الصفحة الأجنبية: وزير الحرب الأميركي قد يحتاج الى ’ضبط توقعات’ الصهاينة خلال زيارته الأراضي المحتلة
أشار السفير الأميركي السابق لدى كيان العدو "Daniel Shapiro" الى أن وزير الحرب الأميركي جيمس ماتيس قد يضطر الى "ضبط توقعات" الصهاينة خلال اللقاءات التي سيجريها في الاراضي المحتلة، ملمحاً الى عدم وجود تطابق كامل في المصالح بين أميركا والكيان، خاصة في ملفي برنامج ايران النووي، وسيناريو الحرب الصهيونية على لبنان.
من جهة أخرى، قال باحث مقرّب من ادارة الرئيس دونالد ترامب "إنّ الأخير لا يسعى الى تغيير النظام في سوريا، وإن جزءاً أساسيا من استراتيجية ترامب في الشرق الأوسط هو العمل مع حلفاء مثل مصر للتصدي لما يسمى بالتهديد المزدوج المتمثل "بالتطرف الاسلامي وايران" وفق زعمه.
عقيدة ترامب للسياسة الخارجية والشرق اوسطية
بدوره، كتب "James Carafano" -وهو مدير برنامج الأبحاث للأمن القومي والعلاقات الخارجية في معهد "Heritage"- مقالة نشرت على موقع "National Interest" قال فيها "لا يوجد تغيير كبير باستراتيجية الرئيس الاميركي، فسياساته لها هدف محدد"، مشيراً الى أنّ" كبار المسؤولين في ادارة ترامب لعبوا دوراً في قرارات البيت الابيض الاخيرة"، لكنه عاد في الوقت ذاته ليقول "إنّ هذه القرارات تعود بشكل أساس الى ترامب نفسه وتتخطى تشكيلة فريقه ومستشاريه"، كما تحدث الكاتب عن "سياسة خارجية و"دفاعية" ناشئة "اكثر تقليدية وتناغماً" من تلك التي اتبعها جورج بوش الابن أو باراك اوباما" حسب رأيه.
الكاتب -الذي يُقال انه يعمل معاوناً لوزارة الخارجية الاميركية والمعروف بانه مقرب جداً من ادارة ترامب- شدّد على أنّ" مواقف ترامب حيال "النظام العالمي الليبرالي" هي في قلب تصوره للعالم"، معتبراً أنّ ترامب ليس "انعزاليا" وأنّ ما يميزه هو ايمانه بأن صعود أميركا بعد الحروب العالمية يعود الى "الدول ذات السيادة" وليس "البيروقراطيات العالمية"" على حد قوله، موضحاً أنّ"موقف ترامب هذا يعتبر ان "الدولة ذات السيادة" هي حجر الاساس لتركيبة النظام العالمي، فمعتقد ترامب هذا يأتي في قلب السياسات التي ترمي الى احياء الاقتصاد ودحر الدولة الادارية واعادة بناء الجيش" وفق الكاتب.
ورأى "carafano" أنّ" ذلك يعني على صعيد السياسة الخارجية، أنّ ترامب سيضع مصالح واشنطن الحيوية فوق موضوع الحفاظ على المؤسسات العالمية"، كما تحدّث الكاتب عن "أهداف واضحة" لاستراتيجية ترامب، قائلاً "إنّ استراتيجيته في السياسة الخارجية ترتكز على ثلاثة أجزاء من العالم وهي أوروبا، آسيا، والشرق الاوسط"، واصفاً نهج الرئيس الأميركي بأنه "ما بين الهروب والاجتياح"، بحيث قد يطلق عليه اسم "الوجود المستمر".
وفيما أوضح أنّ" الولايات المتحدة تنوي الانخراط والاستفادة من نفوذها في مناطق أساسية من العالم من أجل حماية مصالحها"، زعم الكاتب "أنّ العدوان الأميركي على سوريا لم يكن مقدمة لتغيير النظام أو لبناء الدولة في هذا البلد، بل كان انذارًا للرئيس السوري "كي يتوقف عن التدخل في المساعي الاميركية للقضاء على "داعش"، وكذلك لمنع تدفق المزيد من اللاجئين ومنع العراق من الانهيار".
