الصفحة الأجنبية: عقبات عدة أمام تنفيذ رؤية محمد بن سلمان لعام 2030
أشار باحث أميركي معروف يعد من أبرز الباحثين الأميركيين المختصين بالملف السعودي الى وجود العديد من العقبات أمام تنفيذ رؤية ولي ولي العهد السعودي لعام 2030، والتي ترتكز على التجديد الاقتصادي.
وفي سياق غير بعيد، شدّد باحث أميركي آخر معروف على ضرورة عدم انجرار ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل أكبر الى الحرب على اليمن، وذلك وسط التوقعات السعودية بأن البيت الابيض سيكثف دعمه للتحالف بقيادة السعودية من أجل الامساك بميناء الحديدة.
من جهة أخرى، تناولت مجلات أميركية بارزة العقوبات الاميركية الجديدة على عدد من الموظفين الحكوميين السوريين، بينما أشار دبلوماسيون أميركيون سابقون الى تناقضات واضحة بسياسة ترامب الخارجية.
بدوره، كتب الباحث "Simon Henderson" مقالة نشرت على موقع معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى نبه فيها من وجود "العديد من العبقات" أمام تنفيذ "رؤية" ولي ولي العهد السعودي لعام 2030، وهي خطة لتعزيز وضع البلاد الاقتصادي مع حلول العام المذكور.
ومن بين العقبات، بحسب الكاتب الانخفاض المستمر بأسعار النفط، اذ إنّ ذلك يقلّص الأرباح المطلوبة من أجل تنفيذ التغييرات المقترحة لتنفيذ رؤية عام 2030، كما أشار الكاتب الى التكلفة الباهظة للحرب التي تخوضها السعودية على اليمن، والى الممانعة الموجودة داخل السعودية للتغيير "الذي يتجسد" برجال الدين السعوديين. أما عامل آخر، بحسب الكاتب فهو احتمال أن يصبح ولي العهد محمد بن نايف ملكاً، وسط تساؤلات عما إذا كان الاخير سيؤيد خطة عام 2030 في حال أصبح ملكاً.
وأشار الكاتب الى أنّ" العنصر الأساس بتنفيذ رؤية عام 2030 يتمثّل بكسب الأرباح المالية من خلال بيع أسهم من شركة "Aramco""، لافتاً في الوقت نفسه الى تناقض واضح حيث يطلب من المستثمرين الاجانب الاستثمار بقطاع النفط، بينما تبدو الرياض راغبة بالابتعاد عن الاعتماد على النفط.
وأشار الكاتب كذلك الى ما نشرته صحيفة "Financial Times" مؤخراً عن الاعلان السعودي بأن قيمة الاسهم التي ستباع في شركة "Aramco" هي اثنين ترليون دولار، حيث قالت الصحيفة "انه من الصعب تصديق هذا الرقم".
وفيما يخص عملية توريث السلطة في السعودية، لفت الكاتب الى "انه من المفترض أن يصبح محمد بن نايف ملكاً عند وفاة الملك سلمان بن عبد العزيز"، منبهاً الى "انه ليس من المؤكد بأن بن نايف (في حال اصبح ملكاً) سيعين محمد بن سلمان ولي العهد"، كذلك نبّه الى "وجود عدد من المستائين من محمد بن سلمان في العائلة الملكية، ما قد يدفعهم الى دعم محمد بن نايف، عندما تأتي مرحلة نقل السلطة.
وعليه، حذّر الكاتب من أنّ" هذا السيناريو المحتمل قد يؤثر سلباً على "رؤية عام 2030"، اذ ان محمد بن نايف لا يبدو مؤيد قوي لها، وقد يغير فيها اذا ما أصبح ملكاً".
وفي نفس الوقت، قال الكاتب "ان ابن سلمان يبدو انه يتحكم بقوة باستراتيجية السعودية العسكرية وسياستها الخارجية ومخططاتها الاقتصادية"، مستشهداً بهذا الاطار بإعلان الرياض عن تشكيل حكومة جديدة اعتبر انها تعزز قوة محمد بن سلمان على حساب محمد بن نايف.
وتابع الكاتب "إنّ الرئيس الاميركي بدا مهتماً بما قاله له ابن سلمان خلال زيارة الاخير الى واشنطن الشهر الفائت، لجهة تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وكيف ان ذلك قد يخلق حوالى مليون وظيفة للاميركيين خلال الاعوام الاربعة المقبلة"، مضيفاً "إنّ ذلك قد يكون عامل أساس في قرار ترامب زيارة السعودية ضمن جولة خارجية له الشهر المقبل".
الا أنّ الكاتب نبّه الى استمرار الخلافات السياسية بين واشنطن والرياض التي يجب حلها، وخاصة فيما يتعلّق بالنفط والحرب على اليمن، بحسب تعبيره، وقال "إن على الادارة الأميركية عدم الوقوف مع طرف معين في حال توتر الوضع داخل العائلة الملكية السعودية".
لضرورة عدم انجرار ادارة ترامب اكثر الى الحرب على اليمن
الباحث الاميركي "Bruce Riedel" من جهته، كتب مقالة نشرت على موقع "Al-Monitor" أشار فيها الى أنّ" السعودية تضغط على ادارة ترامب من أجل تكثيف دعمها للحرب على اليمن".
