عباءة السعودية تمزقت
مهدي منصوري
الدعم السعودي المفضوح للارهاب والذي ليس فقط ماأكدته التقارير الاستخبارية خاصة الاميركية والتي دعا واشنطن لوضع قانون "جاستا" لتعويض الاميركيين الذين تضرروا من حادث الحادي عشر من سبتمبر بتفجير مركزي التجارة العالمي في نيويورك، بالاضافة الى تشكيل المجاميع الارهابية ونشرها في مختلف العالم وتقديم الدعم البشري واللوجستي والمالي لها، وحربها المباشرة على اليمنيين كل ذلك وضع السعودية في طوق حصار قاتل بحيث لم تستطع التخلص والانفكاك منه، بل افقدها بريقها وزعامتها في المنطقة على الخصوص لان أيديها باتت ملطخة بدماء الشعوب.
ومن اجل ان تخرج من هذا الطوق القاتل عمدت الى احداث جعجعة وضجة اعلامية سياسية من خلال دعوة ترامب للرياض ودعو اكثر من 55 رئيس دولة وتشكيل تحالف اقليمي لكي يضعها في الصدارة ويعيد لها الاعتبار الذي فقدته والذي كلفها افلاس خزينتها من اموال الشعب السعودي ومنحها الى المجرم ترامب على طبق من ذهب، لكي وكما كان تعتقد ان تكون ومن خلال هذا التحالف شرطيا في المنطقة، الا انه وبعد لم تمض ايام الا وانجلت غشاوة الغرور والفرحة والتي لم تدم سوى ايام حتى ظهر صوت الحقيقة المرة عاليا من خلال الرفض القطري الصريح والكويتي والعماني الصامت لهذا اللون من السلوك الذي يضع المنطقة على فوهة بركان، مما برزت حالة الخلاف العميق الذي كان يلف دول مجلس التعاون مما عكس ان هناك تصدعا كبيرا في هذا المجلس لم يعلن او يكشف عنه، بل كان مسكوتا عنه من قبل الدول رغم ان المؤشرات كانت تبرز في بعض الاحيان هذا الخلاف.
ولما اعلنت قطر رفضها لان تكون جزءا من مشروع تآمري يهدف الى تمزيق المنطقة وتحقيق الهدف الاميركي الصهيوني حتى جاء الرد السعودي الاحمق بقرار لم يتوقعه احد الا وهو اعلان الحصار وقطع العلاقات وغيرها من الممارسات التي ابرزت واوضحت الحقد الدفين على هذا البلد مما اصبح التحالف الاقليمي في خبر كان بحيث خسرت السعودية ليس فقط موقعها، بل حتى اموال شعبها ومن دون ان تصل الى هدفها.
ولذا ورغم محاولات الكويت وعمان من اجل رأب الصدع ولو بشكل صوري ولكي لاينفرط عقد دول مجلس التعاون، الا ان اصرار قطر على عدم امكانية ان تضمها العباءة السعودية مما عزز ان هذه العباءة قد نالها التمزق ولم تعد قادرة ان تستوعب اقرب الناس اليها، وبذلك شكلت ضربة قاصمة للرياض التي ارادت ان تكون الامر الناهي في المنطقة وبدعم من الاميركان والصهاينة لتغسل عنها عار دعمها واسنادها للارهاب والارهابيين.