الصحف الاجنبية: تشكيك اميركي برواية البيت الابيض حول حادثة خان شيخون
رأى خبير سياسي اميركي ان ما أسماه "الاطاحة بالحكومة السورية لا تخدم مصالح الولايات المتحدة بالوقت الراهن وان الاولوية يجب أن تكون إنشاء تحالفات لطرد الجماعات التكفيرية من شرق سوريا"، وشدد على أن ما قدمه البيت الابيض من معلومات عن حادثة خان شيخون لا يثبت اطلاقاً ان الجيش السوري يقف وراءها. وتحدثت صحفية اميركية عمّا يتعرض له الشيعة من عمليات قتل جماعي في العالم، وقالت إنه "حان الوقت ليعرف العالم بأن الشيعة يتعرضون للقتل الجماعي"، على حد تعبيرها.
من جهة اخرى، اشارت صحف اميركية بارزة الى ان المعسكر المعادي لروسيا في البيت الابيض ازداد نفوذا في الآونة الاخيرة، لافتة الى ضيق خيارات إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالتعاطي مع كوريا الشمالية.
عالم اميركي يشكك بالرواية الاميركية عن حادثة خان شيخون
وفي التفاصيل، كتب الاستاذ الجامعي الاميركي المتختصص بالاسلحة الكيماوية "Theodore Postel" تقريرًا نشر على موقع "Yahoo News"، أكد فيه أن الوثيقة الاستخباراتية الصادرة عن البيت الابيض بشأن حادثة خان شيخون لا تثبت ان الجيش السوري استخدم الاسلحة الكيماوية في هذه المنطقة.
واوضح "Postel" ان وثيقة البيت الابيض تؤكد أن افرادًا وجدوا على الأرض نفذوا الهجوم الكيماوي وليس طائرة حربية.
كما قال "Postel" إن وثيقة البيت الابيض لا تحوي أية أدلة توضح هوية الجهة التي تقف وراء حادثة خان شيخون. واشار الى أن الوثيقة تستند على دليل واحد تم اكتشافه في إحدى الطرق الشمالية بخان شيخون، وهو "الحفرة. ولفت إلى أن عمليات البحث اكدت أن لا أدلة تثبت ان الحفرة ناتجة عن ذخائر اسقطت من طيران حربي.
الاطاحة بالنظام السوري لا يصب لمصلحة اميركا بالوقت الراهن
من جانبه، كتب الخبير السياسي "Robert Rabil" مقالة نشرها موقع "National Interest"، اعتبر فيها انه من الواضح بان ادارة ترامب (وبعد العدوان على مطار الشعيرات) غيرت موقفها حيال الازمة السورية بعدما قالت ان التركيز سيكون على محاربة تنظيم "داعش".
واشار الكاتب إلى ان ادارة ترامب قد تضع نفسها على منزلق خطير يؤدي الى عواقب خطيرة مثل المواجهة العسكرية مع روسيا، الا في حال سعت للتوصل الى تسوية مع موسكو فيما يتعلق بالازمة السورية.
الكاتب قال انه "من الواضح ان لروسيا وحلفائها مصالح مشتركة بدعم النظام في غرب سوريا، ومنع الولايات المتحدة من تغيير المعادلة العسكرية على الارض"، على حد تعبيره. وأكد ان روسيا وحلفاءها سيتصدون لاي محاولة اميركية قد تهدد ما تعتبره (روسيا و حلفاؤها) مصلحتها القومية الاستراتيجية. وحذر من امكانية حصول مواجهة عسكرية عن طريق الخطأ مع روسيا او حلفائها.
وتابع الكاتب ان ادارة ترامب لو قررت توجيه المزيد من الضربات ضد سوريا بهدف تقويض الجيش السوري، فإن ذلك يحمل معه خطر المواجهة مع روسيا وحلفائها.
وانتقد الكاتب الاصوات في الداخل الاميركي التي تطالب بالمزيد من الضربات ضد الجيش السوري، إذ وصف السيناتور الجمهوري جون مكاين والمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الماضية هيلاري كلنتون، أنها تلم الأصوات بـ "طبول حرب كارثية". ورأى ان الاطاحة بالنظام السوري ليس من مصلحة الولايات المتحدة، وان التركيز يجب ان يكون على انشاء تحالف اقليمي ودولي ضد "داعش" و "جماعات سلفية اخرى" من اجل تحرير "شرق سوريا". واضاف ان التسوية مع روسيا في سوريا وملف جزيرة القرم مسألة ضرورية من اجل هزيمة "داعش" و"الجماعات السلفية" الاخرى في سوريا.
الشيعة يتعرضون للإبادة الجماعية
بدورها، كتبت الصحفية "ولاء شاهين" مقالة نشرها موقع "Huffington Post"، اشارت فيها الى المجزرة الارهابية التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية بحي الراشدين بحق أهالي قريتي كفريا والفوعة. وقالت ان هذه المجزرة تدل على استهداف اتباع الطائفة الشيعية تحديداً، لافتة الى ان اثارة موضوع "الابادة الجماعية" والقتل بحق الشيعة من المحرمات الدولية، ما يعني بالتالي "الانسانية الانتقائية".
واشارت الكاتبة الى ما يتعرض له الشيعة في نيجيريا، حيث قتل المئات بمنطقة زاريا، اضافة الى عملية الاختطاف التي تعرض لها الشيخ ابراهيم زكزكي من قبل الحكومة النيجيرية. وتحدثت عن حرمان الشيعة في البحرين من ابسط حقوقهم رغم انهم يشكلون اكثر من سبعين بالمئة من السكان.
