kayhan.ir

رمز الخبر: 61334
تأريخ النشر : 2017August08 - 20:47

الدماء الغالية والرد القاسي على واشنطن


من غير المعقول، بل والمقبول ان اميركا تمارس عملا اجراميا وبالخطأ، لان ما تملكه من امكانيات الكترونية حديثة تجعل نسبة الخطأ في بعض الاحيان تصل الى درجة الصفر، ولكن والذي يعلمه الجميع والذي لم يكن خافيا على احد من ان الارهاب هو الابن المدلل لواشنطن، ولذا فهي تبذل مايمكن بذله لكي لايناله أي تصدع أو انهيار وانها تقدم له الحماية المطلوبة فيما ادركت انه يواجه خطرا ما.

ولذا فان القوات الاميركية سواء كانت في سوريا او العراق والتي كانت مهمتها كما اسلفنا الحفاظ على بنية داعش الارهابي فانها وخلال الفترة المنصرمة قد مارست دورا استثنائيا في هذا المجال من تقديم الدعم اللازم وانقاذ الارهابيين وقادتهم في بعض المواقع من خلال نقلهم من موقع الى آخر او فك الحصار عنهم احيانا اخرى، وفي بعض الاحيان وعندما تعجز من تقديم هذا الدعم فانها تقوم باستهداف المقاومة البطلة التي تواجه داعش الارهابي بحيث ان مصاديق هذا الامر لازالت موثقة بالصوت والصورة لدى قوات البلدين في العراق وسوريا.

وبالامس وعلى الحدود السورية العراقية والتي سيطرت فيها قوات الحشد الشعبي على هذا المفصل المهم بحيث طردت القوات الاميركية من التواجد على الحدود مما قطعت الطرق عليها من تقديم الدعم للارهابيين، قامت القوات الاميركية باستهداف ابناء المقاومة الباسلة من كتائب سيد الشهداء بقصف صاروخي مكثف بحيث خلف هذا القصف الاجرامي العشرات من الشهداء والجرحى، وواضح ان واشنطن لم تقم بهذا العمل الاجرامي وحدها، بل بتعاون مع داعش الارهابي كما اوضحه الناطق باسم كتائب سيد الشهداء، وواضح ان الهدف من هذه المحاولة هو لاخافة هذه القوات لكي تخلي مواقعها ليتسنى للارهابيين قتح ثغرة تستطيع من خلالها ارسال الدعم للارهابيين المحاصرين في تلعفر وبقية المدن العراقية.

الا ان صلابة وعزيمة غيارى العراق من ابناء الحشد الشعبي ورغم فداحة الخسارة التي تعرضوا لها، الا انهم ليس فقط صمدوا في مواقعهم بل انهم توعدوا القوات الاميركية بان تتحمل عواقب جريمتها من خلال الرد المناسب والقاسي والذي سيأتي في الوقت المناسب، وبنفس الوقت دعت كتائب سيد الشهداء الحكومة العراقية والبرلمان وابناء الشعب العراقي لان يأخذوا دورهم ليس فقط بادانة هذا العدوان الغادر، بل ان يمارسوا ضغطا كبيرا على واشنطن ومن خلال المنظمات الدولية والانسانية لكي تقف عند حدها مع احتفاظها بحق الرد.

وبناء على ما تقدم وكما طالبت بعض القوى السياسية من الحكومة العراقية ان تعمل الى تشكيل لجنة عليا لمواجهة الممارسات الاميركية الاجرامية ومحاسبة من تسبب في هذه الجريمة، وكذلك عليها ان تستجيب لنداء ابناء المقاومة الباسلة لتوفير الحماية لها وهي اليوم تحافظ على استقلال وسيادة البلاد من خلال مرابطتها على الحدود العراقية السورية.

وبنفس السياق فان اوساطا سياسية واعلامية عراقية اعتبرت الجريمة الاميركية انتهاكا سافرا لسيادة العراق على اراضيه داعية الامم المتحدة بالتدخل المباشر لايقاف استهتار واشنطن لسيادة الارض العراقية، كما طالبت الحكومة العراقية بالحفاظ على قواتها التي ترابط على الحدود او في اي بقعة من العراق.

والاهم في الامر ان ابناء الحشد الشعبي الذين لقنوا الارهاب المدعوم اميركيا وصهيونيا درسا قاسيا، فانهم اليوم قادرون على ان يلقنوا الاميركان أقسى مما واجهه الارهابيون، وليعلم الاميركان وحلفاؤهم ان تحذير المقاومة الاسلامية الباسلة لم يكن حبرا على ورق وستأتيكم الاخبار ما يثلج صدور اهالي الضحايا الذين ضمخوا ارض الوطن بدمائهم الغالية دفاعا عن وحدة وسيادة شعبهم وارضهم.