kayhan.ir

رمز الخبر: 61071
تأريخ النشر : 2017August02 - 21:56

"داعش" في دائرة اليأس القاتل


التفجيرات التي يقوم بها تنظيم داعش الارهابي في افغانستان والتي اصبح مسلسلا يوميا والذي استهدف فيها المساجد والحسينيات الشيعية واخرها السفارة العراقية قد وضعت تساؤلات كبيرة وعريضة في اذهان الذين يتابعون النشاط الارهابي لداعش، ومن الطبيعي ان يتداعى في اذهان الكثيرين ان خيبة الامل التي مني بها داعش في العراق وسوريا وكان اخرها في عرسال قد ترك اثاره السلبية الكبيرة ليس فقط على داعش بل حتى على داعميه، ولذا كيف يمكن لداعش ان يتحرك وبهذه الصورة وعلى المكشوف مع وجود الاعداد الكبيرة من القوات الاميركية التي اخذت على عاتقها وكما تدعي توفير الامن للافغانيين بمحاربة الارهاب؟، وهل ان الذي ما يقوم به داعش الارهابي وبهذا الشكل بعيدا عن انظار القوات الاميركية ام ان الامر لا يعني هذه القوات؟، وغيرها من التساؤلات والذي لم يكن الاجابة عليها صعبا لانه من الواضح والحاضر في الاذهان والتي تركزت في الاذهان واكدتها تصريحات المسؤولين الكبار من قادة واشنطن سواء كانوا من السياسيين او العسكريين من ان داعش "هي الوليد المدلل للولايات المتحدة" لما حظي ويحظى به من دعم لامحدود من قبلها، فلذلك فهو يختار الاماكن وكيفما يحلو له لينفذ عملياته الاجرامية بقتل الابرياء وتهديم ما يمكن تهديمة.

واشارت اوساط اعلامية معلقة على مايقوم به داعش الارهابي بالقول "لا شكّ أن تحرير الموصل قصم ظهر التنظيم، إلا أن تحرير عاصمته العراقية، وكذلك الرقة، لايعني بالضرورة نهاية التنظيم الإرهابي الذي اعتاد على الانتقام في جبهات أخرى بعد خساراته لإحدى جبهاته، هذا ما حصل في العراق بعد تحرير الرمادي، كذلك الأمر في مدينة تدمر السورية بعد هزيمته الكبرى في حلب".

اذن فان ثقل الهزيمة التي مني ويمنى بها داعش اليوم شكل بدوره حالة من الانهزام والانكفاء النفسي العميق، ومن اجل اعادة الروحية لهذا التنظيم من خلال النشاط في الاماكن والساحات الرخوة وقد كانت افغانستان احدى هذه الاماكن، والا كيف يمكن ان يصدق ان وبوجود هذه الاعداد الكبيرة من مقرات الناتو وبكل معداتها وتسليحاتها واجهزتها الاستخبارية المتطورة لايمكن ان ترصد تحركات هذا التنظيم ان لم يكن هناك تنسيق تام ذا هدف قد تظهر ملامحه بعد حين؟،

ولايمكن ان نغفل في هذا المجال وكما اشارت اليه مصادر اعلامية وسياسية عراقية من انه وفي ظل الخلاف والمواجهات القائمة والسعي لتقاسم النفوذ بين تنظيم داعش وحركة طالبان، تعدّ هذه العلميات الارهابية بمثابة عرض عضلات من قبل"داعش" أمام حركة طالبان التي تسعى لاجتثاثه من أفغانستان بعد ظهوره هناك في العام 2015.

وفي نهاية المطاف فان داعش اليوم وبعد تلقيه الضر بات المتوالية والقاتلة اخذ يترنح وبصورة قد تؤدي به الى الانهيار خاصة وان الكثير من عناصرة خاصة الذين جاؤوا من مختلف بلدان العالم قد دأب اليأس في نفوسهم لانه لم يكن امامهم سوى الموت او الاستسلام لانهم لايمكنهم العودة الى هذه البلدان،ولذا فان قيامه بهذه العمليات لم تكن سوى لاثبات الوجود او كما قيل انها صحوة الموت.