لا لسياسة فرض الارادات بعد اليوم
مهدي منصوري
في الوقت الذي تسعى فيه بعض الدول لرأب الصدع بين الدول الاربع وقطر وبصورة ان لاتصل فيه الاوضاع الى طريق اللاعودة، الا انه تبين ان السعودية والمتحالفين معها وبدلا من ان تخضع لهذه الوساطات الا انهم وبالامس وفي حركة عجولة وغير مقبولة وفي اطار سياسة فرض الارادة والسيطرة على مقدرات الشعب القطري، من خلال اصدار بيان يتضمن 13 بندا يفرض على الدوحة الموافقة عليه من اجل ان تعود الامور الى ما كانت عليه أو تواجه مقاطعة .
وعند التدقيق في بنود هذا البيان نجد انه يريد من قطر أن تتنازل عن سيادة قرارها السياسي وتخضع لارادة هذه الدول خاصة فيما يتعلق بعلاقاتها مع دول الجوار التي قدمت ما يمكن تقديمه لها للخروج من ازمتها التي فرضت عليها، والملاحظ ان الذين كتبوا البيان وحرروه قد غاب عن بالهم ان العالم اليوم يرفض سياسة أسلوب فرض الارادات وان الشعوب هي التي تقرر مصيرها ولا يمكن في يوم من الايام لاي طرف كان أن يطلب منها تغيير بوصلة سياستها استجابة لارادة الاخرين.
وبذلك فان الرد القاطع جاء من قبل الدوحة برفض هذه المطالب غير المعقولة والمقبولة لانها تخدش في سيادتها واستقلالها، مما يفرض على الدول الاربع السعودية وذيولها التي سايرتها ومن دون وعي أن تنفك من الوصاية والتبعية لامريكا وأن لاتفقد ارادتها بحيث تساهم في تنفيذ رغبة واشنطن لتأجيج الازمات في المنطقة من اجل سلب حالة الامن الذي تعيش فيه مما قد تدفع الى التناحر بين الدول وخلق جو من القطيعة بين شعوبها، ولا غرابة أن تذهب واشنطن الى هذا السلوك اللامعقول وغير المنطقي لانها تعيش حالة من الخيبة والخسران بعد أن اسقط مافي يدها وخسرت معولها التي كانت تهدد به الشعوب وهو الارهاب الذي اخذ يلفظ انفاسه الاخيرة بعد الضربات التي تلقاها في كل من العراق وسوريا والذي ستقلعه من المنطقة والى الابد، وبذلك ينقطع دابر كل المؤامرات والمخططات التي ارادت ان تبقي المنطقة حبيسة رغبات واشنطن وحلفائها.