kayhan.ir

رمز الخبر: 59008
تأريخ النشر : 2017June27 - 21:01

عادات سيئة تدمر الصحة


تؤثر بعض العادات والتقاليد اليومية على صحة الكثير من الأشخاص، وهذه العادات أصبحت ملازمة للكثير منا، ونفعلها بتلقائية واعتياد دون وعي بالأضرار التي يمكن أن تسببها، سواء على المدى البعيد أو القريب، وهذه العادات كثيرة ومتنوعة وتدخل في كل مناحي الحياة، ومن هذه العادات ما يتعلق بتناول الغذاء ومنها ما يدخل في تفاصيل الحياة اليومية، وسوف نتناول في هذا الموضوع اثنتين من العادات الغذائية السيئة والمضرة بصحة الأشخاص.

العادة الأولى تناول مشروبات الطاقة مع وجبة الإفطار، والتي تفشت بين الكثير من الشباب، والذين يعتقدون أنهم سوف يصبحون أقوى من غيرهم وأكثر قدرة بدنية وعقلية، لكنها من العادات المدمرة للصحة والجسم، والعادة الثانية أيضا هي تناول وجبة واحدة يوميا، إما بسبب المعتقدات الخاطئة أن ذلك سوف يقلل من الوزن ويحافظ على رشاقة الجسم وحيويته، وإما بسبب بعض الظروف والمشاغل اليومية، وسوف نتناول الأضرار التي تسببها هذه العادات بالتفاصيل مع الحلول الممكنة.

مشروبات الطاقة

يلجأ بعض الأشخاص وخاصة بين فئات الشباب إلى تناول مشروبات الطاقة في بداية اليوم مع وجبة الإفطار، بعد الاستيقاظ من النوم في الصباح الباكر، كنوع من تنشيط الجسم والحصول على طاقة في بداية يوم جديد، وهذه العادة انتشرت بين قطاع ليس بقليل بين الشباب العربي، وطبيعي أن يشعر ببعض الحيوية والنشاط الملحوظ والتحفيز للجسم، ولكن هذه العادة تعد من أخطر وأسوأ العادات التي ينتهجها بعض الأشخاص على الجسم والصحة العامة، ومشروبات الطاقة تستهدف جمهور الشباب، وإعلاناتها تروج أنها تستطيع توفير حالة من القوة ورفع الطاقة البدنية والعقلية، وتحتوي هذه المشروبات على كميات كبيرة من الكافيين كنوع من المنبهات، حتى إن بعض الدراسات بينت أن علبة أو عبوة مشروب الطاقة تحتوي على كافيين يعادل ما يقرب من 6 فناجين من القهوة أو اكثر، بما يعني كمية ضخمة سوف تصل إلى جسم الشخص، وبعد أن يزول تأثير الكافيين على الجسم وتقل نسبته من الدم، يصاب الشخص بحالة من الصداع الشديد والمزمن والتوتر والقلق، لأن الكافيين يمثل حالة من الإدمان ونفس الأحاسيس التي تهاجم الشخص المدمن، بالإضافة إلى أن هذه الكمية تحدث اضطرابات في النوم، وعدم انتظام في ضربات القلب، بل تزيد من معدلات ضربات القلب وترفع من ضغط الدم، فهي في المجمل تسبب مشاكل وخطراً على صحة القلب، وينتج في النهاية حالة من ضعف عام في عضلة القلب.

