لتنسحب واشنطن قبل الغرق في وحل الهزائم
رغم كل التهديد والوعيد الاميركي بتحذير القوات السورية والعراقية من الوصول الى حدودهما المشتركة وحتى بعد تنفيذ تهديدها عمليا بشن ثلاث غارات يوم امس الاول على مواقع الجيش السوري والقوات الحليفة استطاع هذا الجيش وبموازاة من قوى المقاومة ان يحقق نصرا استراتيجيا في الوصول الى الحدود شمالي شرق التنف خاصة وانها قطعت شوطا كبيرا في السيطرة على عدد كبير من النقاط والمواقع الاستراتيجية الهامة في عمق البادية السورية واستكمال تحريرها اذ لتتجاوز 20 الف كيلومتر مربع والقضاء على مئات الدواعش.
ولا شك ان هذا الانجاز العسكري اللافت للجيش السوري والحلفاء يشكل تحولا استراتيجيا في الحرب على الارهاب ويوسع من قاعدة انطلاق العمليات العسكرية في المناطق الاخرى من البادية وعلى امتداد الحدود السورية العراقية وهذا ما سيؤدي الى تضييق الخناق على المجموعات الارهابية في المنطقة ويقطع خطوط الامداد عليها على اكثر من اتجاه وبالتالي سيعزز من اقتدار الجيش السوري والقوى المتحالفة لاعادة الامن والاستقرار الى جميع الاراضي السورية.
ولا ننسى ان نذكر هنا ببيان رئاسة الاركان الروسية حول توقف الحرب في مناطق التوتر التي اتفقت عليها الاطراف السورية باشراف ثلاثي روسي ـ ايراني ـ تركي وهي نقطة ايجابية لصالج الجيش السوري للتفرع الى المناطق المتبقية بيد داعش والنصرة اخواتها. اما ما حققه الجيش السوري في السيطرة على اكثر من 100 كيلومتر من حدوده مع الاردن فهو مكسب آخر لشل المشاريع الاميركية الخبيثة في المنطقة.
ان تأتي كل هذه الانجازات وبعد يومين من العمليات الارهابية في طهران وصدور بيان محور المقاومة بالتصدي للتواجد الاميركي غير المشروع في سوريا هي رسالة صريحة وصادمة للاميركان بمغادرة الاراضي السورية قبل نقل جثامين جنودها عبر الصناديق واذا ما تصورت اميركا انها تستطيع تحقيق مكاسب في الدقيقة التسعين لنهاية داعش والنصرة واخواتها، فهي واهمة وغبية خاصة بعد ان خسرت جميع رهاناتها في الاستثمار بداعش الى ان انتهت الى الفشل التام سواء في العراق او سوريا. ان الساسة الاميركيين ومعهم الجيش الاميركي مقتنعون بانهم غير مستعدين بالمرة من تقديم قرابين من اجل وحدات الشعب الكردي لما له من تداعيات كبيرة بين اوساط الشعب الاميركي وعندما يتحدث ترامب انه غير مستعد للقتال بالنيابة عمن يحلبهم ويسطو عليهم وسط النهار وبمئات المليارات من الدولارات فطبيعي ان لا يكر حتى بالتضحية بجندي واحد من اجل هؤلاء الذي يعول على سلب النفط السوري مستقبلا مع ما سيرتد عليه من اثار سلبية في العلاقة مع تركيا. فوصول الجيش السوري وقوى محور المقاومة الى الحدود العراقية وفي المقابل سيطرة الحشد الشعبي في الجهة الاخرى من الحدود بات يفشل جميع المخططات والاطماع الاميركية وهذا يعتبر تحولا كبيرا على صعيد المنطقة حيث يقلب موازين القوى منها لصالح محور المقاومة الذي لايقبل باقل من سيطرته التامة على امتداد الحدود السورية العراقية مهما كانت تكلفة ذلك، وهذه الحقيقة يدركها الاميركيون قبل غيرهم لذلك انهم سيجنبون بالتاكيد اية مواجهات مع محور المقاومة فكل عنترياتهم لا تخرج عن كونها ضغوط سياسية اكثر ما هي عسكرية. وما حدث امس الاول حيث ارسى الجيش السوري وقوى المقاومة قواعدها الاولى على الحدود السورية العراقية هو نكسة كبيرة وهزيمة للسياسة الاميركية التي حاولت خلال الاشهر الاخيرة وعبر تهديداتها وتواجدها اللامشروع في سوريا الحيلولة دون ذلك وعلى اميركا ان تلملم ذيولها وتنسحب قبل ان تغرق في مزيد من الفضائح والهزائم وتترك شعوب المنطقة تتخذ قرارها وحق تقرير مصيرها بنفسها وعليها ان تدرك ان شعوب المنطقة ليست على شاكلة السعودية حتى تنصب قبيلة خانعة وذيلية عليها.