الزلزال الخليجي الى اين!!
مهدي منصوري
وصفت مصادر اعلامية خليجية ان قرار قطع العلاقات من قبل السعودية والامارات والبحرين وبعض الدول الذيلية مع قطر على انه زلزال سياسي وان رياح التغيير تحولت الى عاصفة وانه بداية لمشروع تدمير المنطقة لوضع المشيخات تحت العباءة السعودية.
وقد يكون هذا التحليل ليس بعيدا عن الواقع لان الانهيارات التي واجهها الارهاب المدعوم سعوديا وبهذه الصورة بحيث لم يعد له تلك القدرة المؤثرة في تحقيق الاهداف التي رسمت له وقد شكل صفعة قوية لكل الداعمين لهذا الارهاب خاصة الرياض بحيث وكما يقال انها ورغم كل الدعم الذي قدمته، الا انه اوصلها الى الافلاس السياسي والاقتصادي، ولذلك لابد من ان تدير بوصلة الصراع الى اتجاه آخر عسى ولعل ان تخفف من حدة الازمة الخانقة التي تعيشها بحيث عبرت بعض الاوساط الاعلامية من ان عاصفة الحزم السعودية قد تدل هذه المرة الدوحة بدلا من صنعاء، لانه الواضح ان قرارات قطع العلاقات مع قطر هو دق طبول الحرب لانها كشفت وبوضوح مدى هشاشة مجلس التعاون وخوائه من الداخل وانه لم يكن سوى هيكلا عظميا ليس الا.
ويمكن القول ايضا ان اخفاقات مشاريع التدمير التي تبنتها السعودية وحلفاؤها ضد سوريا والعراق والبحرين واليمن قد وصلت الى طريق مسدود وبان فشلها مما انعكس سلبا على هذه الاطراف بحيث وضعت الخلافات الحادة بينهم الى السطح وهو ما نشاهده اليوم.
والذي يمكن الاشارة اليه ان الاميركيين قد اثبتوا ومن خلال ممارساتهم ابان تظاهرات الربيع العربي والى يومنا هذا ان لا صديق دائم لهم، بل تحكمهم المصالح، ولذا فقد يمكن القول ان مصالح اميركا تقتضي الاجهاز على المنطقة الخليجية خاصة وان رد فعل اميركا على قطع العلاقات مع قطر جاء باهتا وعلى لسان وزير الخارجية الاميركي من ان "بلاده ليس لها موقف فيما يجري داعيا مجلس التعاون الى الحفاظ على تماسكه". رغم ان ترامب وردا على ماسرب من تصريحات لامير قطر الاخيرة التي نالت من السعودية قد حذر قطر باصدار قرار بالمقاطعة وهو ما تحقق بالامس بعد قرارات بعض دول مجلس التعاون مما يعزز من ان قرار المقاطعة اميركيا بامتياز، ولم تكن السعودية والامارات وغيرها سوى منفذة لامر السيد الاميركي الذي يريد هذه المرة نهب قطر كما نُهبت من قبل السعودية، ولذلك ينبغي على قطر ان تعتمد على شعبها وتصمد امام هذه الرياح العاتية مهما كان صغيرا ولاتخضع للابتزاز لان الشعوب هي فيصل الخطاب في الشدائد.
وقبل ان نستبق الاحداث فان قرار السعودية وحليفاتها قد تكون له تبعات خطيرة على منطقة الخليج الفارسي لابد وان يصاحب هذا القرار ردود فعل كبيرة من النخب الوطنية في هذه الدول والتي ترفض هيمنة السعودية على مصائر شعوبها، وان قطر قد اعلنت ان سبب مقاطعتها هو لعدم خضوعها او العيش تحت عباءة سلمان.
ولذا فان منطقة الخليج الفارسي اليوم وبعد هذا القرار تعيش حالة من الترقب الكبير، وان الايام القادمة ستكون حبلى بالاحداث، والتي قد لاتكون في صالح المنطقة ابدا، لانه سيستهدف استقرارها وامنها ويضعها على فوهة بركان وهو ما تريده وترغب به اميركا قبل غيرها ليفتح لها الابواب للسيطرة على ثروات هذه المنطقة ونهبها.