وأنهارت دولة الخرافة الاميركية السعودية
ارادت واشنطن ومن وقف معها خاصة الرياض من الارهاب ان يكون جدارا عاليا ومحكما يحفظ لهم مصالحهم يستطيعون من خلاله تحقيق الهدف الاسمى وهو تقطيع البلدان وتقسيمها كجدار برلين او جدار الفصل العنصري الصهيوني، وقد بذلت الجهود الكبيرة خاصة في واشنطن التي هي صانعة لهذا الجدار ان يبقى متماسكا وقويا من خلال الدعم اللامحدود سواء كان على المستوى المادي او اللوجستي بحيث وصل الامر الى تجنيد 83 دولة وتحت مسمى التحالف الدولي لاسناد هذا الارهاب واستمرار دوامه وبقائه، وفي ظل الحماية الاميركية والدولية استطاع الارهاب ان يلتهم الارض والمدن سواء كان في سوريا او العراق بحيث بدا للجميع ان القضاء عليه يعد امرا من سابع المستحيلات كما يقولون، ولكن وكما ذكر القران الكريم انهم "يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " فقد كانت فتوى المرجعية العليا لهم بالمرصاد لانهم لم يضعوا لها مجالا في حساباتهم والتي جاءت كالصاعقة على رؤوسهم، وفعلا نجد انه وبعد صدور هذه الفتوى والاستجابة الكبيرة من قبل الغيارى من ابناء العراق قد شكل منعطفا كبيرا في مسيرة مواجهة الارهاب من خلال تشكيل مجاميع الحشد الشعبي الذي اصبح السند القوي للجيش والقوات العراقية، وذاكرة العراقيين او المتابعين للشأن العراقي لايمكن ان تنسى انه وبعد سقوط الموصل وبالصورة المخزية قد توصلت القناعات لدى الجميع من ان القوات العراقية بلغت حدا من الضعف بحيث لايمكنها مواجهة داعش، وقد يكون هذا العامل هو الدافع الاساس لفتح الابواب امامهم لاحتلال المدن بعد ان وجدوا الترحاب من قبل ابناء تلك المدن.
ونعود لنقول فان صاعقة الحشد الشعبي قد كانت عاصفة وقوية بحيث لم تعط مجالا لا للارهابيين ولا لداعميهم الوقت الكافي للصمود والمقاومة، بل جرفتهم وبصورة قياسية بحيث تمكن هؤلاء الغيارى ان يدكوا معاقلهم وفي كل مكان ويلاحقونهم اينما وجدوا وتمكنوا بايمانهم وبوحدة العراق ارضا وشعبا ان يطهروا المدن الواحدة بعد الاخرى حتى وصلوا الى عقر دارهم وحلمهم الاكبر وهي الموصل الحدباء، وحاولت اميركا ومن وقف معها او يتماشى مع تفكيرها وتوجهها سواء كان من السياسيين الدواعش في الداخل العراقي أوبعض الدول الخليجية الذيلية خاصة السعودية لان تجعل من الموصل خطا احمر ولايمكن تجاوزه وغيرها من الاثارات الكاذبة التي كان الهدف منها ايقاف الزحف الشعبي المقدس لتحريرها، ولكن كل هذه العقبات التي وضعت لم تثني عزم الابطال من القوات العسكرية والحشد الشعبي وقد تم تجاوزها وازالتها من خلال القرار العراقي الحر وهو لابد من تحرير الموصل من دنس الدواعش وتخليص ليس فقط العراق، بل المنطقة والعالم من خطرهم وشرهم.
وهكذا بدأ الزحف العسكري وبكل تشكيلاته البرية والجوية وغيرها ورغم كل العراقيل والعقبات التي وضعت امامه مما اخذت دفاعات الدواعش تنهار الواحدة بعد الاخرى امام الصمود والاصرار الشعبي والوطني العراقي، وهاهي الموصل اليوم على مسافة جدا قصيرة من النصر النهائي ان شاء الله.
وبذلك فان جدار الخرافة الاسلامية الذي اريد له ان يكون صورة من صور تقطيع وتقسيم العراق ليس فقط بدأ يتصدع ، بل انه وصل الى حد الانهيار الكبير، مما يعني انه انهيار لكل المؤامرات والمشاريع والخطط التي ارادت لهذه المنطقة عدم الاستقرار والامن.
وبطبيعة الحال فان الذي حدث والذي اوصل الاوضاع الى ماهي عليه اليوم في الموصل لم يتحقق الا من خلال الدعم الكبير الذي قامت به الجمهورية الاسلامية للعراق ولقواته المسلحة والتي استطاعت ليس فقط ان تقف على قدميها بل انها تسطر ملاحم النصر للعراقيين ليتخلصوا من عدو مأجور غاشم ويخلصوا المنطقة والعالم من شروره وخطره.
وكان للمرجعية العليا كلمتها بالامس عندما باركت هذا النصر واعتبرته نصرا مميزا للمقاتلين الابطال يضاف لسجل الانتصارات العراقية على مدى عقد ونيف من الزمان .