسي في العراق المضطرب أصلا بسبب الخلاف على قانون الانتخابات، الذي يشكك الكثيرون في نزاهته، في حاجة لأزمات من النوع الثقيل تكون بمثابة مخرج للأحزاب والكتل السياسية التي ستجد في دخولها إلى سوق المزايدات التي تتعلق بسلامة الحشد الشعبي مناسبة للهروب من استحقاقات مرحلة ما قبل الانتخابات”.
وتشير الصحيفة، نقلا عن مصادر إلى أن فصائل الحشد الشعبي التي تنتشر قرب الحدود السورية تتعمد ارتداء أزياء عسكرية خاصة بالجيش العراقي والشرطة الاتحادية لتجنب استفزاز الطيران الأميركي الذي يتحرك في المنطقة انطلاقا من قاعدة التنف القريبة.
ولم يصدر أيّ تعليق من الجيش الأميركي، حتى ساعة إعداد التقرير، عن هذا الهجوم. لكنّ متحدثا باسم التحالف الدولي قال إن "مزاعم الهجوم على موقع للحشد الشعبي، قرب الحدود، ليست دقيقة”.
وقال المسؤولون في بغداد إن تجاهل الحكومة لتحركات الحشد الشعبي قرب الحدود ربما ينطوي على خطة لاستنزافه عبر السماح له بالقتال في منطقة تصنف تقليديا على أنها بيئة ملائمة لداعش، بسبب طابعها الصحراوي وتضاريسها المعقدة، واستحالة الإمساك بمخارج أو مداخل محددة لها.