الاعلام القطري يفضح أسرار دعم السعودية للارهاب
*باحث سعودي: المملكة قادرة على تجهيز مليون انتحاري وإرسالهم إلى اليمن!
* السعودية أنفقت 87 مليار دولار لتصدير الوهابية إلى العالم
الدوحة- وكالات انباء:- مع استمرار التصعيد السياسي بين قطر ودول المقاطعة، استعر التراشق الاعلامي وفضحت ملفات ضلت طي الكتمان على مدى عقود، قطر التي وجدت نفسها عرضة لهجمات كشفت عن أسرار تتعلق بالدعم السعودي للتطرف.
وكتبت صحيفة الراية القطرية أن: داعية سعودي يخاطب جنوداً سودانيين على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية مع اليمن.. كلام يحرّض على القتل ويبرهن على أن المحطة الأولى في صناعة الإرهاب قبل الحديث عن تمويله، هي الحاضنة الفكرية، حيث يتم تأويل النص الديني والزج به في سياقات معاصرة لتبرير ما لا يبرر.
وتابعت الصحيفة: هكذا ولدت القاعدة التي أسسها الملياردير السعودي أسامة بن لادن، وخلفه المصري أيمن الظواهري، وهكذا ولدت داعش التي كان يصنع لها الفتاوى البحريني تركي البنعلي.
بهذا الخطاب التحرّيضي الذي يوظف الدين ويجعل منه مطية لأغراض سياسية، هاجم 15 سعودياً، وإماراتيان، ومصري برجي مركز التجارة العالمية بنيويورك يوم الحادي عشر من سبتمبر العام ألفين وواحد، لتبدأ كتابة تاريخ جديد يتبنى فيه الغرب صورة مشوهة عن الإسلام ويشرّع فيه لصراع الحضارات.
وفي تصريحات مثيرة للجدل والدراسة أيضاً قال الباحث السياسي دحام العنزي المقرب من عائلة آل سعود على القناة السعودية الرسمية إن باستطاعة المملكة تجهيز «مليون انتحاري وإرسالهم إلى اليمن»!.
هذا الكلام إنّ دل على شيء فهو يدل على أن تفريخ الانتحاريين والمقاتلين أصبح بالنسبة إليهم في السعودية أمراً من السهولة بمكان بعد أن صارت الحاضنة الفكرية جاهزة ومهيأة للقيام بأصعب الأدوار، فالتحريض هو العتبة الأولى للإرهاب، أفبعد هذه الشواهد الساطعة يجوز لنا أن نسأل كيف تغسل أدمغة الشباب ومن يدفع بهم إلى المحرقة ؟
في كتاب وثائقي عنوانه «مقاتل مكة» ثمة وقائع مثبتة عن الأساليب التي كانت تستعملها السلطات السعودية «بواسطة شخصيات عامة مرموقة تنتسب للعائلة الحاكمة أو أجهزة أمن» لإقناع الشبان السعوديين المتأثرين بالفكر الجهادي الشائع بالقتال مع القاعدة خارج الأراضي السعودية، بل وتسهل نقلهم ورعاية عائلاتهم.
أما المسار الثاني للدعم السعودي للجماعات المتطرفة فيتمثل بالتمويل المالي السخي الذي تقدمه هيئات دينية ناشطة وبعضها مرتبط بالعائلة الحاكمة أو بالسلطة إلى منظمات الإرهاب التي تقاتل في عدد من الساحات، ولم تعد تلك التمويلات شبهة أو فرضية أو اتهامات لجهة الرياض، بل إنها موثقة في مراسلات وكشوفات بنكية وفضائح نُشرت على نطاق واسع.
وفي جانب آخر من تقريرها كتبت الصحيفة مستندة الى نشر موقع ويكيليسكس عن أكثر من نصف مليون وثيقة، قسم منها «سري للغاية» لوزارة خارجية تشمل اتصالات لسفارات المملكة في العالم.
تسريبات ويكيليكس شملت مراسلات دبلوماسية ورسائل إلكترونية بين وزارة الخارجية السعودية وسفاراتها في عدد من الدول، تمحورت حول عدة نقاط أبرزها:
- كيفية تنفيذ الرياض لسياستها في ملفات إقليمية ودولية عبر استخدام الأموال والعامل الديني.
- تمويل السعودية لوسائل إعلام عربية بغية محاربة خصوم المملكة في لبنان ومصر وفي مواجهة إيران، وفق الوثائق.
- دفع مبالغ نقدية لأحزاب وشخصيات سياسية من دول عدة بهدف تنفيذ سياسة المملكة.
وتضمنت التسريبات تقارير مصنفة تحت بند «سري للغاية» من مؤسسات سعودية، منها وزارة الداخلية والاستخبارات العامة بالإضافة إلى توجيه شخصيات مؤثرة في عدد من الدول.
هذا واتهمت دراسة أعدتها جمعية مقرها بريطانيا، السعودية بأنها أكبر مروج للتطرف الإسلامي في بريطانيا، مؤكدة ان السعودية أنفقت 87 مليار دولار لتصدير الوهابية إلى العالم خلال 50 عاما الماضية.
ووفقا للدراسة التي أعدتها "جمعية هنري جاكسون”، التي تركز على حقوق الإنسان والعلاقات الدولية، فإن السعودية "رعت جهودا تقدر قيمتها بملايين الدولارات لتصدير الإسلام الوهابي إلى المسلمين حول العالم، بما في ذلك الجاليات المسلمة في الغرب”.
وقالت إن السعودية تدير العديد من الجمعيات الخيرية الكبرى التي تمول التعليم الإسلامي في أنحاء العالم، بما في ذلك بريطانيا، وأنفقت ما لا يقل عن 67 مليار جنيه استرليني (87 مليار دولار) على هذه البرامج خلال الخمسين عاما الماضية.
وأضافت أنه "عمليا، فإن شكل التعليم الذي تقدمه هذه المؤسسات يتضمن جهدا منسقا لنشر التفسير الوهابي المتشدد للإسلام الذي تعتمده السعودية”، وسلطت الضوء على الدور الذي تلعبه "الندوة العالمية للشباب الإسلامي” ،و "رابطة العالم الإسلامي”.
وذكرت أن تأثير التمويل السعودي يتجلى في بريطانيا وغيرها من الدول الغربية من خلال "انتشار الدعاة الإسلاميين المتطرفين وأيضا الأدب الإسلامي ، بما في ذلك استخدام الكتب المدرسية السعودية”، وتقديم منح دراسية لرجال الدين للتدريب في السعودية.
يأتي نشر الدراسة وسط ضغوط تمارَس على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لنشر تقرير حكومي متأخر على ما يبدو حول دور السعودية وغيرها من الدول في تشجيع التطرف في بريطانيا.