الرهان الخاسر لواشنطن والرياض
الحضور المليوني المنقطع النظير للشعب الايراني بالامس احياء ليوم القدس العالمي قد وضع العالم أمام صورة وحالة جديدة ينبغي الوقوف والتأمل فيها. لانه وبهذا الحضور الجماهيري الذي حمل معطيات مهمة وجيديرة بالاهتمام والتي مثل حالة من التحدي الكبير لكل المخططات الاستكبارية التي ارادت ان تثني عزيمته من خلال المفرقعات الطفولية التي استهدفت مجلس الشورى ومرقد الامام الراحل (رضي الله عنه)، وما جرى بعدها من تحركات او تصريحات تهديدية من قبل واشنطن والرياض والتي ركزت على نقل المعركة للداخل الايراني.
ولكن الاجابة الصريحة والدامغة قد جاءت من طهران من خلال دك معاقل الارهابيين في عقر دارهم بارسال الصواريخ والتي أفقدتهم صوابهم وتملكتهم الحيرة ولازالوا هم وحماتهم الدوليين والاقليميين ولحد هذه اللحظة يعيشون مرارتها، واما بالامس وللاستجابة الكبيرة لابناء الشعب لنداء القيادة الحكيمة بالحضور الفاعل في ساحة المواجهة الاساسية لترسل ليست رسالة بل رسائل متعددة الاهداف الى اعدائه الذين يريدون الحاق الاذى به.
ورغم مرور مايقارب الاربعة عقود على النداء التأريخي للامام الخميني الراحل (رضوان الله عليه ) بمناصرة القدس والشعب الفلسطيني اثبت الشعب الايراني انه على العهد ولم ولن يكل وينكل وبحضوره المليوني الكبير انه يتحدى كل التهديدات وانها لايمكن ان تفت في عضده او تنال من وحدته وصموده وهو مستعد وفي اي وقت كان للمواجهة، وان مثل هذه الخزعبلات او الفقاعات الهوائية الجوفاء لا يمكن لها ان تثنيه او توقف مسيرته التي حافظ عليها ولازال وعلى مدى العقود المتوالية ليؤكد باصرار وعزم كبيرين على انه سيبقى يحمل راية الوفاء بالعهد لثورته ومبادئه وقيادته الاسلامية الحكيمة،
ولايمكن ايضا ان تذهب عن مخيلة الايرانيين تلك المقولة المهمة التي اطلقها الامام الراحل الكبير (رضوان الله عليه) من ان "اميركا احقر من ان تفعل شيئا". ولذا وانطلاقا من هذه المقولة الخالدة فانه لازال وسيبقى يستهزئ ويسخر من التهديات الاميركية فضلا عن الدول الذيلية الجبانة لانه ادرك انها جوفاء وفارغة من محتواها .
وتأريخ الشعب الايراني الناصع والواضح والذي عرفه وفهمه الجميع أثبت انه لايمكن للاعداء ومن اي طرف وجهة كانت من الرهان عليه، وانه لن يعطي الفرصة لهؤلاء المجرمين من ان ينالوا منه ماربهم، ولذلك فانه عكس هذا الامر وبوضوح بالامس وهو يملأ الشوارع وفي 900 مدينة وبلدة ايرانية وهو مرفوع الرأس شامخا ليعلنها ان مثل هذه التخرصات الجوفاء جعلته ان يكون صفا واحد وسدا منيعا تجاه كل الاحلام والامنيات التي تعشعش في اذهان اعدائه والحاقدين عليه.
واخيرا والذي نخلص اليه ان على اعداء الشعب الايراني سواء كان الاميركان وذيولهم، وخاصة السعودية ان يدركوا جيدا انه عصي على كل مؤامراتهم، وانه على استعداد تام للرد القاطع وفي كل وقت وان على كل المحاولات اليائسة التي تستهدف وحدته وقراره السياسي وبالصورة التي ليس فقط تذهلهم، بل والتي لايمكن ان يتوقعونها لانه هو الذي يختار نوع الرد وطريقته وساعة تنفيذه بحيث يكون موجعا ومؤلما لهم وللابد.