طهران عصية على مخططات الاعداء
الوصف الذي اطلقه قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي (حفظه الله) على العملية الارهابية التي طالت مرقد الامام الخميني الراحل (رضوان الله عليه) ومجلس الشورى الاسلامي بالمفرقعات كان وصفا دقيقا جدا بل اصاب عين الحقيقة، لان مثل هذه الاعمال الاستفزازية قد عايشها وشهدها الشعب الايراني منذ اكثر من ثلاثة عقود ونيف أي منذ انتصار الثورة الاسلامة المباركة وليومنا هذا ولانه يدرك جيدا ان اعداءه اللدودين الحاقدين كاميركا والسعودية وغيرها ورغم كل محاولاتهم الاجرامية والحاقدة والتي تنوعت اساليبها واشكالها لم تستطع ان تفت في عضد هذا الشعب، ولم تتمكن ان تخلق او توجد ولو حالة واحدة مما كان يتصورون او يعملون من اجله، لان الشعب الايراني اثبت وبصورة لاتقبل النقاش انه واع ومدرك لما يريده الاعداء، فلذا فهو وقف صامدا صابرا وصلدا امام هذه الامنيات الخاوية واستطاع افشالها الواحدة تلو الاخرى بحيث يمكن القول انه ليس فقط اسقط ما في يد الاعداء، بل انه وضعهم في حالة اليأس القاتل الذي يتجرعون مرارته اليوم.
ولذا وفي ظل حالة الامن والاستقرار التي كان يعيشها في خضم البحر المتلاطم من اللاامن واللااستفزاز في المنطقة والذي اوجده الاستكبار العالمي وعلي رأسه الشيطان الاكبر اميركا وذيولها في المنطقة كالسعودية ومن لف لفها ودار في فلكها، قد اغاظهم وبصورة لم يعد يطيقوا هذا الامر لانه قد كشف عوراتهم امام المجتمع الدولي ووضعهم في قفص الاتهام بانهم هم الذين اشعلوا هذه النار التي لم تقف عند الحد الذي ارادوه، بل انها اخذت تسري وبصورة متسارعة حتى وصلت الى اذيالهم وانها ستحرق لحاهم وثيابهم في وقت قريب انشاء الله.
وفي الطرف المقابل يجدون ان ايران الاسلام التي شمرت عن ساعدها وبذلت اقصى ما يمكن بذله من اجل ان توقف بل تنهي هذا الزحف والحقد الاجرامي الدفين الذي يمثله الارهاب وبكل اشكاله ومسمياته واستطاعت وبالتعاون مع الدول التي اكتوت بنار هذا الارهاب ان تصل الى ان تقطع دابره خاصة في العراق وسوريا مما شكل ضربة قاصمة لداعميه الاساسيين اميركا واسرائيل والسعودية فلذلك فان روح الانتقام قد تأججت في نفوسهم وبصورة ارادوا ان يشعلوا ثقاب هذا الارهاب الاجرامي في داخل ايران، ولذلك جاءت العملية الاجرامية الاربعاء الماضي. ولكن غاب عن بالهم ان ارادة ا لشعب الايراني القاهرة والقوية كانت لهم بالمرصاد وانها استطاعت ويفضل روح الوحدة التي امتلكت هذا الشعب ليس فقط ان يخمدوا النار في مهدها، بل طاردوا من اشعلها في عقر داره كما اعلنت عن ذلك المصادر الامنية.
ولم يقف الامر عند هذا الحد، بل ان التشييع المهيب لشهداء هذه العملية والذي تم بالامس في العاصمة طهران قد اكد وامام مسمع ومرأى من العالم اجمع ان مثل هذه المفرقعات وغيرها وبدلا من ان تزرع الفتنة والشقاق بين ابناء هذا الشعب، بل زادت من وحدته وقدرته وقوته في مواجهة كل المخططات الخبيثة والحاقدة، وذلك من خلال تعالي الهتافات التي كانت السهام الخارقة التي وجهت الى رأس الفتنة وهي "الموت لاميركا" و"الموت لآل سعود" و" الموت لاسرائيل" وغيرها من الشعارات التي تعكس الصورة الحقيقية لوعي وادراك الشعب الايراني، وبنفس الوقت ارسلت رسالة قوية لكل الذين يريدون النيل من ايران الاسلام بسبب محاربتها الارهاب وداعميه من انها عصية عليهم، وان تصريحاتهم لم تكن سوى بضاعة خاسرة وكاسدة لا تجد من يشتريها او يتعامل معها بعد اليوم، ولذا فعلى الاصوات النشاز التي تريد النيل من ايران الاسلام ان تسكت والى الابد امام تظاهرات الوحدة الوطنية الهادرة وبالامس في طهران.