واشنطن وعويل المهزومين
مهدي منصوري
يتضح ان الادارة الاميركية الجديدة تعيش حالة من الارباك والقلق الكبير الذي لم تعهده الادارات السابقة لذلك فانها وفي خضم هذا القلق اخذت تصدر بعض التصريحات الجنونية او بعض القرارات الغير محسوبة النتائج ظنا منها انها لازالت تملك زمان الامور والقدرة في المنطقة والعالم.
والعداء الاميركي لايران لم يكن جديد العهد، بل يمتد الى عمق التأريخ الذي يمتد الى اكثر من ثلاثة عقود ونيف من الزمن أي ومنذ انتصار الثورة الاسلامية وليومنا هذا، والمحاولات الاميركية المتعددة والمختلفة ومنذ ذلك الوقت والتي اتسمت باغتيال كبار قيادات البلد بالاضافة الى الايعاز لصدام المقبور وذيولهم في الخليج الفارسي الى اعلان حرب ظالمة دامت اكثر من ثماني سنوات لتحقيق ما رسمته مخيلتهم ضد طهران، الا ان كل هذه المحاولات لم توصلهم الى اهدافهم، بل ان العكس هو الصحيح اذ ان الشعب الايراني الذي راهنوا عليه في ان يمارس دورا معاكسا يتناسب مع اجراءاتهم الاجرامية من الحصار والحرب وغيرها، ولكن هذا الشعب الوفي لثورته وقيادته قد وضع اليأس في نفوسهم وقطع دابر مؤامراتهم.
خاصة وان ايران الاسلام وبعد الاعتماد على شعبها وقدراته وصلت الى ان تكون رقما صعبا لايمكن تجاوزه، واثبتت من خلال مواقفها الداعمة لكل المستضعفين وقوى المقاومة وفي اي مكان في العالم لمواجهة مخططات اعدائها من الاميركان وغيرهم، واستطاعت ان ترمي بكل مشاريعهم الاجرامية ضد الشعوب والبلدان في البحر، مما وضع الادارة الاميركية وذيولها امام موقف صعب ومحير بحيث شلت تفكيرهم وجعلتهم يتخبطون وبصورة تصل الى حد الجنونية، والتي كان اخرها ما صرح به الغبي في ابسط قواعد السياسة والدبلوماسية وزير خارجة ترامب الذي لم يفهم سوى لغة البيع والشراء ان يصدر تصريحات لا تتناسب مع حجمه وقدرته، وتعتبر تدخلا مباشرا في الشأن الداخلي الايراني والذي ترفضه كل المواثيق والمعاهدات الدولة المتعارف عليها والذي تمثل بدعوته لتقديم "الدعم لعملائه في الداخل الايراني من اجل اسقاط الحكم القائم" وهو ما يدل على منتهى الغباء الاميركي الذي ليس فقط يلف تيلرسون بل حتى رئيسه الاهبل ترامب، مما يعكس ان وزير الخارجية الاميركي وكما يفهم من تصريحه انه لم يدرس تأريخ ايران ولم يعش ولو لحظة واحدة مع مواقفها الصلبة والقوية ضد اي تحد كان، لانه وكما عبرت اوساط اعلامية وسياسية قد شغلته التجارة عن فهم مثل هذه الامور فلذلك فانه يهذي بما لايدري.
واخيرا والذي لابد من الاشارة اليه في هذا المجال ان طهران لن تقف مكتوفة الايدي تجاه هذه التصريحات الهوجاء وغير المتزنة، بل ستقوم بدورها المطلوب سواءعلى المستوى الدولي من خلال تقديم شكوى للامم المتحدة لايقاف واشنطن عند حدها خاصة وانها اعلنت ومن خلال تصريح تيلرسون انها ستتدخل في الشأن الداخلي الايراني وبصورة فاضحة، وبنفس الوقت فان الرد الايراني سيأتي قاسيا وكبيرا على واشنطن لان الشعب الايراني الذي عرف بتلاحمه مع قياداته وحراسته لمبادئ الثورة الاسلامية، لايمكن ان يترك هذه التصريحات الخرقاء تمر دون جواب قاطع وقوي تجعل من تيلرسون وامثاله ان يخرسون وتقطع السنتهم والى الابد، ومن الطبيعي ان تصريحات وزير الخارجية الاميركية تعكس مدى قلق الهزيمة التي تعيشها الادارة الاميركية بعد الهزيمة المنكرة للارهاب المدعوم من قبلها بحيث يمكن القول انه عويل المهزومين الذي لن ينفعهم بعد اليوم.