حمد بن جاسم: قطر شاركت أميركا منذ البداية القتال في أفغانستان والعراق واليمن
طهران - كيهان العربي:- أكّد رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني أنّ السيادة هي أهم شيء بالنسبة لقطر، وأنّ بلاده ستدافع عنها حتى النهاية.
وخلال مقابلة مع قناة "PBS” الأميركية، تساءل ابن جاسم ما إذا كانت بلاده ستكون هي من أدخلت إيران وتركيا الى المنطقة إذا ما استدعتهما من أجل أن تدافع عن نفسها، وتابع "هل هذا ما يريدون دفع قطر إليه؟ السيادة هي أهم شيء بالنسبة لنا. وهذا ما سندافع عنه حتى الدقيقة الأخيرة”.
ابن جاسم الذي شغل أيضًا منصب وزير الخارجية سابقًا، قال إن القطريين تفاجأوا بأنه بعد مشاركة الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني في قمة الرياض الأخيرة التي حضرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، انتهى الكلام عن عزل إيران بالعمل على عزل قطر، والقول إن علاقاتها مع إيران مميزة وإنها تدعم الإرهاب وتموّله.
وأشار ابن جاسم الى أنه من الناحية التجارية، فان تعامل قطر مع ايران لا يساوي سوى نسبة واحد بالألف مقارنة مع علاقات بقية دول مجلس التعاون مع طهران، وقال إنّ قطر تقف في سوريا في موقع مختلف مع إيران، مضيفًا "نعم واصلنا العمل على علاقات جيدة مع إيران، لأنها جارة ونتشارك سويًّا حقل غاز وهذا أمر طبيعي .. لكن هل علاقتنا مع إيران موجّهة ضد دول مجلس التعاون الخليجي؟ هذا بالطبع غير صحيح”.
وسأل ابن جاسم "من يحاول في الخليج (الفارسي) أن يعزل إيران؟ هل قطعوا العلاقات الدبلوماسية مع هذا البلد أو اقترحوا ذلك في مجلس التعاون الخليجي وعارضنا نحن ذلك؟ فليأتوا بهذا الاقتراح إلى المجلس وسنكون جزءًا منه..”.
ورداً على سؤال بشأن دعم قطر لإيران، أجاب بن جاسم "القول إنّ قطر تدعم إيران هي مزحة كبيرة .. لا يوجد أي حدث دعمنا خلاله إيران .. لدينا علاقات طبيعية مع هذا البلد لكننا لسنا على رأس سلّم لائحة من لديهم علاقات جيدة مع إيران. لو كنّا كذلك لما كنا نواجه الإيرانيين في سوريا .. ليست هذه المشكلة، المشكلة أنّ هناك بعض الدول تريد إملاء سياساتها على دول أخرى ".
وبشأن اتهام قطر بدعم الإرهاب، ذكّر ابن جاسم أنّ بلاده كانت شريكة للأميركيين منذ ما بعد 11 أيلول/ سبتمبر 2001، قائلًا إنّ الجيش الأميركي أتى إلى قطر واستخدم كل التسهيلات الخاصة بالقطريين، وقطر شاركت منذ ذلك الوقت الولايات المتحدة القتال في أفغانستان والعراق واليمن.
وحول علاقة الدوحة و"حماس"، قال بن جاسم "ساعدنا حماس في غزة في ملف الكهرباء وهذا أمر مُعلن، الجميع يعلم ذلك بمن فيهم الإسرائيليون". مضيفاً "قبل إجراء الانتخابات الأولى في فلسطين، طلب منا الأميركيون أن نتحدث إلى حماس لدفعها باتجاه المشاركة في الانتخابات".
أما بخصوص استضافة الدوحة لعناصر من حركة "طالبان"، فأشار بن جاسم إلى أنّ الولايات المتحدة طلبت من قطر استضافة خمسة عناصر من الحركة لكي يقوموا بمفاوضات، وتابع "شعبنا سيكون سعيداً إذا أرادت الولايات المتحدة استرجاعهم".
ورأى ابن جاسم أنه لن يُعوَّل على مستقبل مجلس التعاون الخليجي إذا كانت أكبر دول هذا المجلس تفعل ما تريد من دون العودة إليه، وأردف "هذا التصرّف بحق قطر سيغيّر الكثير من الأوضاع داخل دول مجلس التعاون الخليجي، لأنّ ما يحصل مع قطر اليوم يمكن أن يحصل مع أية دولة خليجية أخرى. هذا يعني أنّ أي قائد من الدول الخليجية يمكن أن يستيقظ في الصباح ويقرّر أن يغلق الحدود مع طرف آخر بسبب أو بدون سبب. هذا يعني أنه لا يوجد تماسك بين هذه الدول الست”.
واعتبر ابن جاسم أنّ المشكلة الأهم اليوم هي أنّ الولايات المتحدة التي تُعَدُّ حليفًا للجهتَيْن، ليست واضحة بكيفية عملها على معالجة الأزمة المستجدة، وقال "يجب أن يكونوا أكثر عدلًا في نظرتهم للأزمة”.
ووجّه ابن جاسم نقدًا لترامب بقوله إنّ الأخير يصدر أحكامًا على قطر بدون الوقوف على الأدلّة الصحيحة، وقال: "من خلال وساطة الكويت والولايات المتحدة سيظهر أن الاتهامات بحق قطر ليس لها أساس”.