kayhan.ir

رمز الخبر: 58273
تأريخ النشر : 2017June11 - 21:33

اميركا والحلب حتى آخر قطرة


ليس خفيا ان ما يدور اليوم من صراع بين حلفاء الولايات المتحدة الاميركية داخل مجلس التعاون يعتبر نقطة سلبية للغاية لهذا البلد وان كانت تريد استثماره بشكل بشع وعلى طريقتها لحلب الباقين على الطريقة السعودية الا انه في النهاية هو صراع داخل فلكها وليس خصومها وهذا ما هو حاصل اليوم على الارض ليضطر الرئيس ترامب ان يقف مع السعودية ويتهم قطر برعايتها للارهاب في وقت يعرف العالم ان ترامب قد صب جهده الكبير ايام الحملات الانتخابية لاتهام النظام السعودي لرعاية الارهاب واليوم وبعد صفقات المئات من المليارات يخرجها من لائحة الارهاب ويضع قطر محلها اذن ما الذي حدث؟! هل حقا اكتشفت الولايات المتحدة الاميركية بين ليلة وضحاها ان قطر هي التي ترعى الارهاب وعليها اليوم وقف دعمها لذلك في وقت يعلم الجميع ان هذه الاطراف المتصارعة وعلى رأسها اميركا هم من غذوا ودعموا الارهاب في المنطقة من اجل اسقاط محور المقاومة والرئيس الاسد خدمة للكيان الصهيوني.

والمشكلة الاساسية التي فجرت هذا الوضع هو فشل مؤتمر الرياض الاميركي بامتياز في توجيه البوصلة تجاه طهران، الا انه اذ لا يمضي على فض هذا المؤتمر سوى اسبوعين حتى انفرط هذا العقد ووجدت السعودية نفسها وسط فضيحة مدوية بانها لم تحقق الا مكسب من هذا المؤتمر الذي كلفها نصف ما تمتلكه من ثروات لذلك اضطرت ان تبحث عن كبش فداء لتثبت زعامتها على الاقل وسط دول مجلس التعاون فكانت قطر هي الهدف والمدخل لاثبات هذه الزعامة لكن الموقف القطري واصراره على سياسته تجاه قضايا المنطقة وجه ضربة قوية لهذه الزعامة المزيفة وجعلها عرضة للسخرية فهي باتت في موقف لايمكن ان تتراجع امام الغطرسة السعودية لانها هي الاخرى من تمتلك الاموال الطائلة وقد لعبت دورا لافتا في ازمات المنطقة خاصة بعد ما يسمى بالربيع العربي رغم كونها دولة صغيرة لذلك لايمكن ان تتنازل عن هذا الارث لصالح خصمها السعودية خاصة بعد ان توجهت الى موسكو وايران وتركيا لتدعيم موقفها المبني على المرونة وتبني الحوار لحل الازمة عكس ما تنتهجه السعودية من تهور فاضح وسياسة خشبية لدفع الامور باتجاه المزيد من التصعيد لاخضاع قطر لسيطرتها وهذه بالتاكيد نقطة سلبية تدخل في سجلها كنظام مستبد لا يراعي القوانين والاعراف الدولية.

وعلى كل حال فالموقف الاميركي من قطر لا يلتقي بالضرورة مع الموقف السعودي فالاول يريد حلبها ليطوي الملف كما طواه مع السعودي رغم وجود قانون جستا (العدالة) الذي صوت عليه الكونغرس الاميركي اما الثاني يريد فرض هيمنته على قطر كمدخل لتطويع واخضاع عمان والكويت لاحقا ولكن حسب قراءتنا لما يجري في المنطقة وتحركات قطر اقليميا ودوليا يفشل كلا المسعيان الاميركي والسعودي وبالطبع ان الرئيس ترامب هو ليس اول رئيس اميركي ينتهج هذه السياسة الهوجاء لاخراج بلده من المشاكل الكبيرة التي تعانيه فقد سبقه في ذلك الرئيس نيكسون عندما كان يواجه الازمة الفيتنامية الحادة فطبق نظرية الرجل المجنون في بثه للمعلومات المغلوطة والمتناقضة على انه الرجل الذي لايمكن التنبؤ بافعاله ومن الافضل التفاهم معه لحل القضايا باي شكل من الاشكال لتجنب ما هو اصعب وقد لا يحمد عقباه وهذه سياسة اميركية خبيثة وقذرة لتأمين مصالحها باية صورة كانت حتى وان كانت على حساب مصالح الشعوب الاخرى.