وتفشل حرب الاحزاب على طهران
امير حسين
بعد ما كشف الغطاء وانقشعت الغبرة وظهرت كل الامور جلية لم يبق هناك اي شك او ريب من ان اميركا هي الداعش الدولي والسعودية هي الداعش الاقليمي وهذا ما ظهر من خلال الاعترافات والممارسات العملية لهاتين الجهتين وحتى ما صدر من ردود فعل بعد عمليات طهران الارهابية التي استهدفت المواطنين الابرياء الذين اعتادوا لمراجعة نواب المجلس لحل مشاكلهم. وما كان لافتا في هذا المجال هوما كتبته صحيفة الـ "واشنطن بوست" المقربة من الجمهوريين ردا على موقف ترامب من احداث طهران الدامية قائلة "قمة الظلم ان نصفي الحسابات السياسية مع ايران حتى عندما نستنكر جريمة استهداف المدنيين فيها." وهذا منتهى الدنائة وتعبر في الواقع عن كينونة ما يدور في ذهنه ودعمه الخفي لما جرى.
اما ما كان مقززا وغير انساني و يشكل فضيحة للنظام السعودي الداعشي الاقليمي بامتياز هو عدم اكتراث وزير خارجيتها عادل الجبير في برلين لسؤال صحفي حول العمليات الارهابية في طهران ومطالبة الصحفي بطرح سؤال آخر ناهيك عما دار في شبكات التواصل الاجتماعي في المملكة من تغريدات تبارك وتهنئ لهذه العمليات ونقل المعركة الى ايران كما هدد بذلك محمد بن سلمان الذي كان في الواقع تهديدا اميركيا جرى على لسان هذا القزم السياسي.
لكننا لنعود قليلا الى الوراء لنسلط الاضواء على الدور الاميركي واملاءاته للسعودية قبل وبعد مؤتمر الرياض الذي صب كل جهده على ايران لانها الهدف في كل ما خطط له وانها اي ايران العائق امام مشاريعهم الاستعمارية لتدمير المنطقة ودولها على حساب توفير الحماية لامن الكيان الصهيوني فاول من رفع عقيرته قبيل انعقاد مؤتمرالرياض الذي هو في الواقع، بامتياز كان لتأمين المصالح الاميركية اولا ومن ثم اعطاء وجهة ودور مزيف للسعودية، هو ترامب حيث قال "ان ايران المصدر الرئيس للارهاب لذلك يجب عزلها دوليا والتصدي لها وهذا ما عزفت عليه السعودية عبر ساستها وصحافتها حيث نرى عادل جبير لا يمتلك جملة غيرها ليكررها في تردده على العواصم الغربية بان ايران و ايران!
والامر الاخر والتي تعتبر فضيحة كبرى ومن العيار الثقيل هو ما كشفه ترامب لدى استقباله للافروف في واشنطن "ان لاسرائيل مصدرا بشريا قويا داخل الحلقة الضيقة جدا لجهاز داعش المكلف بالتخطيط لعمليات ارهابية". وهذا الاعتراف لم يبق مجالا للشك بان اميركا والكيان الصهيوني هما ضالعان في العمليات الارهابية في اية مكان بالعالم ومنها عمليات طهران الارهابية وبالتمويل السعودي وبعد هذا سؤال يطرح نفسه ما هو ارهاب الدولة؟ فهل هناك ارهاب دولة افظع من هذا؟!.
وبالطبع لا ننسى ما اكده ترامب مرارا اثناء حملاته الانتخابية بان داعش صنيعة اميركا وباموال سعودية.
وفي النهاية نستخلص بان اميركا المهزومة امام ايران ومعها السعودية في كل الساحات التي دخلتها للهيمنة عليها في المنطقة لم تجد اليوم سبيلا لها سوى مواجهة ايران امنيا لانهم مقتنعين بعقم كل السبل في مواجهتها لذلك ارادوا توجيه رسالة لها متناسين او متغابين انهم لو جندوا كل الدواعش الذين اتوا بهم من كل اصقاع الارض ان يأثروا على القرار الايراني او ارادته لما استطاعوا لذلك عليهم ان ينتظروا النتائج الوخيمة لما اقدموا عليه من سفك دم الابرياء في طهران بامل ان يحدثوا هزة في الساحة السياسية الايرانية لكنهم خسأوا كما خسأوا من السابق وستبقى ايران كما كانت هي الرائدة لمحاربة الارهاب وستفضح داعميه باستمرار ولن يفت عضدها مثل هذه الالاعيب النارية.