kayhan.ir

رمز الخبر: 55451
تأريخ النشر : 2017April17 - 21:31
فيما سكان إسطنبول يقرعون الأواني في وجه "أردوغان"..

تركيا.. المدن الكبرى رفضت توسيع صلاحيات "أردوغان" والمعارضة تطالب بإلغاء نتائج الاستفتاء



* تيزكان: ليس هناك الا قرار واحد يجب اتخاذه، هو الغاء الاقتراع من قبل المجلس الانتخابي الاعلى

* غول: انتصر اردوغان والحزب الحاكم ولكنه "انتصار بطعم الهزيمة" أو انتصار بمرارة الهزيمة

انقرة - وكالات انباء:- أظهرت النتائج الأولية لاستفتاء تركيا، انقساما حادا بين مؤيدي توسيع صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان، والرافضين لها، ذلك ان الفرق بين المعسكرين كان ضئيلا جدا ولم يزد عن نقطة واحدة ونصف، كما أبدى حزبان معارضان في البلاد عزمهما الطعن بالنتائج.

وقال الرئيس التركي يوم الأحد، إن 5ر51% من الأتراك المشاركين بالاستفتاء صوتوا بالموافقة على التعديلات الدستورية التي توسع صلاحياته، فيما أبدى قادة في المعارضة رفضهم النتيجة.

وهوت نسبة المؤيدين لأردوغان في مدينته اسطنبول، بشكل لافت، خلال الاستفتاء الذي جرى الأحد، إذ صوت 3ر51% من سكان الحاضرة التركية ضد التعديلات فيما أيدها 7ر48% منهم.

ورفض أغلب سكان أنقرة، العاصمة السياسية لتركيا، تعديلات أردوغان، إذ عارضها 1ر51%، بينما وافق عليها 9ر48%، وفق ما نقلته وسائل إعلام رسمية في البلاد.

أما في مدينة إزمير السياحية البارزة، فوصل معدل الرافضين لتعديل الدستور الى 8ر68% ، ولم يصوت لصالح أردوغان سوى 2ر31%.

وفي مدينة ديار بكر، ذات الأغلبية الكردية، وصل عدد الرافضين لتحويل البلاد لنظام رئاسي تنفيذي، الى 6ر67%.

وفي المقابل حصد التصويت بنعم معدلات مرتفعة في مناطق أخرى من البلاد، مثل مدينة إرزوروم التي بلغ فيها المؤيدون لإصلاحات أردوغان 5ر74%، كما وصلت نسبة المصوتين بـ"نعم" في مدينة كوموش خانة، شمالي البلاد، الى 7ر81%.

من جانبه طلب أكبر حزب معارض في تركيا أمس الاثنين، إلغاء الاستفتاء الذي اقر الاحد تعديلات دستورية تعزز صلاحيات الرئيس رجب طيب اردوغان، مشيراً إلى مخالفات فيه.

وقال "بولنت تيزكان" نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديموقراطي) في تصريحات نقلتها وكالة الانباء دوغان "ليس هناك الا قرار واحد يجب اتخاذه… هو الغاء الاقتراع من قبل المجلس الانتخابي الاعلى”.

هذا واعترض سكان أحياء مدينة إسطنبول التركية على نتيجة الاستفتاء الدستورية الذي تقدم به حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.

وقام سكان تلك الأحياء بالقرع بالأواني من نوافذ منازلهم، وفقا لما نقلته وكالة "رويترز"، احتجاجا على النتيجة التي أعلنت مساء الأحد لصالح الموافقة على التصويت.

ونقلت الوكالة عن شهود عيان بالمدينة التي تعد كبرى المدن التركية إن سكان أربعة أحياء على الأقل قاموا بهذا الشكل التقليدي من أشكال الاحتجاج.

وقام عدد آخر من سكان المدينة بنشر تسجيلات مصورة وصور على مواقع التواصل الاجتماعي لمجموعات صغيرة من المحتجين يخرجون للشوارع في بعض المناطق.

وعلى حسابها الشخصي كتبت إحدى المقيمات في إسطنبول "لقد بدأت الاحتجاجات في إسطنبول".

هذا وكانت نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي تمنح سلطات واسعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان جاءت بموافقة 3ر51 % من المشاركين في التصويت لكن أكبر ثلاث مدن تركية، ومنها اسطنبول، صوتت "بلا".

على الصعيد ذاته قال المحلل السياسي التركي "محمد زاهد غول" من المؤكد أن قبول نسبة ليست بالكبيرة للتعديلات الدستورية سيكون له تداعياته على الحزب الحاكم وحتى على حزب الحركة القومية.

واضاف غول، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، أن النسبة التي كانت متوقعة لمن سيصوتون بنعم أكبر من هذا الرقم، وهذا دليل على أن الحزب الحاكم لم يستطع أن يقنع جمهوره بجدوى الاستفتاء، وهذه نقطة أساسية، واعتقد أننا سنشهد تغيرات متتالية في الساحة السياسية التركية.

وتابع : اعتقد أن غداً سيكون يوماً مختلفاً، وبعدها ستبدأ بعض التغيرات وفقاً للدستور الجديد، وعلى رأس تلك التغيرات ربما مؤتمر عام داخل حزب العدالة والتنمية، يتيح من خلال هذا المؤتمر لأردوغان أن يترأس حزبه مرة أخرى، والأمر الآخر، أن هذه التعديلات الدستورية لن تكون مفعلة حقيقياً إلا بعد أول انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة في العام 2019.

وأشار غول، إلى أن الأتراك قد لا ينتظروا حتى العام 2019، وستكون هناك انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، وأن نتائج الاستفتاء هذه ستكون واضحة، أما على المشهد الإقليمي فلن نشهد تغيرات كبيرة في العلاقة السياسية الإقليمية بشكل عام.

واختتم: لا اعتقد أن تكون هناك حالة من التظاهر أو الرفض من جانب المعارضة لأنها في النهاية منيت بهزيمة، فقد انتصر الحزب الحاكم ولكنه "انتصار بطعم الهزيمة" أو انتصار بمرارة الهزيمة.