خفايا عالم الظلال السرّي.. هذا اليهودي هو الحاكم الفعلي لأميركا؟
"التنظيمات السرية التي تدعم الرئيس الأميركي" هكذا عنونت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تحقيقا مطولا لها؛ تحدث فيه عما أسمته الجماعات السرية وعالم الظلال الخفي الذي يزيد من قوة ويدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعده الصحفيان روبرت او هارو وشاون بوبورج.
ولفت التحقيق إلى أنه "من بين هؤلاء الناشط اليهودي المعروف ديفيد هورويتز ويعتبر المهندس الفكري لليمين المتشدد في الولايات المتحدة وصاحب مركز (فريدم سنتر) الذي يسعى منذ تأسيسه عام 1988 إلى إنشاء جيل من المحاربين السياسين هدفهم الوقوف ضد المؤسسات الحاكمة في واشنطن، ومن بين هؤلاء المحاربين الذي أخرجهم هذا المركز، شخصيات لها نفوذها الكبير وتأثيرها الضخم بإدارة ترامب، ومن بينهم ستيفن بانون كبير المستشارين بالبيت الأبيض".
وأضاف أنه "قبل وقت طويل من وعود ترامب ببناء الجدار الحدودي مع المكسيك وإصدار قوانين تحظر دخول المسلمين والانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، كان هورويتز يدعو ويدعم لهذه السياسات ضد المهاجرين غير الشرعيين وانتشار الإسلام؛ بل ووصل الأمر باتهام هيلاري كلينتون منافسة ترامب الديمقراطية على كرسي الرئاسة بالشريرة، واتهام الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بأنه شيوعي في السر وأن حزبه الديمقراطي ليس إلا واجهة لأعداء الولايات المتحدة".
وقال: "تبين قصة هورويتز كيف أصبحت الجمعيات الخيرية أمرا أساسيا فيما يتعلق بالحملات السياسية الحديثة، وذلك وسط التراخي في وقف هذه الكيانات عن المشاركة في الحياة العامة"، مضيفا أنه "في مقابلات إعلامية سابقة له اعترف هورويتز (78 عاما) بأن هدفه هو حماية القيم الأميركية التقليدية ضد اليسار، واصفا ما يفعل بأنه مثل (عالم سياسي سري)".
وأضاف أن "الجمعيات الخيرية كان هدفها الذي أسست من أجله هو مساعدة الفقراء، وأنشأ الكونغرس قسما خاصا لتحديد وتنظيم هذه المنظمات يعرف باسم (501 ج)؛ ورغم أن القانون يعطي هذا النوع من الجمعيات الحرية الواسعة إلا أنه يحظر عليها المشاركة بشكل مباشر أو غير مباشر في أي حملات سياسية أو دعم مرشح ما لتولي منصب انتخابي"؛ موضحا أنه "رغم تعهد هورويتز بأنه مركزه لن يعزز أي برنامج أو حملات سياسية وذلك مع تأسيسه في آب 1988 إلا أنه بعد 20 عاما أصدر المركز كتيبا زعم فيه أنه يهدف إلى مواجهة اليسار وكل الأعمال المعادية للولايات المتحدة".
وقال "بعد هجمات أيلول 2001 بدأ هورويتز ومركزه يهجمان الليبرالية ويرفضان قيم التسامح مع الإسلام والمهاجرين غير الشرعيين؛ الأمر الذي تبناه ترامب بعد ذلك بأكثر من 15 عاما، وفي عام 2006 كان نفس الرجل يشن هجوما عبر منشورات سياسية وكتب ومؤلفات ضد هيلاري كلينتون محذرا من سيطرتها على الحزب الديمقراطي، بل وصعد من لهجته المعادية للإسلامية واتهام الجامعات الأميركية بـ"تعزيز العنصرية والكراهية ضد اليهود" و"دعم التشدد والإرهاب الإسلامي".
وأضاف: "على مدار الأعوام، تلقى مؤكز هورويتز الدعم بالملايين من اليمين المحافظ، في المقابل كان الرجل ومركزه يبثان الكراهية ضد اليسار واتهامه بإعلان الحرب على أميركا ونظامها الدستور واستعداده للتعاون مع أعدائها الخارجيين".
وختم التحقيق "في 14 كانون الأول 2016، وخلال حفل شريط مصور، أعرب هورويتز عن سعادته بفوز ترامب وقال ان الجمهوريين استيقظوا أخيرا".
شام تايمز