الصحف الاجنبية: استراتيجية ترامب الجديدة في سوريا ستقبل ببقاء الرئيس الاسد
نقل موقع اميركي بارز عن مصادر رفيعة مطلعة ان استراتيجية إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب حيال سوريا بدأت تتكون وتشمل إبقاء الرئيس السوري بشار الاسد في موقعه والتنسيق مع روسيا في اقامة "مناطق آمنة".
من جهة اخرى، طالب سياسيون بريطانيون الحكومة البريطانية بمحاسبة دول كـ "السعودية" امساهمتها في نشر الإرهاب في بريطانيا، ودعوا رئيسة وزراء بلادهم إلى الكشف عن مضمون تقرير حكومي حول تمويل الإرهاب داخل بريطانيا، وهو تقرير يعتقد انه يسلط الضوء على دور السعودية.
وفي التفاصيل، نشر موقع "Daily Beast” تقريراً نقل فيه عن مصادر في الادارة الاميركية و"الكونغرس"، ان فريق الرئيس الاميركي دونالد ترامب طرح "استراتيجية جديدة حول سوريا" تتضمن عناصر اساسية، منها إبقاء الرئيس السوري بشار الاسد في الحكم، و القبول بفكرة "المناطق الآمنة" التي طرحتها روسيا وحلفائها، والتعاون مع موسكو الذي يشمل قيام قوات روسية بتسيير دوريات في بعض المناطق السورية.
التقرير اشار الى ان مستشاري ترامب كزوج ابنته "Jared Kushner” ومستشار الامن القومي السابق "Michael Flynn”، بدأوا منذ اشهر بالمساعي لتعزيز التنسيق مع روسيا في سوريا.
واوضح موقع "Daily Beast” انه حصل على هذه المعلومات من مسؤول رفيع المستوى في إدارة ترامب، اضافة الى مصدرين اثنين من البيت الابيض ومصدر في "الكونغرس".
وزعم ان هدف هذه "الاستراتيجية الناشئة" هو الحاق هزيمة "دائمة" بداعش، ونقل عن المصادر ان التنسيق مع روسيا من اجل منع وقوع اشتباكات او التصعيد "بين القوى العظمى" هو "اعتراف بالواقع".
كما نقل التقرير عن المصادر نفسها ان الولايات المتحدة لا ترضى بتسليم المناطق المحررة من "داعش" الى الجيش السوري، وان واشنطن لن تقوم بتسيير الدوريات او فرض تطبيق اتفاقيات وقف اطلاق النار. واوضح ان وكلاء اميركا مثل ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" سيقومون بهذه المهام المذكورة (داخل المناطق التي سيسيطرون)، مشيرا إلى ان قوات الشرطة العسكرية الروسية ستقوم بتسيير بعض الدوريات في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري.
التقرير توقع ان يبحث ترامب وبوتين على هامش قمة العشرين، ما طرحه وزير الخارجية الاميركي "Rex Tillerson” عن انشاء آليات مشتركة بين واشنطن وموسكو لجلب الاستقرار الى سوريا، مشيراً الى ان "Tillerson” وبعد اجتماع هذا اللقاء سيتوجه إلى تركيا حيث يتوقع ايضاً ان يتم بحث الخطة حول سوريا.
كما نقل التقرير عن مسؤول اميركي تأكيده ان ادارة ترامب مستعدة للقبول ببقاء الرئيس الاسد في الحكم بعد زوال "داعش"، وان المسائل الاكثر الحاحاً في المقابل هي مواجهة "داعش" ومعرفة لإمكانية إقناع روسيا في المساهمة باستقرار الوضع في فترة ما بعد "داعش"، على حد تعبير التقرير.
واشار التقرير الى نقطة اخرى في الاستراتيجية الاميركية حول سوريا، تتمثل بابعاد روسيا عن ايران. ولفت التقرير الى ان الإدارة الأميركية تستبعد فكرة "إبعاد موسكو عن طهران على المدى القصير". ونقل عن المسؤول المذكور قوله ان روسيا، وخلافاً لايران، قد تقبل بعدم تسليم المناطق المحررة من "داعش" الى الجيش السوري، مضيفا ان ايران تؤكد على ضرورة ان تكون كل الاراضي السورية تحت حكم الجيش، بينما يعتبر الكرملين ان هذا مارا غير واقعي، بحسب تعبير التقرير.
كما نقل في المقابل عن مصدر في "الكونغرس" ان مشروع الميزانية العسكرية السنوية القادم الذي سيصدر عن لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، سيفرض حظراً على التعاون مع الجيش الروسي، مضيفا ان استراتيجية ترامب الناشئة حيال سوريا ستواجه على الارجح معارضة شديدة داخل "الكونغرس"، من قبل شخصيات معروفة بعدائها لروسيا وسوريا مثل رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ جون مكاين.
سياسيون بريطانيون يطالبون بمحاسبة السعودية على خلفية دورها بنشر التطرف داخل بريطانيا
من جهة اخرى، نشرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية تقريراً اشار الى الانتقادات الحادة التي وجهت الى رئيسة الوزراء البريطانية "Theresa May” بعد ما قالت انها تنوي التركيز على موضوع قطع التمويل عن الارهابيين خلال قمة العشرين.
ولفت التقرير الى ما قاله زعيم حزب العمال البريطاني "Jeremy Corbyn” ان "May” "اذا "ما كانت جادة بوقف الدعم المالي والايديولوجي للارهاب، فعليها الكشف عن مضمون التقرير حول التمويل الاجنبي للإرهاب داخل بريطانيا (و هو تقرير حكومي لم تكشف الحكومة البريطانية عن مضمونه بعد و عتقد انه يسلط الضوء على الدور السعودي)، وان لا تتقرب اكثر من السعودية و حلفائها الخليجيين".
كما اشار التقرير الى تصريحات زعيم حزب الديمقراطيين الاحرار البريطاني "Tim Farron” انه يتوجب على "May” طرح قضية تمويل الإرهاب خلال المحادثات الثنائية التي ستجريها مع الجانب السعودي بقمة العشرين. وانتقد "Farron” عدم قيام رئيس الوزراء البريطانية بالكشف عن مضمون التقرير، وقال ان "دول مثل السعودية هي مصدّرة اساسية لعقيدة الإرهاب حول العالم، لكننا نغض النظر مقابل صفقات بيع سلاح ضخمة". وحث "Farron” رئيسة وزراء بريطانيا على الاستفادة من قمة العشرين من اجل طرح هذا الموضوع وجهاً لوجه مع الملك السعودي، واصفاً "May” بالمنافقة، داعياً الحكومة البريطانية الى "محاسبة دول مثل السعودية".
ولفتت "الاندبندنت" الى ان "May” كانت قد اجرت اتصالا هاتفيا مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يوم الاثنين الماضي اعربت فيها عن تطلعها لتعزيز العلاقات الثنائية بين لندن و الرياض، وذلك بحسب بيان صدر عن الحكومة البريطانية.