الصحف الاجنبية: اميركيون صهاينة يطالبون بتكثيف الوجود العسكري الاميركي في المنطقة بعد هزيمة ’داعش’
تناولت مجلة اميركية بارزة سلسلة من الآراء لعدد من الدبلوماسيين السابقين والباحثين الاميركيين حول هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي في الموصل وما ستحمله المرحلة المقبلة. وقد ظهر تباين كبير في الآراء، إذ دعت شخصيات اميركية-صهيونية معروفة إلى تكثيف التواجد العسكري الاميركي والتصدي لما اسموه "الهيمنة الشيعية" على المنطقة.
في المقابل، دعا مسؤولون سابقون في ادارة الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما إلى اتخاذ موقف حيادي في نزاعات المنطقة، والعمل على خفض حدة التوتر بين واشنطن وطهران. فيما استبعد باحثون اميركيون متختصصون بالتنظيمات الارهابية ان تؤدي خسائر "داعش" في الميدان إلى عودة تنظيم "القاعدة" كالتنظيم الارهابي الاقوى في العالم، كما استبعدوا حصول عملية دمج بين القاعدة و داعش.
وفي التفاصيل، نشرت مجلة "Foreign Policy” عددا من المقالات لعدد من الباحثين الاميركيين حول تحرير مدينة "الموصل"من تنظيم "داعش".
الدبلوماسي الاميركي الصهيوني السابق المعروف "Elliot Abrams”، قال في مقالة له ان هزيمة "داعش" يضع الولايات المتحدة امام سؤالين اثنين، الاول يتعلق بمن سيملأ الفراغ بعد دحر التنظيم الارهابي، إذ اشار الى ان تحالف يضم كل من إيران وحزب الله وروسيا يسعى إلى ملىء هذا الفراغ.
وشدد الكاتب على ضرورة ان ترفض الولايات المتحدة هذا المخطط، اذ سيؤدي ذلك إلى نشوء "تحالف معادي لاميركا" سيهدد كل من الاردن والكيان الصهيوني ويترك ايران "كالقوة المهيمنة في انحاء شاسعة من المنطقة"، على حد تعبيره.
واضاف الكاتب انه يمكن اجراء نقاش بين اميركا وروسيا حول التوافق من أجل خفض مستوى العنف لتأمين عودة اللاجئين إلى ديارهم، وأكد في المقابل ان هكذا نقاش يتطلب ما اسماه "حصول القوة الاميركية على احترام روسي" بحيث تدرك موسكو ان التنازلات ضرورية.
وتابع الكاتب انه "يجب ان يكون واضحاً بان الهيمنة الشيعية في المنطقة ستساعد في دعم هذه الجماعات السنية (و المقصود جماعات متطرفة مثل "داعش"" و في تجنيد العناصر لها "بالداخل و الخارج". كما قال "فيما لو اقتنعت الإدراة الأميركية بـ"الهيمنة الشيعية"، فان ذلك سيساهم بجعل الولايات المتحدة هدفاً للجماعات المتطرفة مثل "داعش" و"القاعدة" و غيرهما".
وأكد الكاتب ان "هزيمة "داعش" لن تنهي الدور الاميركي في نزاعات الشرق الاوسط بل ستؤدي إلى تكثيف هذا الدور"، طارحا سيناريو تواجد حوالي 5000 جندي اميركي في العراق و1000 جندي في سوريا وما بين 1000 و2000 جندي في الاردن، اضافة الى عدد آخر في الاسطول الخامس وفي القواعد العسكرية الاميركية المنتشرة في المنطقة.
على واشنطن العمل على خفض التوتر مع طهران
بدوره اشار كبير مستشاري الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما للحرب على "داعش" ”Robert Malley”، إلى ان محاربة التنظيم الارهابي لم تكن اولوية حلفاء اميركا في المنطقة، وقد ركزوا منذ بداية المعارك على حروب "ما بعد داعش".
ولفت الى ان تركيا ركزت اهتمامها على محاربة الاكراد، وقال إن التنافس داخل ما اسماه " العالم السني" كان بين الاطراف الاكثر داعمة للإخوان المسلمين مثل قطر وتركيا، مقابل الاطراف الاقل دعما لها مثل مصر والامارات. وشدد على ان هذا التنافس "داخل العالم السني" كان يُنظر اليه على انه تنافس "وجودي".
وأوضح الكاتب ان هذه الاولويات ستظهر بشكل واضح وجلي مع تقليص الاهتمام بـ"داعش" على ضوء الخسائر الميدانية التي يتلقاها التنظيم الارهابي.
كما قال ان الولايات المتحدة تطرح تساؤلات حول حجم الدور الذي ستلعبه في المنطقة، وهل سيدفعها حلفاؤها إلى تكثيف هذا الدور.
وأضاف الكاتب ان في حال وقفت ادارة ترامب مع معسكر معين في المنطقة، فان ذلك سيكون رهانا خاسرا. وأكد ان الخيار الافضل لواشنطن من أجل تأمين مصالحها في فترة ما بعد "داعش" هو عدم المشاركة في النزاعات وعدم تأجيجها، منبهاً من ان هذه النزاعات هي ستؤدي الى نشوء المناخ المناسب للارهاب.
الكاتب شدد على ضرورة ان تقوم واشنطن بخفض التصعيد للحروب التي "تدار بالوكالة" ولعب دور الوساطة بين السعودية و قطر، اضافة الى العمل على انهاء العدوان في اليمن واتخاذ موقف متوازن تجاه "الاسلام السياسي". كما شدد على ضرورة ان تعمل واشنطن على خفض حدة التوتر بين السعودية وايران وبين الولايات المتحدة و ايران.
خسائر داعش الميدانية لن تقوي تنظيم القاعدة و لن تؤدي كذلك الى عملية دمج بين داعش و القاعدة
من جهته، استبعد الباحث الاميركي المعروف المتخصص في الجماعات الإرهابية "Cole Bunzel”، ان تؤدي خسائر "داعش" الميدانية الى عودة تنظيم "القاعدة" "كزعيمة الحركة الجهادية"،كما استبعد ان تؤدي هذه الخسائر الميدانية الى عملية دمج بين "القاعدة" و"داعش".
وتحدث الكاتب عن خسارة تنظيم "القاعدة" المركزي بقيادة ايمن الظواهري للجماعات التابعة لها سواء في العراق و سوريا. كما اشار إلى تقليص "قدرات تنظيم القاعدة الارهابية"، لافتا الى ان التنظيم ورغم اصرار الظواهري على ان استهداف الغرب يبقى اولوية، الا ان "القاعدة" لم تستطيع شن هجوم ارهابي كبير على الغرب منذ سنوات.وقال نه "وفي ظل هذه المعطيات، من الصعب ان تعود القاعدة لتلعب دور التنظيم الارهابي الاول رغم خسائر "داعش"".
وحول حصول مصالحة وعملية دمج بين "القاعدة" و"داعش"، قال الكاتب ان "هناك مستوى عداوة كبير جداً بين الطرفين لا يمكن ازالته". ورأى ان الانقسامات بين الجماعات الارهابية ستستمر، لكنه توقع ان يبقى تنظيمي "داعش" و "القاعدة" "على قيد الحياة، دون حصول عملية الدمج بينهما.