داعمو الارهاب يرتطمون بحزم النظام ويقظته
ما حدث بالامس في طهران من اختراق امني كان متوقعا منذ سنوات بسبب التهديدات المستمرة داعش ومن ورائها اميركا والسعودية، الا ان العين الساهرة للاجهزة الامنية الايرانية التي تستمد قوتها ومعلوماتها من ابناء الشعب حالت دون ذلك ومن يزور طهران يرى بام عينيه الامن والامان دون ان يشهد اية مظاهر امنية ملموسة واذا استطاع هؤلاء التفر من الارهابيين ان يتنكروا بزي نسائي من الوصول الى البوابة الرئيسية لمجلس الشورى الاسلامي كمراجعين للالتقاء ببعض النواب لحل مشاكلهم فهي قضية عادية لا تحتاج الى الكثير من العناء، اما عمليتهم الجبانة بدأت بقتل اول حارس في مكان التفتيش والتسلل الى باحة المجلس وهنا اصطدمت بالقوات الامنية واضطرت الى اللجوء الى المبنى الذي يضم مكاتب النواب والمراجعين من ابناء الشعب حيث فتحوا نيرانهم الحاقدة على هؤلاء الابرياء واردوهم ما بين شهيد وجريح تجاوزوا العشرات وهنا مكمن التاخير في حسم العملية الارهابية في مجلس الشورى الاسلامي التي استمرت لساعات بسبب هذا التداخل بين الارهابيين والمراجعين الى ان تمت تصفيتهم ، اما في مرقد الامام الخميني (قدس سره) وبسبب الفضاء المفتوح فان العملية الارهابية حسمت في لحظاتها الاولى وتم قتل اثنين من الارهابيين خارج المرقد وعادت الامور بعدها بشكل طبيعي.
ان العملية الدنيئة والجبانة التي قام بها ثلاثة ارهابيين لاستهداف مجلس الشورى الاسلامي كانت في الواقع عملية استعراضية للاخلال بعمل المجلس اكثر مما هي عملية ايذائية، بهدف الضغط على ايران لدورها الرئيس في التصدي للارهاب خاصة داعش التي وظفتها اميركا والسعودية لتحقيق اهدافهما في المنطقة وهما اليوم يعانيان من هزيمتها النهائية ويستعدان لتشيع جثمانها المتعفن.
ورغم تسلسل الارهابيين الى المبنى المجاور لقبة البرلمان الذي لا يبعد سوى عشرات الامتار عنها الا انهم اخفقوا في الوصول اليها وبقي نواب المجلس كعادتهم اليومية مستمرون في مناقشاتهم وتداولهم للمواضيع المطروحة بشكل طبيعي حتى ساعة انتهاء عملهم دون المبالات بما يحدث على بعد امتار منهم وهذه اكبر صفعة لمن خطط ووقف خلف داعش ودفعها بهدف زعزعة الاستقرار في ايران متناسين ان هذا البلد قلعة آمنه لا تهزها مثل هذه الفقاعات.
ولا ننسى ان هذه العمليات الارهابية جاءت بعد ايام من انتهاء مؤتمر الرياض الذي هو في الواقع كان مؤتمرا اميركيا ـ سعوديا بامتياز للانقضاض على دول المنطقة بهدف تامين المصالح الاميركية ـ الصهيونية والتي بدأت بقطر الحلقة الاضعف لتواصل سلوكها الخبيث تجاه الاخرين وهم يعلمون جيدا ان طهران ليست ذلك الرقم الذين يستطيعون اللعب بمقدراتها لكنهم يجربون حظهم التعيس عسى ان يجروها للمساومة على حد تصورهم الواهي والخاطئ.
وعلى الجهات التي خططت ومولت ووقفت خلف هذه العمليات الارهابية والجبانة والتي سيكشفها التحقيق لاحقا ان تستعد لدفع الاثمان الباهظة وهذا ما عودت طهران اعداءها باستمرار.