شيعة القطيف والبحرين يواجهون حرب استئصال طائفية
* الناشط السياسي السعودي حمزة الشاخوري
تتشابك ملفات ومعطيات عدة في تحديد ورسم مسارات السياسة السعودية ضد شيعة البحرين القطيف الأحساء بل الخليج الفارسي، وما يجري في العوامية هو النموذج!
الهزائم التي تكبدتها السعودية على الصعيد الخارجي وانفراط عقد تحالفاتها الدولية تزامنا مع نضوب قوتها الاقتصادية يشعرها بمواجهة الأخطار منفردة
تتضاعف الضغوط والأخطار التي تستشعرها سلطات بن سعود بالنظر إلى عمق الأزمات الداخلية المتفاقمة والشاملة والتي تنذر بشيوع السخط الشعبي المتصاعد.
تتزامن الهزائم السعودية الخارجية والفشل الداخلي مع صراع محتدم بين الأحمقين بن نايف وبن سلمان وهو صراع بات مرصودا من قبل المتخصصصين في شؤون العرش السعودي.
ما تمارسه أجهزة وزارة الداخلية وأذرعها العسكرية ضد الأهالي العزل في العوامية والقطيف والمترادف مع التصعيد في البحرين هو عنف دموي ممنهج ينفذ ضمن خطة وأهداف أوسع.
العنجهية الدموية وآلة القتل والإرهاب التي صدّرها السعوديون إلى #اليمن وباقي بلدان المنطقة والعالم يمارسها بن نايف وزمرة الخليفيين ضد شيعة بلدنا البحرين الكبرى.
يهدف بن نايف عبر اطلاق كلابه المسعورة لتنهش لحوم أهالي العوامية وتلغ في برك دمائهم أن يثبت لأمراء أسرته قوته ونفوذه أمام صعود وتسيّد بن سلمان.
ويهدف بن نايف عبر قتل الشيعة في العوامية تمرير رسائل التهديد والوعيد للشعب والتلويح بالسيف الأملح لكل مَنْ يفكر في التعبير عن سخطه وغضبه واعتراضه ونقمته.
إن تطورات الأحداث في مناطق الشيعة بضفافها الثلاث في الأحساء والقطيف والبحرين منذ مطلع العام الجاري تكشف بجلاء عن خطة إبادة دموية يجري تنفيذها بخطى متسارعة.
نلاحظ أن الخطة لا تستثني أحداً من التيارات الشيعية ثورية كانت أو محافظة فالهدف هو المحو لهذا المكوّن وهذه الهوية مهما كانت تمظهراتها ومواقفها.
الخليفيون بدأوا هجمة واضحة ومبكرة ضد أطراف عُرفت بخطابها المحافظ فشنوا عليهم حرب استئصال لم يتوقعها الضحايا الذين لخصوا مطالبهم في الاصلاح!!
في القطيف حدثت عمليات لَيّ ذراع أطراف ظنّت نفسها بمنأى عن عنف السلطة طالما وقفت محايدة ولم تشارك الثوريين مطالبهم فاضطرت لمجاراة مواقف السلطة!
السعوديون والخليفيون لن يفرقوا في حرب الاستئصال للوجود الشيعي بين كل التيارات والتنوعات السياسية والفكرية، فهي حرب طائفية ضد الهوية والانتماء العقدي.
هذه الحقيقة تستوجب مراجعة وتأملاً عميقاً من قبل شيعة المنطقة، فالجيمع مستهدف، وأية انشغالات بالصراعات البينية سنخسر فيها جميعا ويربحها عدونا المشترك!
السياسة التي نفذها الخليفيون ضد التيارات المحافظة في البحرين يُفترض أن تكون رسالة تنبيه وإيقاظ لأقرانهم في المنهج والرؤية في القطيف والأحساء.
ما سبق يدفعنا لدق ناقوس الخطر وأجراس التحذير مما يخشى المراقبون أن ترتكبه سلطات بن سعود من حماقات وهجمات أشد شراسة ودموية ضد أهالي العوامية من كل ما شهدنه خلال السنوات الأخيرة.
مؤشرات القلق تتصاعد يوماً بعد آخر لدى الأهالي والنشطاء اتجاه عزم السلطات السعودية استباحة العوامية بشكل غير مسبوق يهدد حياة الأطفال والنساء وغيرهم..
طوال سنوات اصطنع إعلام السلطة ضد العوامية بمسورتها التاريخية وبمزارع الرامس الشهيرة صورة مشوّهة ومزوّرة يريد الاتكاء عليها في تبرير حرق الأخضر واليابس.
العالم كلّه شعوباً ومؤسسات صحفيين وإعلاميين مدعوون لتوجيه أنظارهم واهتمامهم ومتابعتهم اليومية لما تمارسه سلطات بن سعود ضدالعواميين القاطنين قرب آبار النفط.
مخاوف حقيقية وملموسة تجعل ما تم خلال 11 و 28 مارس الجاري مجرّد مشهد مما يعتزم بن نايف وأذرعه العسكرية الطائفية ارتكابه ضد العوامية من مجازر!
كما يترجم بن سلمان صراعه على العرش في إجرامه بحق شعب اليمن كذلك يفعل بن نايف في القطيف والعوامية وكلّما تصاعد صراعهما زادت حدة عنفهما المجنون!