هل رفع مستوى فيتامين "د" في دمك مفيد؟
وجدت دراسة شملت ثمانمئة ألف مريض في ولاية ماين الأميركية أن واحدا من كل خمسة أشخاص أجرى على الأقل اختبارا لمستوى فيتامين "د" في الدم خلال فترة ثلاث سنوات، وأن أكثر من الثلثين أجروا اختبارين أو أكثر لتقييم شكاوى غير محددة مثل الشعور بالضيق أو التعب.
ويسعى ملايين الناس وراء مكملات لاعتقادهم أن بإمكان فيتامين "د" مساعدتهم على التخلص من الإحباط والتعب وضعف العضلات وحتى أمراض القلب أو السرطان، لكن في الحقيقة إنه لا يوجد مطلقا دليل مقبول على نطاق واسع أن فيتامين "د" مفيد في منع أو معالجة أي من تلك الحالات.
لكن الاعتقاد بأهمية فيتامين "د" من القوة بحيث إنه أصبح شائعا حتى بين الأشخاص الذين ليست لديهم شكاوى طبية معينة أو مخاطر الإصابة بأمراض، وهم يجرون اختبار "نقص فيتامين د" بأعداد متزايدة، وفقا للدراسة.
وبحسب مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن أعداد الذين فحصوا مستويات فيتامين "د" بين المستفيدين من برنامج "ميدياكير" -الذين هم في سن 65 عاما أو أكبر- ارتفعت 83 ضعفا من سنة 2000 إلى سنة 2010، أما بين المرضى ذوي التأمين التجاري فارتفعت معدلات فحص فيتامين "د" بمقدار 2.5 ضعف من سنة 2009 إلى سنة 2014.
ويقول باحث الطب الوقائي في "مستشفى بريغهام والنساء" في بوسطن الدكتور جوان مانسون إن كثيرا من الأطباء يتصرفون كأنه يوجد وباء من نقص فيتامين "د"، مما يعطيهم مبررا لفحص كل شخص وإعطائه الفيتامين فوق المستويات التي يوصي بها معهد الطب.
ونتيجة لذلك يعتقد ملايين الناس الأصحاء أنهم يعانون من نقص هذا الفيتامين، وبعضهم يتناولون جرعات مكملة بكمية كبيرة لدرجة قد تكون خطيرة وتسبب فقدان الشهية والغثيان والقيء، كما أن الجرعات الزائدة من فيتامين "د" قد تؤدي إلى الوهن والتبول المتكرر ومشاكل في الكلى.
وفي واقع الأمر فإن لجنة المعهد الذي يعمل فيه الدكتور مانسون توصلت في 2010 إلى أن عددا قليلا جدا من الناس يعانون من نقص فيتامين "د"، وأشارت اللجنة إلى أن الاختبارات العشوائية وجدت أنه لا توجد فائدة محددة للأشخاص الأصحاء للوصول إلى مستويات فيتامين "د" في الدم أعلى من عشرين نانوغراما لكل ملليلتر، علما أن معدلات الفيتامين الطبيعية في الدم هي من عشرين إلى ثلاثين نانوغراما لكل ملليلتر.