كما أوضح الكاتب أن الانخراط مع مصر كان مؤشراً على أن أميركا عادت لتعمل مع الحلفاء من أجل ما أسماه "جلب الاستقرار الى المنطقة والتصدي للتهديد المزدوج المتمثل بالتطرف الاسلامي وايران"، وفق وصفه، قائلاً "إنّ هذه مؤشرات على عملية انخراط طويلة وجادة "تضيق المجال الذي يمكن أن ينشط فيه اللاعبون الاشرار"، بحسب تعبيره.
واشنطن لا يمكن أن تتحمل استمرار الحرب في اليمن
الباحث في جامعة "Columbia" محمد زيشان كتب مقالة نشرت أيضاً على موقع "National Interest" نبّه فيها من أنّ" أميركا عليها أن تتعامل مع تضارب صعب في المصالح باليمن، يهدّد بتعزيز صعوبة الحرب على الارهابيين في هذا البلد".
وحذّر الكاتب من أنّ" حرب أميركا على "القاعدة" و"داعش" في اليمن ترزح تحت التهديد"، شارحاً بأنّ" واشنطن تريد من جهة الحفاظ على تحالفها مع دول الخليج، لكن من جهة أخرى لا يمكنها تحمل استمرار الأزمة في اليمن الى أجل غير مسمى، اذ ان ذلك قد يخلق ملاذاً لإرهابيي "داعش" في الوقت الذي يخسرون فيه المناطق في سوريا" وفق قول الكاتب.
واستشهد زيشان بتقرير أممي صدر في شهر آب/اغسطس العام الفائت حذّر من أنّ "القاعدة" و"داعش" بدأوا يشكلون موطئ قدم لهم في المناطق الجنوبية والشرقية لليمن، موضحاً أنّ" التحدي لإدارة ترامب يكمن في تحقيق التوازن بين التحالف مع السعودية من جهة، وحقيقة أن ما يسمى بـ"حكومة هادي" المدعومة سعودياً لم تعد في موقع لحكم البلاد من جهة أخرى".
تغيير النظام في سوريا استراتيجية خاسرة
بدوره، كتب كل من "Joey Loy" -وهو منتج أفلام وثائقية زار سوريا عدة مرات-، وDaniel Davis -وهو ضابط متقاعد في الجيش الأميركي-، مقالة نشرت على موقع "National Interest" شددا فيها على أنّ" حل الازمة السورية سيأتي من الداخل وليس من الخارج".
وأشار الكاتبان الى تشابه ايديولوجي كبير بين جماعات مثل "داعش" و"النصرة" و"أحرار الشام" وحتى بعض الفصائل فيما يسمى "الجيش السوري الحر"، كما اعتبرا أنّ" التحدي الاكبر هو أن الجماعات المعادية للنظام السوري تدعمها قوى مختلفة مثل قطر والكويت والسعودية وتركيا والولايات المتحدة"، ونبها الى معارك تحصل بين جماعات في قوات سوريا الديمقراطية التي يدعمها "البنتاغون"، وجماعات أخرى تدعمها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "CIA" التي شاركت بعملية درع الفرات مع تركيا.
الكاتبان شددا على ضرورة الادراك بأنه" لا يمكن تحقيق نصر عسكري في سوريا وأن الحل لن يأتي سوى من الداخل، وأنّ على واشنطن الادراك بأن تغيير النظام في سوريا "استراتيجية خاسرة" وغير قابلة للنجاح".
كما دعا الكاتبان واشنطن الى التركيز على العمل الدبلوماسي لمساعدة الأطراف المختلفة على ايجاد حل "قبل توفير السلاح والتدريب"، وقالا "إنّ على الاجهزة القانونية والاستخباراتية الأميركية أن تواصل مساعيها من أجل ضمان عدم انتشار التهديدات من سوريا الى الولايات المتحدة".