الكاتبة قالت انه "منذ الايام الاولى لنشوء تنظيم "القاعدة" في باكستان، فان المستهدفين بشكل اساس من الارهاب هم اتباع الطائفة الشيعية"، مضيفة ان "القاعدة وبينما كانت تقتل الشيعة في باكستان، فان صدام حسين كان يقوم بقتل جماعي بحق الشيعة في العراق".كما اشارت الى ان "الشيعة اليوم في كل من باكستان والعراق يستهدفون من قبل داعش في المساجد و المدارس، اقله مرة كل شهر".
واشارت الى ان القتل الجماعي بحق الشيعة لا يعني بان ضحايا الارهاب السنة هم اقل اهمية، لكنها قالت بالوقت نفسه ان السنة لا يستهدفون بسبب هويتهم الدينية، خلافاً للشيعة والمسيحيين".
ولفتت الكاتبة إلى انه "يتم تجاهل الضحايا الشيعة سواء كانوا من سوريا او باكستان او اليمن او العراق او نيجيريا او البحرين او السعودية".و اتهمت وسائل الاعلام المعروفة بتجاهل هذا الموضوع، مشددة على انه حان الوقت لاعطاء صوت لاتباع الطائفة الشيعية.
تزايد نفوذ المعسكر المعادي لروسيا في البيت الابيض
من جهتها، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً، رأت فيه أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب يعيش "عزلة" داخل ادارته، وذلك بسبب مساعيه لتحسين العلاقات مع روسيا، مشيرًا إلى أن مسؤولين اميركيين وجهوا انتقادات حادة الى روسيا أدت الى تصعيد حدة التوتر بين موسكو وواشنطن.
وأضاف التقرير ان اللهجة الحادة السائدة وصمت ترامب، يؤكد تزايد نفوذ المعسكر المعادي لروسيا في الادارة الاميركية، هو ما يقلص أكثر فأكثر امكانية المصالحة بين روسيا واميركا.
واشنطن وضيق الخيارات مع كوريا الشمالية
كما تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها حول الأزمة الحاصلة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، إذ اشارت إلى اعلان الجيش الاميركي بأن حاملة الطائرات "USS Carl Vinson" كانت موجودة في المحيط الهندي خلال العرض العسكري الاخير الذي جرى بكوريا الشمالية.
واوضح التقرير أن الجيش الاميركي كان قد اعلن عن ارسال حاملة الطائرات باتجاه كوريا الشمالية رداً على ما تصفه الادارة الاميركية بالتهديدات من كوريا الشمالية، الا انه تبين ان حاملة الطائرات كانت بعيدة آلاف الاميال عن شبه الجزيرة الكورية.
وقال التقرير إن التصريحات الضبابية حول مكان تواجد حاملة الطائرات الاميركية، تأتي بينما تحاول ادارة ترامب توجيه رسالة مزدوجة إلى كوريا الشمالية، اذ تحاول اظهار استعدادها لاستخدام القوة، إلا انها تمتنع عن اتخاذ خطوات "قد تخرج عن السيطرة".
التقرير لفت الى تصريحات متناقضة صدرت عن مسؤولين اميركيين، مضيفًا ان التصريحات تؤكد ان ادارة ترامب تسعى لايجاد حالة من الردع، كما رأى ان التناقض يدل على عدم وجود خيارات جيدة لواشنطن في ملف كوريا الشمالية.
و تابع ان المسؤولين الاميركيين تحدثوا عن رغبتهم بتغيير السياسة التي اتبعها الرئيس السابق باراك اوباما، الا ان استراتيجية هذه الادارة تقوم على استمرار مساعي ادارة اوباما التي تستفيد من الضغط الاقتصادي والدبلوماسي على بيونغ يانغ.
و اشار التقرير الى ان المسؤولين الاميركيين اكدوا استعداد ترامب لاستخدام القوة "باساليب جديدة في سوريا و غيرها"، وقالوا انهم يفضلون حلًّا تفاوضيًّا مع كوريا الشمالية. كما اعتبر ان اللغة المزدوجة من المسؤولين الاميركيين تبين اهمية الصين التي يأمل منها ترامب ان تلعب دورًا محوريًّا بحل الازمة مع كوريا الشمالية.
ونقل التقرير عن المحللين ان البيت الابيض يراهن على ان اللغة التصعيدية ستؤدي الى اقناع الرئيس الصيني شي جين بينغ بضرورة الضغط على كوريا الشمالية من اجل "تجنب النزاع على حدودها".
وحذر من ان اللغة التصعيدية وان رافقتها رسائل اخرى، قد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة، مشيراً الى ان كوريا الشمالية هددت بتوجيه ضربة استباقية ضد الولايات المتحدة. ونبّه الى ما نشر بإحدى الصحف الرسمية التابعة في كوريا الشمالية من تحذيرات بان بيونغ يانغ ستستخدم الاسلحة النووية "لمحو" الولايات المتحدة في حال بادرت واشنطن باستخدام القوة العسكرية.
وأضاف ان المسؤولين العسكريين اعترفوا بان الظروف اصبحت اخطر بكثير بينما احرزت كوريا الشمالية تقدما في مجال الاسلحة النووية وأنتجت صاروخًا قد يصل الى الاراضي الاميركية.
وفي هذا الصدد، اشار التقرير الى ان الولايات المتحدة ربما تبحث في خيارات اخرى كتصعيد الحرب الالكترونية.