kayhan.ir

رمز الخبر: 59013
تأريخ النشر : 2017June27 - 21:01

السلطان الذي خرج من دمشق يفقد الوعي .. متى ستدخل تركيا الغيبوبة؟


سمعنا ان السلطان تعب في اسطنبول .. وان السلطان ترنح وهو يصلي ثم خرّ مغشيا عليه فاقد الوعي .. هل أتعبه الانتظار للصلاة في الجامع الأموي في دمشق؟ .. أم أتعبه الخروج من الجامع الأموي في حلب؟ .. أم أنه يحس بالتعب يسري في عروق الاخوان المسلمين ..

السللطان في وضع لايحسد عليه .. فامبراطوريته التي انطلقت فتوحاتها الاخوانية انكمشت بسرعة .. وخرج له الأكراد من ذات الصندوق السوري الذي اعتقد أنه فيه الكنز العثماني .. فعندما جاء له الاسلاميون بصندوق الكنز كسر القفل الحلبي مبتهجا .. واذا بالأكراد يطلعون في وجهه من كل صناديق الشمال السوري كالدبابير .. وعندما فكر في استدعاء الجيش الانكشاري لدخول مرج دابق لم يجد في انتظاره السلطان قانصوه الغوري ومماليكه بل وجد الجيش الروسي بانتظاره وعلى راسه فلاديمير بوتين .. والفارق هائل بين بوتين وقانصوه .. وعندما مد يده الى سيفه الانكشاري ليهدد به انقلب الجيش التركي عليه ولسعه في يمينه .. وعندما طلب العون من أصدقائه في الناتو لم يرسلوا له حاملات الطائرات بل أرسلوا له بطاقات معايدة وتمنيات بالسلامة ..

اكتشف جسد السلطان أن السياسة فعلا متعبة وأنها أعقد على عقله واصعب من أن يتصورها سلطان عثماني لم يعد يناسب هذا العصر اللاعثماني .. فلايكفي أن تتمنى الصلاة في مساجد الآخرين فربما لاتقدر يوما حتى أن تصلي في مساجدك .. ولايمكنك أن تلعب لعبة "داعش" والنصرة الا لزمن قصير .. ولايمكنك أن تسرق وتكون لصا وتتصرف كأنك شرطي الا لزمن قصير ..

اكتشف السلطان المتعب فجأة أنه سلطان الخيبات من حجم الخيبات التي حصدها .. واكتشف متأخرا أن من طعن جده طعنه .. سواء من الانكليز أم من حلفائهم العرب .. وهاهو اليوم يشبه مدعوا الى حفل أو وليمة الربيع العربي ولكن أصحاب الوليمة اختلفوا اليوم وصاروا يتقاتلون ويتراشقون بالأطباق والكراسي والعظام والمرق والحساء .. وعندما رأوه أمامهم طردوه وطلبوا منه المغادرة .. السلطان حائر ولايصدق أنه يمسك من ياقته ويدفع دفعا نحو الباب الخليجي ليغادر بالقوة .. ثيابه تمزقت وتبللت بالمرق وربطة عنقه انحلت .. وتدحرجت العمامة السلطانية الضخمة وقد تلطخت بالزيت وداستها الأرجل .. وهو يجاهد ويمسك بحواف الباب كيلا يخرج ولكنه يدفع أكثر ويشد البعض ازاره وبنطاله الذي ينزلق ويظهر عجزه واليتيه .. هذا المشهد يذكره بنفس المشهد المهين على ابواب أوروبا حينما دفع دفعا وطرد طردا وركله البعض بحذائه في الظهر حتى انبطح على الأرض ..

أمام هذه الاهانات تذكر السلطان أنه لم يكرم في حياته الا في دمشق .. وأنه لم يعش عزيزا الا عندما أعزته دمشق .. وأنه لم يكن خطرا وذا هيبة في العالم الا عندما صنعت منه دمشق بطلا .. فماذا يساوي سلطان خرج من دمشق ولن يعود اليها .. وهو يرمى أمام أبواب الأحلاف .. ويضرب بالحذاء في ظهره ورأسه ..

ليس جسد أردوغان هو من تعب أثناء الصلاة وليس ترنحه وسقوطه الا ارهاصات النهايات للاحلام وبداية كوابيس اليقظة .. داخ أردوغان .. ودوخته سورية .. ودوخته حلب .. وأتعبه الخروج من دمشق وغربة المنفى .. وجف حلقه من الأخبار السيئة القادمة اليه من سورية ..

السلطان يفقد الوعي في الصلاة التي لبست ثياب السفر الى دمشق ولكنها بقيت في اسطنبول .. فيما رئيس سورية يعيد الوعي للتاريخ والزمن ويرش الماء البارد على وجه القرن الحادي والعشرين الذي دوخته غزوات أميركا وحروبها وجيوشها الارهابية .. يوقظ المدن مدينة مدينة .. وفي كل مدينة صلاة وعيد ونصر من الله وفتح قريب ..

يستيقظ شيء ما في الشرق .. ويفقد سلطان الوعي والقدرة على النطق في أدق لحظات الصلاة .. انها بداية غيبوبة تركيا وليست غيبوبة السلطان ..فالقادم على تركيا عظيم ومخيف .. وهذا ما أفقد السلطان وعيه .. وسيفقد السلطان وعيه كثيرا .. منذ اليوم ..

نارام سرجون