kayhan.ir

رمز الخبر: 58392
تأريخ النشر : 2017June13 - 21:16

ترامب و شماعة قطر


مهدي منصوري

مما لا يمكن اخفاؤه او الاغضاء عنه هي الحقيقة الصارخة التي اعلنت عن نفسها وبوضوح الشمس من ان واشنطن هي الصانعة والمنتجة والمصدرة للارهاب، ولن يقع هذا الامر في اطار اصدار التهم او التكهنات بل ان هذه القناعة قد تملكت الكثير من اهل القرار في اميركا، ولايمكن ان نغفل الاعترافات التي اطلقتها كلينتون ابان المنافسات الانتخابية من ان "الارهاب هو من صناعتنا" وقد شكل هذا الاعتراف اكبر دليل على تورط اميركا الكبير في هذا الامر. فضلا على ذلك ان اميركا حاولت جاهدة وبذلت كل امكانياتها واستطاعت ان تحشد 83 دولة لتشكيل تحالف ظاهره محاربة الارهاب، الا ان الحقائق على الارض قد كشفت عكس ذلك تماما اذ ان هذا التحالف المشؤوم قد أصبح ليس فقط داعما للارهاب، بل مدعاة الى انتشاره وبصورة جعلته يسيطر على مساحات كبيرة بفضل الدعم الاميركي اللوجستي والمالي. والتقارير في هذا المجال شهدها القاصي والداني.

الا ان وقاحة الرئيس المهووس والمختل عقليا كما اشارت اوساط في الكونغرس الاميركي يأتي اليوم لكي يخدع الراي العام ويدفع عن نفسه وعن المتحالفين معه خاصة السعودية دعمهما للارهاب والارهابيين فقد رمى غسيله الوسخ على الازمة الخليجية الاخيرة بالقول "ان ما يشاهده العالم مما حدث في قطر يعكس حربا على الداعمين للارهاب والذي سننتصر فيه نحن وحلفاؤنا"، ولا ندري ومن خلال تصريح ترامب هذا يريد ان يستغفل او يضحك على من؟.

من الواضح ان تصريح ترامب لم يأت من فراغ، بل وكما قيل ان وراءها الرشوة والاتاوة التي استلبها من خزينة بني سعود، والملاحظ ان قطر لم يتعرض لها ترامب بسوء قبل الازمة، فما حدا مما بدا ان يأتي اليوم ليجعل من هذا البلد كشماعة يعلق عليها غسيله الوسخ ان لم يكن هناك امرا ما دفعه لذلك، وهو ماكشفه وبوضوح بالامس رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق حمد آل ثاني من الاجراءات التعسفية والانتقامية التي صدرت من السعودية وذيولها في منطقة الخليج الفارسي جاءت بسبب ندمنا ورفضنا من الاستمرار في العدوان السعودي ضد اليمن وقتل ابنائه الابرياء.

اذن وفي نهاية المطاف لابد من القول وكما اوضحه بالامس قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي (حفظه الله) من ان "اميركا صانعة الارهاب ولذلك تحارب كل من يواجه هذا الارهاب". وان مصاديق ما ذهب اليها قائد الثورة الاسلامية واضحة للعيان من خلال الممارسات الاميركية في العراق وسوريا وغيرها من البلدان والذي وضع واشنطن وتحالفها تحت الشعاع وهو انها جاءت لدعم الارهاب لا لمحاربته والقضاء عليه من خلال استهداف مقرات الجيش والحشد في العراق وتجمعات الجيش السوري وتقديم مايمكن تقديمه للارهابيين من مساعدات لهم من اجل ان لا يكتب عليهم الانهيار او يقضى عليهم.

ولكن كل هذه الممارسات لم تسطع ان تمنع ان يصل فيه الارهاب الى ما وصل اليه اليوم وهو الذي يعيش فيها حالة النزاع الاخيرة وانه سيلفظ انفاسه والى الابد.