kayhan.ir

رمز الخبر: 58241
تأريخ النشر : 2017June11 - 21:29

الحدود العراقية السورية: «الوعد الصادق»... و "سنكون حيث يجب أن نكون"


ناصر قنديل

مع بلوغ الجيش السوري والمقاومة متلاحمين متعانقين، يداً بيداً وقلباً إلى قلباً، وكتفاً إلى كتفاً وشرياناً ينبض بشريان، أول نقطة على الحدود السورية العراقية، يتحقق الوعد الصادق لقائدين تاريخيين مؤتمنين على مسيرة الأمة والمقاومة سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد وسماحة السيد حسن نصرالله، يترجمان صدق الوعد والعهد والشعار «سنكون حيث يجب أن نكون». فالأقوال مصداقها الأفعال. وها هي واشنطن تمتدح المساهمة الروسية في وقف شبح التصعيد والتصادم في سورية، بعدما كانت تتباهى بأنها ترسم الخطوط الحمراء، والأمر لم يتخطَّ معها بعد حدود بيان وطائرة بدون طيار قالت لأميركا العظمى، نحن في بلادنا، وفي بلادنا لم نعتَدْ أن يرسم لنا أحدٌ خطاً أحمر. فالخط الأحمر الوحيد الذي نعرفه ترسمه دماء الشهداء.

ليس مهماً التحليل والتفسير، ولا البحث عن الحسابات والخلفيات، بعد الذي جرى لأنه بائن وساطع كعين الشمس. لقد هدد الأميركيون وترجموا تهديدهم بغارات قتلت ودمّرت. والعنوان تقوله القنوات المموّلة من السعودية صبح مساء، إن بلوغ الحدود السورية العراقية من الجيش السوري وحلفائه من الجهة الغربية ومن الحشد الشعبي شرقاً، ممنوع وسيُمنع بالقوة. وفي قلب قمم ترامب وأزمة قطر والاعتداءات على أمن طهران كانت الرسالة واحدة، القضية تتلخص ببند واحد: لا تقتربوا من خط الحدود من الضفتين فتهدأ الحروب الصغيرة المعلنة في كل مكان. سيصير ممكناً التسامح مع انعقاد أستانة، ويمكن معها التفاهم مع تركيا واستيعاب أزمة قطر بأقل من تخريب مسار أستانة الذي كرّس إيران دولة عظمى في الشرق الأوسط، ويمكن أيضاً تحجيم التهديد بانفصال أكراد العراق، ويمكن ايضاً وأيضاً تقليم طموحات الجماعات الكردية المسلحة في سورية، والأهم يمكن وقف الصفقة مع تنظيم داعش بمقايضة انسحابه من الرقة وتأمين ممرات آمنة له نحو تدمر والبادية، مقابل نقل جبهة حربه نحو إيران ولبنان، واللازمة تتردّد صبح مساء، إياكم وخط الحدود فهو قضية أمن قومي لواشنطن.

كان الجواب الضمني والمعلن لكل الحلفاء، من طهران إلى بغداد ودمشق وبيروت، «أعلى ما في خيلكم اركبوه»، فنحن قوم لا تخيفنا التهديدات ولا نخشى الحروب، وقد عقدنا العزم على أن نبسط كفنا فوق تراب بلادنا بلا حاجز أجنبي يطلب هويّاتنا ويدقّق في بصمات عيوننا وأصواتنا، ويقرّر بالنيابة عنا متى يحق لنا أن نهاجر أو نتاجر، وكم يجوز لنا إعلان الانتساب لهموم واحدة واهتمامات واحدة. وهكذا تعاهد الرجال والرجال، من العراق وسورية ولبنان وإيران وصدقت معهم روسيا وعدها وعهدها، فترجمت بالقرار ما قالت بالشعار، السيادة في سورية سورية وفي العراق عراقية، وما يقوله الأميركيون استحمار واستعمار، وقد ولى زمانهما، وروسيا الاتحادية دولة استقلال وطني وإرادة لا تلين وعلى رأسها فارس اسمه فلاديمير بوتين، فاذهبوا في ما أنتم ماضون إليه ونحن معكم، وصواريخ الكاليبر الاستراتيجية ستقول إن تسلل داعش إلى البادية قضية أمن قومي روسي، وطائرات السوخوي الحديثة في سماء البادية ودرعا ستقول إن حماية ظهر الجيش السوري وحلفائه أساس موقع روسيا في الحرب على الإرهاب.

الآن، ومع بلوغ الجيش السوري نقطة شمال التنف على الحدود وبلوغ الحشد الشعبي نقطة جنوب الحسكة على الحدود، انتهى كل شيء، رغم أن الجيش والحشد لم يلتقيا بعد، ولا زال بينهما مئتا كيلومتر ليتعانقا عبر الحدود، لكنها رمية حجر، فالذين جهّزتهم واشنطن للسباق إلى الحدود، وقدّمت لهم التغطية الجوية والبرية والبيانات القوية، ممنوعون من التحرك، فهم جنوب خط الانتشار السوري وشمال خط الانتشار العراقي، أما قبالة العراقيين والسوريين وعلى شمال السوريين وجنوب العراقيين فداعش فقط. لقد ضاعت اللحظة التي كان يريد الأميركيون حمايتها، لقطع خط الحدود، والتي لأجلها قصفوا وقصف «الإسرائيليون» بوكالة منهم، مواقع الجيش السوري في دير الزور وفي مطار الشعيرات وفي التنف وفي مطار دمشق وفي تدمر. وما بين السوريين والعراقيين سقطت المسافة الأميركية وبقيت المسافة سورية عراقية لا يملك الأميركيون وعفاريتهم تخريبها بعد. فقد ضاعت خطوطهم الحمر في كثبان رمل البادية كما ضاع معها مشروعهم، وبعدها سيرسم الذين رسموا هذه المعادلة معادلتهم، وخطهم الأحمر، ويقولون بالفم الملآن، ممنوع تسرّب داعش من الرقة إلى تدمر والبادية، وممنوع قيام كيان كردي في شمال شرق سورية، وأستانة لا جنيف إطار بحث الحل السياسي وفتح الطريق للراغبين بالخروج من الحرب إلى السلام، دولاً وجماعات. فوحدة سورية وسيادتها الوطنية شرطان ملازمان للحرب على الإرهاب والحل السياسي، ومن يكفر بهما لا مكان له على موائد التعاون ولو كان دولة عظمى اسمها أميركا