kayhan.ir

رمز الخبر: 59787
تأريخ النشر : 2017July10 - 21:30

دول المنطقة مدينة للعراق وتضحياته الجسام


ما حدث لقطر ان واجهت بين ليلة وضحاها حملة اعلامية وسياسية واقتصادية شرسة قادتها السعودية لاخضاعها يمكن ان يتكرر لاي عضو في مجلس التعاون ان لم تنصاع للاملاءات السعودية وهذه تشكل سابقة خطيرة في مسيرة هذا المجلس الذي بات اليوم في مهب الريح لانه لا يمتلك اساسا مقومات البقاء ومعرض للانهيار في اية لحظة تبادر اليه قطر للخروج منه، لكن من فجر هذا الوضع هم آل سعود الذين فتحوا شهية الرئيس ترامب من اجل البقاء في العرش، لذلك كان هو من قاد الحملة ضد قطر قبيل مشاركته في مؤتمر الرياض واثناء حضوره كأنه طرف ضدها بهدف ابتزازها لتدفع الجزية اسوة بالسعودية لكن قطر رفضت ذلك وتحملت اعبائها.

وبعد فشل آل سعود، رغم كل الضغوط السياسية والاقتصادية والحملات الاعلامية المسعورة التي خاضوها ضد قطر، لم يبق امامهم الا الغزو العسكري لقطر وهذا امر صعب المنال ان لم نقل شبه المحال نظرا للتوازنات والتعقيدات الموجودة في المنطقة ان لم نقل تطاول على الوجود الاميركي في قطر لذلك من غير الممكن حدوث ذلك لانه يتعارض مع المصلحة الاميركية التي ترى منافعها في استمرار هذه الفتنة والا لضغطت على الطرفين واغلقت هذا الملف بكل سهولة وما تطرق اليه وزير الخارجية الالمانية عندما قال بان "ترامب هو من اشعل الفتنة في هذه المنطقة" اوضح حقيقة الموقف الاميركي.

وبالطبع ان السعودية التي استحقرتها قطر عمليا وعجزت على مواجهتها تشعر اليوم بالمرارة الكبيرة، لكنها لا تجرؤ على فعل اكثر من الذي فعلته لانها تدرك جيدا ان بيتها من زجاج وان قطر لديها من الاوراق والفضائح ضد السعودية ان كشفت عنها لا تطيق السعودية تحملها وان ما صرح به السفير القطري في واشنطن عن دور النظام السعودي في احداث الحادي عشر من سبتمبر في اميركا الا النزر اليسير الذي يزعزع وجودها.

لذلك عليها ان تعي خطورة الموقف وان تتلاعب بالنار اكثر مما فعلته حتى الآن وهذا ما ادركته مؤخرا حين لينت من موقفها تجاه قطر وسمحت للموظفين القطريين العاملين في مجلس التعاون العودة الى الرياض.

لكن في المحصلة النهائية ان هذه الازمة كانت بمثابة رصاصة الرحمة التي اطلقت على جسد مجلس التعاون وهذا في مجمله يأتي ضمن الرؤية الاميركية لانحلال مجلس التعاون والجامعة العربية وهذا ما اشار اليه تقرير اميركي سابق اعدته مراكز القرار في هذا البلد لاعداد خرائط جديدة للمنطقة بهدف تشكيل منظومة امنية جديدة بديلة تشارك فيه دولا عربية وغير عربية والمقصود هنا بالتاكيد اشراك الكيان الصهيوني في هذه المنظومة كجزء من دول المنطقة الا ان التقرير الاميركي لا يكتفي بهذا المقدار بل عرج على تغيير الحدود الحالية في دول المنطقة والتي رسمتها معاهدة سايكس بيكو، بذريعة اعطاء الحقوق للاقليات المذهبية والقومية والاثنية .. انها لعبة خطرة وخبيثة لتفكيك دول المنطقة وبالتالي تقسيمها واضعافها خدمة للكيان الصهيوني وللمشاريع الاميركية فيها.

وبالطبع ان التقرير الاميركي يشير لاحقا وبصراحة فيما "اذا نجح المخطط الاميركي عبر استخدام داعش في العراق سينتقل الى الدول الاخرى في المنطقة، واولها الى الدول التي تحالفت مع اميركا في ايجاد داعش ودعمه وتمويله وهذا امر مؤسف للغاية كمن يحفر قبره بيده لذلك يتوجب على دول المنطقة ان تدرك هذه الحقيقة جيدا بانها مدينة لابناء العراق وتضحياتهم الجسام في افشال المخطط الاميركي من خلال اسقاط دارخلافة داعش المزعومة وتحرير الموصل التي ستكون انعطافة كبيرة في مسيرة الشعب العراقي وشعوب المنطقة ودفعها لمزيد من الانتصارات.