الضلع المفقود والمؤثرات النفسية يتحكمان في مذاق الكلاسيكو
إنتهى عشاق الليجا الإسبانية من تناول جميع انواع المقبلات والأطباق الشهية، ولم يتبق أمامهم سوى التفرغ لتذوق طعم الفاكهة خلال كلاسيكو الأرض، الذي يستضيف فيه ريال مدريد غريمه برشلونة على ملعب سانتياجو برنابيو،بالأسبوع 33 من المسابقة .
ويترقب الجميع خلال المباراة، إما إعادة الروح للمنافسة على اللقب مرة اخرى في حال فوز البارسا، وتساويه في عدد النقاط مع المتصدر الريال، او أن يحسم الملكي المنافسة بشكل شبه مؤكد إذا فاز، حيث يصبح الفارق 6 نقاط مع مباراة مؤجلة، قد تجعله على القمة بعيدا عن منافسه بـ 9 نقاط .
وبعيدا عن حساب النقاط يبقى الكلاسيكو بطولة بذاتها لدى جماهير تعبر عن مشاعرها بصرخاتها، وأعلام شامخة فهذه الجماهير تترقب بقلق وتلك تطمح بشغف ليكون عالما كرويا بديعا نتجول فيه لنحتسي جرعات من المتعة والسحر، ونستعيد نضارة كرة القدم الحقيقية، فالكلاسيكو أسطورة وحدوتة اشبه بالقصص التي تسردها الجدات لأحفادها، ويبقى عنوان متعة لم ولن تتوقف ما دامت عجلة كرة القدم تدور.
الضلع المفقود
إعتاد عشاق المتعة الكروية على ترقب الحوار الخاص بين ثلاثي البلوجرانا ميسي وسواريز ونيمار، في مواجهة ثلاثي الميرينجي كريستيانو وبنزيمة وبيل .. ولكنهم سيواجهون فقدان ضلع واحد او اكثر من السداسي المبدع، حيث تأكد غياب نيمار بعد قرار ايقافه 3 مباريات، لإعتراضه على الحكم الرابع بعد طرده امام مالاجا .
لا شك ان غياب النجم البرازيلي يعتبر ضربة قوية للبارسا، نظرا لتألقه في الفترة الاخيرة في صناعة الأهداف لزملائه، وعودته لتأثيره القوي بعد بداية مخيبة هذا الموسم، ويبقى البديل إما أردا توران او الدفع بمهاجم ثان، وهو ألكاسير الذي يجيد ايضا اللعب في مركز الجناح .
في المقابل يخشى جمهور الملكي من غياب جاريث بيل احد اضلاع BBC للإصابة، وان كانت التكهنات تشير إلى جاهزيته ومشاركته في التدريبات الأخيرة، أما في حال غيابه لن يجد زيدان أزمة لتواجد الثلاثي إيسكو وفاسكيز وأسينسيو .
وكالمعتاد سيشهد اللقاء المنافسة الخاصة بين ميسي ورونالدو، فالبرغوث الارجنتيني يبحث عن هدفين ليصل للرقم 550 مع البارسا، بينما يسعى الدون البرتغالي لمواصلة الرد على منتقديه، خاصة بعد خماسيته في البايرن بدوري الابطال .
المؤثرات النفسية
وتشهد مباراة الكلاسيكو اختلافا كبيرا بين الحالة المعنوية للفريقين، فالريال سعيد بعد التغلب على بايرن ميونيخ وصعوده إلى الدور قبل النهائي من دوري أبطال أوروبا، بينما ودع برشلونة البطولة من دور الثمانية للموسم الثاني على التوالي على يد يوفنتوس الإيطالي .
أيضا يعلم نجوم القلعة الكتالونية أن اللقاء يعتبر الفرصة الأخيرة لإنقاذ الليجا، وهو ما يضع مزيدا من الضغوط أمام غريمهم الذي يتسلح بعاملي الأرض والجمهور، كما يعلم إنريكي أن الفوز هو سبيله الوحيد للخروج من الباب الكبير قبل رحيله عن البارسا نهاية الموسم، ولذلك يحاول إستنفار جميع طاقات لاعبيه .
العسل المر خارج الخطوط
الحوار لن يكون داخل البساط الاخضر فقط، بل سيمتد إلى خارج الخطوط بين زين الدين زيدان مدرب الملكي، ولويس انريكي مدرب البارسا، فزيزو يريد الفوز باول كلاسيكو له بالبرنابيو، بينما يسعى المدرب الإسباني لإثبات التفوق قبل رحيله .
ورغم طعم العسل الشهي في الفريقين، إلا أنه لا يكتمل حيث تشوهه بعض العيوب التي تفسد مذاقه، فالريال يعد أحد أفضل أندية أوروبا في الاستفادة من الهجمات المرتدة، بفضل امتلاكه سرعات مميزة تشكل دعمًا قويًا لثنائي الهجوم بنزيمة، وكريستيانو رونالدو.. إلا ان تذبذب مستوى نافاس وإصابات خط الدفاع المتمثلة في فاران وبيبي - وإن كان الأول الأقرب للحاق بالكلاسيكو - تسببت في تلقي شباك الفريق الكثير من الاهداف، وهو ما يشكل صداعا في رأس زيدان .
أما البلوجرانا يمتلك قوة هجومية، هي الأقوى في الليجا بـ91 هدفًا بالليجا، وإجمالاً 143 هدفًا، في 4 بطولات مختلفة طوال الموسم الجاري، بفضل تألق الثنائي ميسي وسواريز القابعين في صدارة هدافي الليجا، إلا ان هشاشة الدفاع وهبوط مستوى لاعبي منتصف الملعب جعلت الفريق يتلقى عددا كبيرا من الأهداف خاصة في الأسابيع الأخيرة .
في النهاية يتفوق الريال بدكة ممتلئة بالنجوم قادرين على تغيير مسار اللقاء، وهو ما يفتقده برشلونة بعد التعاقدات التي ابرمها انريكي وكانت سببا في الهجوم عليه كثيرا .