وزير الحرب الأميركي قد يضطر الى ضبط "التوقعات الصهيونية"
من جهته، كتب "Daniel Shapiro" -الذي عمل سفير واشنطن لدى كيان العدو من عام 2011 حتى نهاية ولاية أوباما الثانية (عام 2016)- مقالة تناول فيها زيارة وزير الحرب الاميركي "James Mattis" الى الاراضي المحتلة حيث سيلتقي اليوم قادة الكيان الصهيوني.
وفي اطار تناوله لهذه الزيارة، شدّد الكاتب على عدم وجود مصالح متطابقة تماماً وعدم وجود تصور متطابق تماماً للتهديدات بين الطرفين الاميركي والصهيوني، وأن ذلك يتطلب بالتالي توجيه رسائل واضحة حيث "التوقعات الصهيونية قد تفوق ما يمكن أن يوعد به "Mattis"".
وحول سوريا، توقّع الكاتب حدوث إجماع واسع بين وزير الحرب الاميركي ونظرائه الصهاينة، مشيراً الى أن "كيان العدو رحب بقوة بالعدوان الأميركي على مطار الشعيرات وأنّ تركيز الكيان الأساس في سوريا يبقى على ضمان امكانية تنفيذ خطوطه الحمراء مثل "الرد على أي هجوم عابر "للحدود مع سوريا"، وكذلك "اعتراض" شحنات الأسلحة الى حزب الله و"منع تشكيل قاعدة عمليات لايران وحزب الله في جنوب سوريا".
ورأى الكاتب "أنّ "Mattis" يجب أن لا يواجه أية صعوبة بتوفير الدعم لتحقيق هذه الاهداف، خاصة بعد أن تقلصت امكانية التعاون الاميركي الروسي في سوريا"، منبهاً الى أنّ" هذا التعاون المحتمل كان "مصدر الاختلاف الأكبر" بين الطرفين الأميركي والصهيوني".
أما حول إيران، فأشار الكاتب الى عدم وجود تطابق "اوتوماتيكي" بين الجانبين، لافتاً الى أن""Mattis" سبق وأوضح بأن من مصلحة أميركا استمرار العمل بالاتفاق النووي مع ايران"، كما أشار الى أنّ" الولايات المتحدة أكدت قبل أيام بان ايران ملتزمة بالاتفاق"، وعليه شدد الكاتب على أن""Mattis" ربما سيكون عليه توجيه رسالة واضحة الى الصهاينة و"ضبط توقعاتهم" اذا ما كانوا يتوقعون منه تقديم خطة لتفكيك الاتفاق النووي"، كما شدد على عدم وجود أي مؤشرات تفيد بأن ادارة ترامب لديها أية خطة في الامد القريب للنظر في العمل العسكري ضد "برنامج ايران النووي"، خاصة في ظل الازمة مع كوريا الشمالية والتركيز على محاربة "داعش"".
ورأى الكاتب كذلك أنّ" لبنان هو ملف آخر قد يحتاج "Mattis" فيه الى "ضبط التوقعات" الصهيونية"، مشيراً الى تصريحات المسؤولين الصهاينة التي هددوا فيها بأنهم لن يميزوا بين حزب الله والجيش اللبناني بأي حرب مقبلة، وهنا نبه الكاتب الى أنّ الولايات المتحدة ومنذ أعوام تواصل برنامج المساعدة والتدريب للجيش اللبناني يركز على تعزيز القدرات في مجال مكافحة الارهاب، محذراً في الوقت نفسه الى أنّ "الجيش اللبناني استفاد من تعزيز هذه القدرات ضد عناصر تابعة لـ"داعش" وغيرها من الجماعات المتطرفة".
كما قال الكاتب "إنّ" "Mattis" ربما سيحتاج الى ايضاح ما سيكون عليه رد الفعل الاميركي في حال استهدفت "إسرائيل" مؤسسات تابعة للدولة اللبنانية والجيش اللبناني بأي حرب مقبلة، خاصة اذا ما ادى ذلك الى وقوع ضحايا مدنيين"، مضيفاً أنّ" "Mattis" وكما حذر السعوديين من وقوع ضحايا مدنيين في اليمن، فقد يحتاج ايضاً الى القيام بالمثل مع الجانب الصهيوني".