kayhan.ir

رمز الخبر: 55516
تأريخ النشر : 2017April18 - 21:36

ورشة عمل.. وبالسعودية ؟!!


علي نصر الله

خلال الأيام القليلة الماضية 10 و11 نيسان الجاري، أُقيم في الرياض ورشة عمل أميركية - خليجية، من المُقرر أن يتبعها في أيار القادم اجتماعات لاستكمال مابدأه مسؤولون وخبراء في دول مجلس التآمر الخليجي وآخرون من الولايات المتحدة،

والهدف تركيز البحث في أمر مُكافحة تمويل الإرهاب وتنسيق التصنيفات المُشتركة للكيانات الإرهابية، للانتهاء إلى اعتماد أفضل الخيارات لمُكافحة الإرهاب وتجفيف مصادر دعمه؟!.‏

المشاركون من الجانبين هم من المسؤولين في وزارات الداخلية والخارجية والعدل والمالية والبنوك والاستخبارات وأجهزة الأمن، والغاية النهائية إنتاج هيكلية مُتكاملة تُمثل مرجعية تضمن توسيع الشراكة الأمنية السياسية العسكرية والاقتصادية الخليجية - الأميركية، وليس السعودية - الأميركية فقط.‏

الهيكلية المُتكاملة التي يشتغل الجانبان على إنتاجها ستُسمى «برنامج عمل مجلس التآمر الخليجي والولايات المتحدة للأطر القانونية والإدراج للمنظمات الإرهابية وتنفيذ العقوبات الأكثر توسعاً»، وهو البرنامج الذي ستستكمله اجتماعات الشهر المقبل التي ستبحث تعزيز جهود الطرفين للتصدي لحزب الله والأنشطة الإقليمية الإيرانية المزعومة الداعمة للإرهاب التي تُهدد استقرار المنطقة.‏

..وبعد، هل يترتب على العالم واجب أن يسأل ذاته عن معنى لكل قنوات الحوار أو التعاون التي يفتحها مع الولايات المتحدة لمُحاربة الإرهاب، إذا كانت الولايات المتحدة ترى في السعودية والخليج شريكاً لها بهذا الصدد، وليس مُشكلة عليها مواجهتها؟!.‏

وهل يحتاج العالم للبحث عن أدلة وأشياء أخرى تؤكد شراكة الولايات المتحدة والدول الخليجية بإنتاج الإرهاب ورعايته وتغذيته؟ تُقدمها الولايات المتحدة ذاتها مباشرة لهذا العالم من خلال سعيها لهيكلة وشرعنة أُطر العمل المُشتركة معهم، ليقوم الطرفان بكل ماهو نقيض فعلي وحقيقي للعنوان المطروح؟!.‏

لايُعتقد أنّ فرداً واحداً في هذا العالم لايعرف أنّ ظاهرة الإرهاب المُتنامية عالمياً هي وهابية الفكر، تمويلها سعودي - خليجي، داعمها الرئيس أميركا والغرب، الأدوات المُساعدة لانتشارها تركيا وكيانات أخوانية تلتقي مع الوهابية، والمُستفيد الأول منها إسرائيل، ويليها مباشرة النظام الرأسمالي الغربي المُتوحش.‏

في مسار ورشة العمل الأميركية الخليجية جبالٌ من الكذب والهُراء، لكن فيها أيضاً شيء من الصدق هو محاولة إيجاد طريقة لاستهداف حلفاء سورية بعد الإخفاق، على أنّ المُلفت في الأمر هو أنّ دوافع الكذب والصدق لعقد الورشة واعتماد ما ستُنتجه هي واحدة، وقد وردت في نص البيان المشترك الصادر عنها!.‏

التصدي لحزب الله والأنشطة الإيرانية المزعومة الداعمة للإرهاب والمزعزعة للاستقرار بالمنطقة والإقليم، ولذلك فقد جاء في النصوص المُعتمدة: الكيانات الإرهابية المُراد مُحاصرتها وقتالها وفرض العقوبات الأكثر توسعاً ضدها، أي إنّ أميركا والدول الخليجية تضع بالاتفاق تحت عنوان كاذب أساساً مُلزماً خاصاً بهما للخطوة التالية ضد إيران وحزب الله بعد أن فشلت كل خطواتهما المُعادية ضد سورية على مدى السنوات الست الماضية.‏

وأما داعش والنصرة والقاعدة وبقية المُشتقات، فهي خارج البحث لأنها المولود الابن الشرعي لأميركا والسعودية الذي سيحظى بالرعاية المُستمرة ليكبُر وينمو أكثر فأكثر، وليُؤدي الأدوار الجديدة والمُستجدة التي سيُكلف بها!.

*كاتب لبنان