الصحف الاجنبية: احتضان ترامب للسعودية كان له تداعيات سلبية على العلاقات داخل مجلس التعاون الخليجي
أشارت مجموعة بارزة تعمل في مجال الامن و الاستخبارات إلى ان تنظيم "داعش" الإرهابي لطالما اراد زعزعة استقرار ايران، مذكرة بالدور الايراني في محاربة الإرهاب، لافتة إلى ان ادارة ترامب بدت في تعليقها على الهجمات الإرهابية في طهران كمؤيد للسعودية في نزاع "مخرج واضح له".
ورأى باحثون اميركيون ان احد اسباب الهجمات الإرهابية على طهران هو الرد على دور إيران البارز في محاربة داعش، مشيرين إلى ان داعش اراد سد الثغرات بصفوفها واستقطاب المزيد من الإرهابيين، خاصة في ظل الخسائر الميدانية التي تلقاها.
العداء الداعشي لايران
وفي التفاصيل، قالت مجموعة "صوفان" للاستشارات الامنية والاستخبارتية ان الهجوم الارهابي المزدوج الذي استهدف العاصمة الايرانية طهران كان عملية "معقدة نسبياً" تبين بان لدى تنظيم "داعش" عددا من ما اسمتهم "الانصار" داخل ايران، مشيرة الى ان التنظيم لطالما اراد استهداف ايران.
وأشارت المجموعة إلى ان ايران تدعم العراق في محاربة "داعش" منذ أعوام عبر مساندة الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، كذلك الأمر مع سوريا.
ورأت المجموعة ان تبني "داعش" للهجمات الإرهابية في طهران ليست بالمسألة البسيطة، إذ يتزامن ذلك مع خسائر "داعش" في مناطق سيطرته. واعتبرت ان توقيت الهجوم يمثل اشكالية كبيرة، إذ يأتي في وقت ازدادت حدة التوتر في العلاقات بين دول الخليج، لافتة إلى ان احتمالات وقوع النزاع هي احتمالات "حقيقية".
كما رأت المجموعة ان البيان الصادر عن البيت الابيض حول الهجوم الارهابي في طهران، يشير إلى ان واشنطن ظهرات كمؤيد للسعودية بوجه ايران.
وفي سياق متصل، كتب الباحث "William Mcants” مقالة نشرت على موقع معهد "Brookings” تناول فيها الهجوم الارهابي الذي استهدف ايران، وقال إن "داعش منذ بداية ظهوره خلال العام 2007 على الاقل اراد ضرب استقرار ايران"، مذكّراً بان التنظيم الارهابي هدد باستهداف الجمهورية الاسلامية حينها لدعمها الحكومة العراقية. واضاف ان عزم "داعش" على استهداف ايران يشكل نقطة اختلاف جوهرية مع تنظيم "القاعدة"، إذ قال الكاتب انها امتنعت عن ضرب الجمهورية الاسلامية.
وحول توقيت الهجوم الارهابي الذي استهدف طهران، اشار الكاتب الى ان "داعش" لم يكن لديها في الاعوام السابقة عناصر قادرة على شن مثل هذه الهجمات داخل ايران، لافتا الى ان التنظيم قام بتدريب "كادر من الكوماندوس الايرانيين" خلال الأعوام السابقة. ورأى الكاتب ان بعض هؤلاء العناصر الايرانيين ربما استطاع العودة الى ايران و تنفيذ الهجوم الذي حصل.
كما اعتبر الكاتب ان من الاسباب الاخرى التي ادت إلى حصول هذه الهجمات هو ما اسماه "الثأر" بسبب الدور الذي تلعبه طهران ميدانياً ضد داعش، اضافة الى محاولة التنظيم اشعال حرب طائفية و "اجبار العراقيين السنة على الوقوف الى جانب داعش"،على حد تعبير الكاتب.
وقال الكاتب ان "داعش" يريد الانتصار بما اسماه "الصراع مع "القاعدة" لكسب قلوب و عقول المتطرفين"، وشدد على ان التنظيم بحاجة ماسة الى سد الثغرات بصفوفها في كل من سوريا والعراق. وتابع ان توقيت الهجوم خلال شهر رمضان المبارك يهدف الى محاولة استقطاب عناصر جدد.