السكري والتسوس والعدوانية

تسبب عادة تناول مشروبات الطاقة أيضا الكثير من الأضرار، مثل إصابة هؤلاء الأشخاص بحالة من الجفاف الجزئي وفي البعض يحدث جفاف كامل، والسبب أن هذه المشروبات تعد من المواد المدرة للبول بغزارة، ما يعني فقدان الكثير من المياه والسوائل باستمرار، ومن أضرار مشروبات الطاقة حدوث حالات تسوس الأسنان بسرعة وفقدان بعض الأسنان بأسرع مما نتوقع، لأن هذه المشروبات تعتبر مشروبات غازية تحتوي على كميات عالية من السكريات، وخطورتها أيضا أنها يمكن أن تصيب البعض على المدى الطويل بمرض السكري، لأنها تؤثر على كمية الأنسولين التي يفرزها البنكرياس في الدم، ونلاحظ أن الشاب الذي يستمر في هذه العادة يصبح اكثر عدوانية، بسبب عدم قدرته على الحصول على نوم عميق ومريح، مما يزيد من حالته العصبية والانفعال لأتفه وأقل الأسباب، وأثبتت الدراسات أن هذه المشروبات اذا تفاعلت مع بعض الأدوية الكيماوية يمكن أن تسبب حالة من الاكتئاب، وتدخل في صناعة مشروبات الطاقة مكسبات الطعم الصناعية ومنها على سبيل المثال مادة الاسبرتام وهو من المحليات الصناعية الذي ما زال محل شك من بعض المنظمات العالمية رغم الأبحاث التي أشارت إلى أنه ليس منه ضرر كبير مع عدم الإكثار من تناوله، بالاضافة إلى ان هذه المشروبات تسبب حالة من الإدمان للشباب مثل التدخين، وفي حالة الامتناع عن تناوله يشعر الشخص بفقدان التركيز والدوخة والصداع، مما يدفع الشباب إلى تناول المزيد من مشروبات الطاقة يوميا.

الكوكتيل والقهوة بديل

ويدخل في مكونات مشروبات الطاقة الكثير من المواد والمعادن والفيتامينات، وبعض الأحماض الدهنية الضارة بالجسم وكذلك الأحماض الأمينية، ومعظم هذه المواد والمركبات لها تأثيرات سلبية مضرة اكثر من التأثيرات الإيجابية التي يمكن أن تتركها، بل إن المداومة على تناول مشروبات الطاقة يسبب الكثير من المشاكل الصحية والأمراض على المدى البعيد، مع حدوث بعض الاضطرابات في أجهزة الجسم، والخطورة أن هناك تنافساً بين قطاع من الشباب على تناول هذه المشروبات والإفراط فيها، وينصح الكثير من المتخصصين والأطباء بالتوقف عن هذه العادة السيئة تماما، والتقليل من هذه المشروبات قدر الإمكان، وإن أراد الشباب تناولها فلا تكن في الصباح الباكر، مع التقليل من الكمية وعدم المداومة عليها، والأفضل الامتناع حتى لا تصبح إدماناً ومصدر خطر على الجسم كله، واذا شعر الشباب بنوع من الخمول والتعب فيمكن استبدال مشروب الطاقة ببعض المشروبات الأخرى المنعشة، مثل فنجان من القهوة المتوسطة، أو تناول الشاي الأخضر فهو يحتوي أيضا على الكافيين بنسب آمنة وتدخل في مكوناته الكثير من المواد المضادة للأكسدة القوية، المفيدة للجسم وتقي من أية أورام سرطانية، وتحارب أمراض السرطان عموما، ويمكن كذلك عمل مشروب الفواكه وهو كوكتيل من الفواكه الطازجة، التي تحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن والأملاح والبروتينات الصحية، والكثير من العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، وفي نفس الوقت تقي من الكثير من الأمراض وتعزز من أداء جهاز المناعة، وتحسن من مستوى الصحة العامة ككل.

وجبة واحدة يوميا

يتفنن بعض الشباب والفتيات وخاصة البدينات في اتباع عادة سيئة ومضرة بالجسم، وهي عادة تناول وجبة واحدة يوميا، كنوع من المحاولات للحصول على جسم رشيق ومحاربة البدانة والسمنة، ويعتقد البعض انه بذلك يحارب بعض المشاكل التي يسببها الأكل اكثر من مرة يوميا، كما أن هناك بعض الموظفين الذين يمكثون فترات طويلة في العمل، ويعتمدون على وجبة واحدة طوال اليوم، فهم في الصباح الباكر يستيقظون وليس لهم رغبة ملحة لتناول وجبة الإفطار، وبالتالي يذهبون إلى العمل وينشغلون في العمل بشكل كبير ووقت طويل، ويشعرون بالجوع بعد مرور ساعات كثيرة، ثم يتناولون وجبة دسمة وكبيرة كنوع من التعويض، وهذه الوجبات الدسمة سرعان ما تعطيهم إحساساً بالشبع بقية اليوم، وعندما يذهبون للمنزل يفضلون النوم بعد يوم عمل شاق، وبصرف النظر عما اذا كان تناول وجبة واحدة هو نوع من الاختيار لتقليل الوزن أو لأية ظروف أخرى مثل الانشغال في العمل، فإن هذه العادة تمثل كارثة حقيقية على صحة الأشخاص، حيث كشفت دراسة حديثة ان تجاهل بعض الوجبات والاكتفاء بوجبة واحدة يعوق عملية الأيض بشكل ملحوظ ويؤدي إلى تراكم الدهون بصورة كبيرة في منطقة البطن والوسط، بل يذهب الأمر إلى ظهور بدايات وعلامات ومقدمات الإصابة بمرض السكري، وهي حدوث ارتفاع مستمر في نسبة السكر بالدم، حيث يكون مستوى السكر في غالب الأوقات أعلى من المعدل الطبيعي، ولكنها لا ترقى إلى نسبة مرض السكري، ومع مرور الوقت يصاب هؤلاء الأشخاص بمرض السكري.

