وجاءت النتائج عكسية تماما
لا شك و لاريب فيه ان الهزيمة المدوية لاميركا وذيولها في المنطقة الذين بدأوا فعلا يحسون باحتراق اصابعهم من النيران التي اشعلوها في سوريا ولم يحصدوا شيئا خلال ست سنوات من اشعال الازمة رغم كل ما عبأوه من امكانات وقدرات ضخمة ووظفوا لها آلاف المليارات وتيقنوا انهم عاجزون في الميدان للوقوف امام تقدم الجيش السوري والقوى المتحالفة معه خاصة بعد معركة حلب الكبرى والفاصلة التي قرأت الفاتحة على مشروعهم التآمري الوقح لاسقاط النظام السوري اضافة الى حقيقة اخرى لمسها الاميركيون الذين اطلقوا معركة تحرير الرقة منذ اكثر من 150 يوما دون ان يحققوا شيئا لحد الان على الارض، لذلك لم يعد امام الادارة الاميركية بزعامة ترامب سوى اللجوء الى تنفيذ عملية قذرة بهدف فك الارتباط بين دمشق والقوى المتحالفة معها في حين ان هذه العملية لا تكلفهم ماديا لانها مدفوعة الثمن من قبل آل سعود الاذلاء وانها مجرد رشقة صواريخ لا تورطهم في حرب مع روسيا وبذلك يكونوا قد حققوا النتائج المرجوة في تصورهم الواهي من دون ان يغامروا كثيرا في الحرب وهم متغافلين عن انها حماقة كبيرة ستجلب لهم الكوارث وسيندمون عليها.
وفعلا جاءت النتائج عكسية تماما لما ارادوا تحقيقه من هذه الضربة الصاروخية لقاعدة جوية سورية متقدمة في مواجهة الارهاب فقد ازدادت وتيرة الاتصالات بين طهران وموسكو ودمشق باتجاه المزيد من التنسيق السياسي والعسكري لمحاربة الارهاب واجتثاث حذوره من سوريا وهذا ما بحث فعلا في سياق المكالمات الهاتفية التي جرت بين الرئيسين بوتين وروحاني من جهة والرئيس روحاني و الرئيس الاسد من جهة اخرى اضافة الى الاتصالات التي اجراها كل من الادميرال شمخاني امين عام مجلس الامن القومي بنظيريه الروسي والسوري وكذلك رئاسة الاركان الايرانية بنظيريه الروسي والسوري وكلها تصب في سياق المزيد من التعاون والتنسيق لمحو الارهاب من سوريا وفضح المؤامرة الاميركية في استهدافها لـ "خان شيخون" كحادثة مدبرة من اجل دفع معنويات الارهابيين ودخول اميركا على الخط كند لحل الازمة السورية.
والاهم من كل ذلك ما اكد قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي لدى استقباله كبار قادة القوات المسلحة من الجيش والحرس والقوى الامنية بأن ما ارتكبته اميركا من عدوان على سوريا بانه خطأ استراتيجي.
لكن لسوء حظ الادارة الاميركية الحالية وشخص الرئيس ترامب التي تورطت بارتكاب هذه الحماقة بتشجيع من الاخرين هي اليوم تبحث عن مخرج لمازقها وهذا ما تبين من النتائج التي حصلت في الساحة الاميركية نفسها حيث وجه انصار الرئيس ترامب المؤيدون له في الحملة الانتخابية وما بعدها اللوم له في حين ايد ضربته الديمقراطيون والجمهوريون الذين كانوا معارضين له اساسا، ناهيك عما ساقه وزير الخارجية الاميركي من تبريرات لهذه الضربة اثناء مكالمته الهاتفية مع نظيره الروسي التي رفضها الاخير جملة وتفصيلا او محادثة "بنس" نائب الرئيس الاميركي مع حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي من ان تركيزنا الاول لازال على محاربة داعش وهذا نفاق مفضوح وبامتياز لان ما قامت به اميركا عمليا كان دعما لداعش ورفع معنوياتها المنهارة.
اضافة الى ما حدث في الشارع الاميركي حيث تواصلت المظاهرات الاحتجاجية في 25 مدينة اميركية ضد العدوان على سوريا وطبعا ستكشف الكثير من تداعيات هذا العدوان السافر على اميركا وساستها في القادم من الايام.