حصار بني سعود الظالم على اليمنيين
مهدي منصوري
مقولة ان "التأريخ بعيد نفسه" قد تنطبق على بعض التصرفات الهوجاء التي يمارسها الظلمة ضد الشعوب، ولذا فان حصار ما يدعون بانهم حماة الحرمين الذين وكما ذكرت الامم المتحدة وقفوا سدا منيعا من وصول المساعدات الانسانية الى ابناء اليمن الذين يعيشون حالة من المجاعة القاتلة بسبب حصارهم الظالم، ويعيد بنا هذا الحصار الى عمق التاريخ عندما حاصر مشركو مكة الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه واله) واصحابه في شعب ابي طالب بحيث انهم شدوا حجر المجاعة على بطونهم، ولا غرابة في ان يسير اسلافهم حكام بني سعود بسيرة اجدادهم المشركين وهو ما يقومون به اليوم من فعل بعيد عن الانسانية ضد ابناء الشعب اليمني لاسبب سوى انه رفض ان يخضع او ان يكون عبدا ذليلا لارادتهم.
والسؤال المهم الذي يطرح نفسه اين هي الضمائر الانسانية والاسلامية في دول المنطقة، عندما يرون ويسمعون من ان هناك شعب اعزل يتعرض للتجويع قسرا ومن قبل بلد اسلامي يدعي حكامه انهم حماة للمسلمين وللحرمين الشريفين؟، ولماذا هذا الصمت المطبق الذي يلف كل الدوائر والمنظمات الانسانية والحقوقية عن هذه الجريمة التي سيذهب ضحيتها الكثير من الابرياء من النساء والاطفال، لا لسبب موجه ومقبول سوى انهم صمدوا في وجه العدوان السعودي الغادر ولم يفتحوا الطريق امامه لتحقيق اهدافه الاجرامية ليكون اليمن محمية او محافظة من محافظاته.
وبطبيعة الحال فان حكام بني سعود الذين فشلوا ومن خلال القصف العشوائي الحاقد والقتل الجماعي والتدمير الكبير للبنى التحتية في هذا البلد من ان يفرضوا على ابناء اليمن الاحرار ما كان يرمون اليه، فلذلك لم يتبق لديهم الا هذه الاساليب الحمقاء والبعيدة كل البعد عن الخلق الاسلامي والانساني الذي يتذرعون به.
ومن هنا وبناء على ما اعلنه ممثل الامم المتحدة عن رفض حكام بني سعود من وصول المساعدات عن طريق ميناء الحديدة يعكس ان هؤلاء الحكام يرتكبون جريمة ابادة وقتل ابناء اليمن مع سبق الاصرار، ولذلك يتطلب من المجتمع الدولي ان يتدخل مباشرة في اصدار قرار اممي ملزم لحكام بني سعود بفتح الحدود امام ادخال هذه المساعدات والا فانهم مسؤولون امام الله اولا وامام العالم ثانيا تجاه أية روح تزهق او تذهب الى بارئها من خلال هذا الاجراء التعسفي الحاقد.
وبنفس الوقت فعلى شعوب المنطقة معلنين تضامنهم مع ابناء الشعب اليمني الذي يواجه الموت لحظة بلحظة القيام بدورهم الفاعل في الضغط على حكامها من خلال التظاهرات والاحتجاجات للضغط على حكام بني سعود لان يعودوا لرشدهم وعودوا لانسانيتهم ان لم يكونوا مسلمين ويرفعوا الحصار عن هذا الشعب الصابر المحتسب لانقاذ الارواح البريئة التي تتعرض للظلم والتعسف السعودي.