دواعش السياسة في لبنان
بات من الواضح جدا ان ملف النازحين السوريين في لبنان اصبح اليوم ورقة سياسية تحاول بعض الجهات اللبنانية استثماره لمن يرتهنون اليهم عملا بالواجب وليس الا، وما يتشبثون به من شعارات وقضايا لا تخصهم بل هي من حقوق صرفة للشعب السوري هو صاحب الكلمة فيها، اصبحت وبالا عليهم وتعريهم تماما عن انهم مجرد بيادق ينفذون اوامر الخارج خاصة اميركا وبعض الدول الغربية والسعودية التي هزمت شر هزيمة في الساحة السورية وان ذريعتهم انهم لا يفاوضوا الحكومة السورية لانها غير شرعية وكان شرعية النظام السوري حسب راي الرئيس الاسبق امين جميل متوقفة على موقف لبناني من هنا وهناك.
مهزلة ما افضحها يقودها الحريري وتياره في الحكومة اللبنانية بانهم لا يفاوضوا النظام السوري في وقت ان المعارضة المسلحة السورية التي يدافعون عنها وهم يرتبطون جميعا بجهة جهة واحدة، تفاوض النظام السوري في استانا وان هذا الفريق ومن ينتسب اليه هو من اجتمع بالضباط الصهاينة في جنوب لبنان وتناول الشاي معهم وانه هو من لعب دور الطابور الخامس في حرب تموز المجيدة.
ان ما يخشاه هذا الفريق ومن يرتهن اليه في الخارج من قوى دولية واقليمية من ان عودة النازحين السوريين الى بلدهم انهم يخسرون ورقة يريدون التلاعب بها للضغط على سوريا في وقت يدركون جيدا ان عودة هؤلاء النازحين الى بلدهم تشكل فضيحة لهم وهو ان النظام السوري الذي يدعون انه لايمثل الشعب السوري يستقبل النازحين ويشملهم برعايته ويوفر لهم الامن والامان وهذه قضية اساسية تؤكد حرص النظام السوري على عودة مواطنيه في الوقت الذي اعلن استعداده لاجراء مفاوضات مع الجانب اللبناني لحل مشكلة انسانية ابعد ما تكون من السياسة التي يريد توظفيها تيار المستقبل وهو يخاطر حتى بزعزعة الاستقرار في لبنان بعد اتفاقه مع التيار الوطني الحر والرئيس ميشال عون للتوصل الى اتفاقات وضعت حدا للازمة اللبنانية لكن ملف النازحين السوريين في لبنان الذي يتشبث به الحريري لمصلحة اعداء لبنان اصبح ملفاً متفجرا قد ينسف التوافق مع التيار الوطني وقد ظهرت بوادر احتقان في مجالس الفريقين لكنه لن يظهر الى العلن حتى الان يضاف الى ذلك تحرك الجيش اللبناني في مداهماته لمخيمات النازحين الملغومة لضبط الامن والاستقرار في لبنان وهذا ما اثار حفيظة تيار المستقبل ومن يدور حوله من عملاء السعودية على انه اساءة للنازحين في وقت تؤكد المعلومات بان المساعدات المخصصة للنازحين تذهب الى مخيمات مجاورة للمسلحين المعارضين لسوريا والتي هي اخرى تستثمر تواجد النازحين.
ومما لا شك فيه ان هذا الوضع المتوتر اذا ما استمر قد يؤدي الى تداعيات سلبية تنعكس مباشرة على الساحة اللبنانية ويتحمل وزرها بالتحديد فريق المستقبل الذي يقود هذا التازيم غير المبرر لاشىء الا لمواقف سياسية كيدية يجب عليه دفع اثمانها مستقبلا فيما ذهب بعض المراقبين ليصف هذا الفريق الذي يختفي وراء اصابعه بدواعش السياسة في لبنان على غرار نظرائهم في العراق.