kayhan.ir

رمز الخبر: 61155
تأريخ النشر : 2017August06 - 18:30

لماذا تنفي أميركا وجود نشاط لـ"داعش" في أفغانستان؟

وقع ما حذرت منه السلطات الافغانية منذ فترة بشأن نقل الجماعات التكفيرية وعلى راسها "داعش” نشاطها الدموي من العراق وسوريا الى افغانستان، بعد الهجمات الاجرامية التي استهدفت السفارة العراقية في كابول وحسينية لاتباع اهل البيت عليهم السلام في هرات واسفرت عن استشهاد العشرات واصابة المئات من الابرياء العزل.

تحذيرات المسؤولين الأفغان من انتقال مقاتلين أجانب من العراق وسوريا إلى أفغانستان، بدات منذ مدة طويلة ولكن دون أن تجد هذه التحذيرات آذاناً صاغية لدى الأميركيين، الذين شككواً أيضاً بهذه التحذيرات، الأمر الذي ألقى ظلالاً من الشك والريبة على موقف أميركا الحقيقي من الجماعات التكفيرية ومن بينها "داعش".

في الوقت الذي يعلن الجنرال دولت وزيري المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية وبشكل صريح وشفاف أن أفغانستان شهدت هذا العام مزيداً من الأسلحة الجديدة في أيدي التكفيريين وزيادة في عدد المقاتلين الأجانب، يصر الجنرال جون نيكلسون قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان على إنكار المعلومات التي تؤكد عليها السلطات الأفغانية بقوله إنه رغم طموح "داعش" لنقل مقاتليها من سوريا إلى أفغانستان إلا أننا لم نشهد حدوث ذلك.

السلطات الأفغانية وفي إطار إصرارها على صحة معلوماتها بشأن انتقال مقاتلين أجانب إلى أفغانستان مع أسلحة متطورة، قدمت وثائق جمعتها المخابرات الأفغانية تتضمن تأكيدات على وجود هؤلاء المقاتلين في تسعة أقاليم أفغانية من بينها ننكرهار وكونار في الشرق إلى جوزجان وفارياب وبدخشان في الشمال وغور في الغرب الأوسط.

التأكيد الأفغاني والرفض الأميركي، أكدا على وجود نية أميركية في إعادة السيناريو السوري في أفغانستان ولكن بشكل أكثر بشاعة، ولا نبالغ إن قلنا إن هناك إرادة أميركية واضحة على استنساخ "داعش أفغاني" أكثر قبحاً ووحشية من النسخة "السورية والعراقية لداعش"، بهدف ضرب أمن واستقرار دول المنطقة وإدخالها في نفق الفوضى المظلم خدمة للصهيونية العالمية.

ما يُحضّر لأفغانستان ما كان ليرى النور لولا دعم وتمويل بعض الدول العربية والإسلامية، ولولا مشايخ ومنابر الفتنة الطائفية، ولولا تحريض "اسرائيل" الواضح، ولولا إدارة أميركا لمخطط الفوضى الخلاقة.

الذي يحز في نفس كل إنسان عربي ومسلم، هو أن مخطط التحالف الصهيوأميركي العربي الرجعي لضرب أمن واستقرار الدول العربية والإسلامية، يُنفذ بحذافيره من قبل بعض العرب والمسلمين الذين نسفت عقولهم الأحقاد الطائفية العمياء، فتحولوا إلى ادوات رخيصة بيد الصهيونية العالمية.

إن على الدول الإسلامية ومن بينها أفغانستان، ألا تنقاد بشكل أعمى إلى أميركا لمحاربة الإرهاب، فالإرهاب الذي تقصده أميركا وتسعى إلى "مكافحته" ليس لجماعات التكفيرية ومن بينها "داعش" والقاعدة، بل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي.

من خلال تجربة السنوات السبع الماضية تبين أن جُل البلدان التي انخرطت في التحالف الدولي الذي تقوده أميركا لمحاربة الإرهاب، هي من غذت ومولت وسلحت الجماعات التكفيرية، فهذه تركيا وبشهادة أميركا وفي أكثر من مناسبة ومن أعلى المستويات، هي التي ساعدت "القاعدة" على التواجد في محافظة إدلب، وما الاتهامات التي تتبادلها السعودية والبحرين والإمارات وقطر حول دعم وتمويل الإرهاب التكفيري، إلا شهادة على عدم جدية أميركا في محاربة الإرهاب.

إن على السلطات الأفغانية أن تاخذ بالاعتبار تجربتي العراق وسوريا في محاربة الجماعات التكفيرية، وهي تجربتان أكدتا على نجاعة الاعتماد على القوى الذاتية ومحور المقاومة، وعلى فشل الاعتماد على أميركا وحلفائها، الذين لا يحاربون "داعش" والتكفير، إلا من أجل إطالة أمد الصراع بهدف ضرب واستقرار الدول واستنزاف ثرواتها وتجزأتها، وخاصة دول محور المقاومة.

شفقنا