تبلغوا الرسالة وبامتياز!!
الضربة الصاعقة والمفاجئة للقوات الجو فضائية "الصاروخية" لحرس الثورة الاسلامية التي استهدفت مساء امس الاول قوات وقيادات داعش في دير الزور والميادين ومنطقة ثالثة كانت مباغتة بشكل محير حيث ادهشت داعش ولم تعرف من اين اتتها الضربة دون ان يدوي شيء في السماء او أن يجري اي تحرك على الارض. ولاشك ان هذه الضربة القاصمة قد مهد لها وجرى تداولها في الغرفة الرباعية لتبادل المعلومات في بغداد من قبل الاطراف الاربعة لان مسيرة الصواريخ التي تضرب مقرات الدواعش في دير الزور لابد من ان تمر عبر الاجواء العراقية وهذه هي الضربة الاولى من نوعها حيث
توجه ايران ضربة صاروخية وبشكل مباشر تستهدف داعش خارج حدودها وهو امر غير مسبوق منذ ان تعود العالم ان يسمع مثل هذه الضربات التي تقوم بها الدول الكبرى خارج حدودها ومع ان هذه الضربة الصاروخية كانت محدودة. وقد استخدمت فيها صواريخ متوسطة المدى لكنها كانت قاصمة جدا حيث اصابت اهدافها بدقة متناهية ودمرت العديد من مراكز قيادات داعش وفي آن واحد حيث سقط العشرات من قياداته وعناصره وهي تأتي انتقاما للشهداء المظلومين الذين سقطوا بيد داعش في طهران.
الضربة الصاروخية المباغتة لحرس الثورة الاسلامية على مقرات وقيادات داعش في دير الزور هي بلا شك تحمل اكثر من رسالة في طياتها سواء الى داعمي داعش من الدول الاقليمية والدولية والقوى المحلية في دعم هذا التنظيم الارهابي والى من تسول له نفسه اللعب بالنار والدواعش بالذات وكما علق بعض القادة العسكريين والسياسيين بانه فعلا مجرد رد بسيط او تحذير لطيف. لكن ما نريد قوله فان الرسالة الاقوى الى الرئيس المجنون والمتهور ترامب تصور وببلاهته المعهودة انه باع هذيانه لبعض دول المنطقة وفي مقدمتها السعودية بمئات المليارات من الدولارات في وقت يعلن تماما ان الامور تختلف في ايران بشكل جذري واذا ما تمادى الجانب الاميركي في غيه وشروره فانه سيتلقى الصفعات كما عبر عن ذلك الامام الخامنئي في خطابه بالامس عند استقباله لعوائل شهداء المدافعين عن الحرم.
اما ما تفاجأت به واشنطن وذيولها في المنطقة ان الضربة الصاروخية الدقيقة وغير المسبوقة لحرس الثورة الاسلامية لتدمير مراكز قيادات داعش في دير الزور جاءت بعد ايام من الانجاز التاريخي والاستراتيجي للوصول المتزامن للقوات السورية والعراقية الى الحدود المشتركة بين البلدين وهذا مازاد من ارتباك وقلق الدوائر المشبوهة في المنطقة والعالم بان الخط البري بين ايران والعراق وسوريا ولبنان وحتى فلسطين لاحقا اصبح سالكا وهذا ما يحترقون من اجله.
تأتي في سياق التطور المتسارع لرجحان كفة محور المقاومة الذي اخذ يضيق الخناق على داعش وبشكل يقربها الى دائرة الاحتضار النهائي في العراق وسوريا.
ولهذا نجده يلقي بظلاله على داعميه الذين فقدوا توازنهم واختلت عقولهم لذلك نراهم فتحوا معارك جانبية ليبعدوا الرأي العام الاقليمي والدولي والمحلي عن حقيقة الهزيمة التي يواجهونها في السوح الرئيسية واخذوا ينبشوا الماضي ليكيلو اتهامات الارهاب لبعضهم البعض فحين يعلم الكل ان جميع هؤلاء وتحت قيادة اميركا الصانعة لداعش باعتراف مسؤوليها الحاليين والسابقين من دعموا ومولوا الارهاب وهم يحاولون اليوم يائسين خاسئين ان يتبرأوا من ذلك والانكى انهم يريدون ومن خلال القفز على الحقائق وقلب الوقائع والمفاهيم الصاق التهمة بايران ظلما وعدوانا في حين يعلم الداني والقاصي في العالم ان ايران اكبر دولة ضحية للارهاب منذ انتصار ثورتها الاسلامية وحتى اليوم وهي في نفس الوقت المتصدية الاولى للارهاب ومحاربته في المنطقة ودول العالم وسوح العراق وسوريا يشهدان عن ذلك.