اصطفاف ترامب مع السعودية يعكس عدم فهمه للمنطقة
الباحث المعروف محمد ايوب كتب مقالة نشرت على موقع "National Interest” اعتبر فيها ان الكلام الذي قاله الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال زيارته الى السعودية تكشف "عدم فهم ادارته اطلاقاً لحقائق الشرق الاوسط".
وقال الكاتب ان ترامب وفريقه لديهم "هوس" بتخريب كل ما انجزه الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما بالشرق الاوسط، ما ادى بهم بالتالي الى التصور الخاطئ لما يجري في المنطقة والذي يستند على آراء فريق ترامب المفضلة ولا يستند على الحقيقة على الارض.
واشار الكاتب الى ان ترامب قد اوضح من السعودية ان واشنطن والرياض تقفان بنفس الخندق بالحرب على الارهاب، ووصف الكلام هذا بانه منافياً للمنطق. واضاف بانه من الواضح بان الارهابيين التابيعن لداعش او القاعدة هم "الاقارب الايديولوجيين للوهابيين الذين يحكمون السعودية".
كما تابع الكاتب بانه يبدوا ان احتضان ترامب للسعودية كان له تداعيات سلبية على العلاقات داخل مجلس التعاون الخليجي،معتبراً ان هذا الاحتضان اعطى الرياض الجرأة لمحاولة سحق اي اصوات معارضة لدى بقية دول مجلس التعاون وتحويل المنطقة الى "محمية سعودية".و لفت الى ان قطر كانت اولى الضحايا لذلك.
الكاتب شرح بان موقف ترامب المتشدد تجاه ايران خلال زيارته الرياض قد دفع بالسعوديين للتصرف بشكل احادي واجبار الدول الاخرى على اتباع نفس مسارها. الا انه شدد بنفس الوقت على عدم امكانية استبعاد ايران، وعلى عدم امكانية بناء تركيبة امنية مستقرة بمنطقة الخليج دون مشاركة طهران. واضاف بان كل مبيعات الاسلحة المتطورة الى السعودية لن تستطيع تحييد ايران بسبب ما اسماه "تفوقها الطبيعي" لجهة حجمها وديمغرافيتها ومواردها وقدرتها التكنولوجية، وكذلك مجتمعها المتعلم. كما اعتبر ان ما اسماه "قوة ايران الناعمة" تزداد مؤخراً في المنطقة.
الكاتب اضاف بان الانتخابات في ايران تبين كذلك بان لدى الرأي العام دور، خلافاً للدول العربية. واعتبر ان كلام ترامب بان ايران هي المصدر الاساس للارهاب في الشرق الاوسط هو كلام يتنافى مع الحقائق.و اضاف بان الهجوم الارهابي المزدوج الذي استهدف طهران هو دليل واضح على ان الولايات المتحدة و اوروبا وايران يواجهون عدو مشترك. وعليه اكد على ضرورة تنسيق الجهود بين هذه الاطراف ضد داعش وداعميها.
واشار الكاتب الى ان ايران والولايات المتحدة تشاركان بما اسماه "صراع مشترك" ضد داعش في العراق، والى ان ايران وخلافاً لدول مثل السعودية وتركيا، لم تتهم ابداً بدعم داعش او غيرها من الجماعات الارهابية في سوريا. كما قال ان معارضة ايران لبعض السياسات الاميركية بالشرق الاوسط تستند على اعتبارات جيوستراتيجية وليس ايديولوجية، على حد قوله.
واضاف بان الخلافات الجيوستراتيجية يمكن حلها عبر التفاوض، بينما التناقضات الايديولوجية مثل تلك الموجودة "بين المتطرفين السنة والغرب" (على حد تعبيره)،تمثل معادلة "اما غالب او مغلوب".
الكاتب رأى ان هناك سبباً اساسياً لمقاربة ترامب هو رغبته بالتخلي عن اي سياسات تحمل بصمات اوباما، واعتبر بالوقت نفسه ان التفسير الوحيد الآخر هو ان ترامب اراد ارضاء السعوديين دون ان يكون له فهم كامل للايديولوجية السعودية او دوافعها الجيوسياسية. وشدد على ان هذه المقاربة ومنذ الآن تبين بانها غير منتجة، على ضوء الازمة مع قطر.