الهند تجازف بعلاقاتها مع العالم الاسلامي
بعد مرور ربع قرن من العلاقات السياسية شبه السرية بين الهند والكيان الصهيوني التي تخللتها توقيع الصفقات التسليحية والاتفاقات الامنية غير العلنية بذريعة محاربة الارهاب، يقوم "باريندرا مودي" رئيس الوزراء الهندي بأول زيارة على هذا المستوى الى الكيان الصهيوني لدرجة يوصفها نتنياهو بالزيارة التاريخية ويوعز لطاقمه الوزاري بالتعامل معها بمستوى التعامل مع زيارة الرئيس الاميركي لما لها من اهمية بالغة لهذا الكيان سياسيا واقتصاديا في وقت يختنق من شدة عزلته اقليميا ودوليا خاصة على مستوى الشعوب والراي العام العالمي لاغتصابه ارض فلسطين وتشريد شعبها وارهابه الحكومي المستمر ضد هذا الشعب المظلوم الذي يطالب بحقوقه منذ اكثر من ثمانية عقود دون ان يحصل على ابسط حقوقه ولما يشكله من خطر حقيقي على الامن والسلام الدولي لامتلاكه لاكثر من 400 رأس نووي تكفي لتدمير العالم برمته.
زيارة رئيس الوزراء الهندي مودي ستترك بالتاكيد آثارا سلبية وانطباعا سيئا لدى الشعوب العربية والاسلامية وحتى مسلمي الهند الذين يتجاوزون الـ 200 مليون نسمة وقد تكون لها تداعيات ومخاطر كبيرة على مستقبل علاقات الهند مع العالمين العربي والاسلامي لانها من الخطأ ان تراهن على موقف السلطة الفلسطينية والنظام العربي الرسمي المتخاذل الذي عجز حتى الان عن تطبيق عملية التطبيع رغم مرور عدة عقود على ذلك مع هذا الكيان اللقيط الذي آيل للزوال لامحالة وهذه نقطة اساسية وهامة كان على حكام الهند ان يأخذوها بنظر الاعتبار، لان من يتحكم بالمستقبل هي الشعوب وليس الحكام ولو وعت ذلك لما جازفت بتطوير علاقاتها مع هذا الكيان المصطنع والتي هي لصالحه اكثر من ان تكون لصالح الهند نتيجة للصفقات التسليحية التي تعقدها لتجهيز الجيش الهندي او الحصول على بعض التكنولوجية العسكرية التي بالطبع لن تمر دون موافقة اميركية والتي تبتز فيها الهند ازاء علاقاتها مع الصين وروسيا وايران.
والمضحك المبكي والمستهجن للغاية ان شعار هذه الزيارة هو تشكيل تحالف استراتيجي بين الهند والكيان الصهيوني الذي يمارس يوميا ارهاب الدولة ويدعم عمليا جبهة النصرة الارهابية في سوريا، هو محاربة الارهاب ومن يصدق ذلك اما ان يكون مختل عقليا او يعيش خارج الكرة الارضية. اما السؤال الادق والاساس والذي يحرج قادة الهند الحاليين هو انه لو لا تكن بلادكم قد عانت من مظالم الاستعمار البريطاني واحتلاله البغيض والوحشي الذي استمر لاربعة قرون، ما الذي كنتم تفعلونه اكثر من هذا في نصرة ارهاب الدولة الصهيونية ومؤازرة نهجه الاستعماري لاضطهاد الشعب الفلسطيني الذي يعاني اليوم من كل مظاهر الاستعمار والاحتلال الذي عانيتم منه بالامس وكان الاحرى بكم وهذا ما يتوقعه منكم الشعب الفلسطيني المضطهد وسائر شعوب العالم التحررية ان تقفوا معه ومع تطلعاته في تحرير اراضيه واسترداد حقوقه لا ان تقفوا مع المحتل الآثم وهذا ما يتعارض مع مواقف الهند التاريخية والتحررية واهدافها الانسانية التي حملها وروج لها قائد الهند الكبير المهاتما غاندي.