الإنجاز وأهميته المضاعفة
معن حمية
أعلن العراق رسمياً بلسان رئيس وزرائه حيدر العبادي، تحرير مدينة الموصل بالكامل، بعد أيام قليلة على إنجاز القوات العراقية جيشاً وحشداً لهذا التحرير.
ما انطوى عليه الإعلان الرسمي له دلالاته الكبيرة، ففي سياق العمليات العسكرية تتولى القيادات العسكرية الإعلان عن تحرير هذه المدينة أو تلك البلدة، ولذلك فإنّ إعلان النصر في الموصل من قبل رئيس الحكومة العراقية هو رسالة للعالم أجمع بأنّ تنظيم «داعش» الذي أعلن قيام «دولة الخلافة» انطلاقاً من الموصل التي اتخذها معقلاً له، إنّ هذا التنظيم قد انتهى، وهذا ما قصده العبادي عندما تحدّث عن سقوط «دولة الخرافة».
بتحرير الموصل من القوات العراقية يكون «داعش» قد تقهقر وبدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة. ومن الإشارات الدالة على نهاية هذا التنظيم الإرهابي، التقارير التي تتحدث عن مقتل «الخليفة» أبو بكر البغدادي، وما يتردّد عن أنّ «داعش» سيعلن اسم «خليفته» عما قريب!
ما بات مؤكداً أنّ «داعش» تلقى هزيمة مدوية في الموصل، وما أعلنه الروس عن احتمال مقتل البغدادي بغارة روسية استهدفته في الرقة، لم يعُد مجرد احتمال، لذلك فإنّ الخشية الآن من تحويل بقايا «داعش» تنظيماً إرهابياً جديداً وباسم مختلف، خصوصاً أنّ رعاة الإرهاب لا زالوا يستثمرون فيه.
وعلى أهمية تحرير المدينة العراقية من الإرهاب، فإنّ هناك أهمية مضاعفة لهذا الإنجاز الكبير، تتمثل بإقفال الخزان الإرهابي الذي كان مفتوحاً على الشام، ما يمنح الجيش السوري وحلفاءه فرصة القضاء على المجموعات الإرهابية، خلال وقت قصير، كما يعزّز المسار السياسي الذي يشكل استمراره انكشافاً لما يُسمّى معارضات سورية وإسقاطاً لأوراق الإرهاب واحدة تلو الأخرى.
ولأنّ الإرهاب واحد في العراق والشام، قد يكون الاتفاق الروسي الأميركي بشأن الجبهة الجنوبية لسورية محاولة أميركية بشروط للتأقلم مع هزيمة «داعش» في الموصل، لكن ماذا لو صحّ أنّ هناك شروطاً وأنّ هذه الشروط تحقق أهداف الحرب على سورية، وبالتالي فإنها غير مقبولة سورياً وإيرانياً؟
ما يبدّد الحديث عن شروط أميركية، أنّ إيران قد لا تمانع في تعميم ما حصل بخصوص جبهة جنوب سورية على مناطق أخرى. وهذا معناه أنّ ما اتفق عليه الرئيسان الروسي والأميركي فلاديمير بوتين ودونالد ترامب على هامش قمة العشرين، إنما هو نتيجة هزيمة داعش في الموصل، ونتيجة لتقدّم الجيش السوري وحلفائه في مناطق سورية واسعة وشاسعة وصولاً إلى الحدود مع العراق…
نهاية «داعش» صارت أمراً حتمياً، لكن ماذا عن الدول التي تفقّس الدواعش؟