وقال الكاتب "إنّ الرياض لديها توقعات كبيرة بأن الادارة الأميركية ستقدم دعما كبيرا لأي عملية عسكرية من أجل الامساك بميناء الحديدة، وإن السعوديين يريدون من الاميركيين المساعدة من أجل ضمان عدم فشل هذه العملية"، وشرح بأن الرياض تريد من واشنطن بهذا الاطار تعزيز الدعم الاستخباراتي والعسكري والدبلوماسي.
وذكّر الكاتب بموقف الرئيس الاميركي الاسبق "J.F Kennedy" من الازمة اليمنية في الستينيات. حينها، قال "Kennedy" للملك فيصل "إن التهديد الاكبر للسعودية يأتي من الداخل السعودي وليس من مصر تحت قيادة جمال عبدالناصر"، كما ذكّر بأن "Kennedy" ورغم أنه قدّم الدعم من أجل الدفاع عن السعودية، الا انه بقي خارج اليمن، ووصف الكاتب هذا القرار بالحكيم.
وأشار الكاتب الى أنّ" ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان -مهندس الحرب على اليمن- هو ايضاً "على ما يبدو الشخصية المحبوبة" لدى فريق ترامب، لافتاً في الوقت نفسه الى تعيين شقيقه خالد بن سلمان سفير السعودية لدى واشنطن، وقال "إن الاخير سيكون بالتالي الشخص الأنسب لاجراء حوار صريح حول مستقبل العلاقات السعودية الاميركية".
عقوبات اميركية جديدة على سوريا
مجلة "Foreign Policy" من جهتها، نشرت تقريراً تطرقت فيه الى اعلان وزارة الخزانة الاميركية فرض عقوبات على 271 موظفاً بمركز الدراسات والابحاث العملية في سوريا، مشيرة الى أنّ هذه العقوبات تعد من الاكبر بالتاريخ.
ولفتت المجلة الى "أنها ليست المرة الأولى التي تفرض فيها عقوبات على هذا المركز السوري، حيث فرض جورج بوش الابن العقوبات على هذه الجهة في عام 2005، عندما اتهمها بإنتاج أسلحة دمار شامل، الا أنها أشارت الى أنّ عدد الاشخاص الذين فرض عليهم العقوبات هذه المرة بلغ 271 شخصاً، والى أن ذلك قد يحمل معه تداعيات كبيرة، على حد تعبير المجلة.
Gordon" الذي شغل منصب المساعد الخاص للرئيس الأميركي، ومنسق البيت الابيض "للشرق الاوسط و شمال افريقيا والخليج بين عامي 2013 و2015، بالاضافة الى الباحث بمعهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى "Michael Singh".
وقد ركّزت الندوة على مقاربة ادارة ترامب حيال الشرق الاوسط ونشر أهم ما قيل فيها على موقع "National Interest":
-"Gordon" من جهته، أشار الى غياب رؤية واضحة من قبل ترامب حيال المنطقة، لكنه لفت في الوقت نفسه الى أنّ ترامب بقي ثابتاً في نقطة معينة وهي القضاء على "داعش"، كما قال "إنّ ترامب بقي ثابتاً في موقفه عموماً تجاه ايران، وانه صرح تكراراً بأن الولايات المتحدة ستعمل مع أنظمة "استبدادية" اذا كان ذلك يصب في المصلحة الاميركية".
غير أنّ "Gordon" عاد ونبّه الى التناقضات بمقاربة ترامب، وشدد على "انه لا يمكن هزيمة "داعش" والتصعيد ضد ايران وبنفس الوقت عدم تخصيص الموارد في الشرق الاوسط"، كذلك اضاف "إنّه من الصعب احتواء ايران وبنفس الوقت محاربة "داعش"، واعتبر أنّ" سياسة ترامب في الشرق الاوسط لا يبدو انها تختلف كثيراً عن أسلافه".
وحول العلاقات الاميركية-الصهيونية، رأى "Gordon" "انه ليس واضحاً ما اذا كان ترامب سيعطي رئيس وزراء كيان العدو بنيامين نتنياهو "الضوء الاخضر" ليتصرف كما يشاء.
-"Singh" من ناحيته، اعتبر أنّ" ادارة ترامب وليس ترامب نفسه هي التي تقوم برسم السياسة الاميركية حيال الشرق الاوسط"، لافتاً الى أنّ" أوباما وبينما كان يدير السياسة الخارجية عن كثب، فإنّ ترامب يبدو انه يركز أكثر على ملفات الداخل"، كذلك رأى "Singh" أنّ" السياسة الخارجية ترتبط بشكل أساس بالرد على الاحداث التي تحصل حول العالم وايضاً بعقيدة الادارة الاميركية".
كما قال "Singh" "إنّ ترامب يبدو انه يعمل على اعادة احياء التحالفات في الشرق الاوسط"، مشيراً الى لقائه مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، وتهنئته للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد فوز الاخير بالاستفتاء الشعبي".