ضعف العضلات والإرهاق

يتسبب تناول وجبة واحدة فقط يوميا بعدم تزويد الشخص بالطاقة اللازمة التي تحتاجها أعضاء الجسم بشكل منتظم، وبالتالي يحدث حالة من تحلل وتفكك البروتينات الموجودة بالعضلات، مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتعب المستمر، وتضعف عضلات الجسم بصورة كبيرة ولا تقوى على أداء بعض الواجبات اليومية المعتادة، فيصاب الشخص بحالة من الوهن والكسل والخمول، وعند تناول وجبة واحدة كبيرة تدخل سعرات حرارية ضخمة إلى الجسم لا يستطيع حرقها، فتتحول إلى دهون متراكمة في الخلايا والجسم، وهذه الوجبة الكبيرة تؤدي إلى توسيع حجم المعدة بصورة كبيرة، وبالتالي زيادة الوزن وليس تقليله كما يعتقد البعض، لأن الشخص لا يشعر بالشبع وتظل شهيته مفتوحه طول الوقت، وطبيعي أن يحدث خمول للمعدة والجهاز الهضمي عموما نتيجة تناول وجبة واحدة فقط، وبالتالي يحتاج إلى مجهود ليبدأ من جديد، كما يحتاج لكمية كبيرة من الدم تصل إلى المعدة والجهاز الهضمي، مما يؤثر على باقي أجهزة الجسم ويصيب الشخص بالخمول والكسل والإرهاق، ولذلك تنصح المراكز المتخصصة بتناول وجبات صغيرة لمن يرغب في إنقاص الوزن بشكل سريع، بدلاً من وجبة واحدة فهي مضرة وتأتي بنتيجة عكسية، وتسبب نقصاً في مكونات الدم واضطرابات كبيرة في التركيز، وانخفاض في مستويات القدرات الذهنية والعقلية، كما ينصح الخبراء بأهمية تناول وجبة الإفطار لبناء جسم وعقل سليم، مع وجبات متوازنة في الغداء والعشاء للحصول على صحة جيدة ومقاومة الأمراض.

تسبب الوفاة

تشير الدراسات الحديثة إلى أن المشروب الواحد من مشروبات الطاقة يحتوي على 100 سعر حراري لكل عبوة 200 مل، كما أنها تحتوي على 6 أضعاف ما يحتويه فنجان قهوة من الكافيين، وتسبب مشروبات الطاقة حدوث الوفاة في بعض الحالات التي تعاني مشاكل وضعفاً في القلب، وتصبح أكثر خطورة عند خلطها بالخمور والمنشطات والمخدرات، وتسبب الصرع ومشاكل في التنفس وتؤثر في الكبد وتسبب له أضراراً خطيرة بعد فترة، كما تكشف الدراسات أن استمرار عادة تناول وجبة واحدة يوميا وعلى سنوات تكون سببا مؤكداً للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني خلال 9 سنوات أو أقل إذا لم يتم تغيير هذه العادة الغير صحية، أو عدم السيطرة على مستويات السكر المرتفعة باستمرار داخل الدم نتيجة تناول وجبة واحدة فقط، حيث وجد الباحثون الوجبة الواحدة طول النهار تسبب مقاومة للأنسولين وهو مؤشر على مرحلة ما قبل مرض السكري، ويصبح الكبد أقل حساسية للأنسولين ويستمر في إنتاج الجلوكوز، مما يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم بصفة مستمرة.